عبد الله بن عمرو بن حِرام هو صحابي جليل من الأنصار من بني حرام بن كعب من بني سلمة من الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، وكان فيها أحد نُقباء الأنصار مع البراء بن معرور عن بني سلمة، ثم شهد مع النبي محمد غزوة بدر، وقُتل يوم أحد، وكان أول من قُتل يومها، قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السُّلَمِي. وكُفّن هو وعمرو بن الجموح في كفن واحد، كان لعبد الله بن عمرو من الولد جابر أمه أنيسة بنت عنمة بن عدي الخزرجية، وكان عبد الله أحمر أصلع ليس بالطويل روى الترمذي، وحسنه، وابن ماجه عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ، قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: (يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟). قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا. قَالَ: (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟). قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ ). قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا) آل عمران/169.وحسنه الألباني في صحيح الترمذي. "النهاية" (4/ 185). وروى البخاري (1244)، ومسلم (2471) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي، وَيَنْهَوْنِي عَنْهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَنْهَانِي، فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَبْكِينَ، أَوْ لاَ تَبْكِينَ؛ مَا زَالَتِ الملائكة تظله بأجنحتها ، حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ). ووالد جابر، هو عبد اللَّه بن عمرو بن حرام رضي الله عنه، وهو إنما بلغ هذه المنزلة الكريمة، بما منّ الله به عليه من إيمان قوي، وعمل صالح، ومبادرة بالخيرات، وجهاد في سبيل الله، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا. فقد كان رضي الله عنه من السابقين الأولين، ومن أهل العقبة، ومن أهل بدر، ومن النقباء، واستشهد يوم أحد. "الاستيعاب" (3/ 954)