لا مانع من الفن الذى يرقق المشاعر ويهذب السلوك؛ لأن الدين يهدف لبناء الإنسان، وكل فكرة تصب فى هذا الاتجاه تُحمد مهما اختلفت الوسيلة مادامت مشروعة والهدف منها التهذيب، والإسلام لم يحرم الفن الهادف الذى يسمو بالروح ويرقى بالمشاعر بعكس الفنون التى تخاطب الغرائز والشهوات التى أجمع علماء المسلمين على حرمتها. هكذا رأت دار الإفتاء المصرية فى مسلسل الاختيار الذى يرصد مرحلة مهمة ومستمرة تمر بها البلاد فى مواجهة التنظيمات التكفيرية الموجهة من الخارج التى تتخذ من الدين ستارا لتصدير العنف وتضليل تابعيها.فقد فضح المسلسل تجار الدين وأساليبهم الملتوية فى تجنيد المغيبين واستغلال مفاهيم دينية مثل الجهاد ونصرة دين الله عن طريق لى الحقائق وتزييف التاريخ لإقناع الأتباع أنهم يحملون مفاتيح الجنة والنار وأنهم يملكون الحكم على البشر إما بالإيمان الذى يوافق أهواءهم الضالة، أو الحكم على الناس بالكفر وتبرير أنهم مكلفون من السماء بقتل الأبرياء بحجة أنهم كفار ومرتدون. ولم يقف نجاح المسلسل عند هذا الحد، فقد سطر (الاختيار) بطولات ضباط وجنود كانت حدود معرفتنا ببطولاتهم أخبارا وتقارير بالصحف والفضائيات، لكن تابعنا عبر المسلسل مشاهد يتم توثيقها بذكاء بصور ولقطات للأبطال الحقيقيين مثل أحمد منسى ورامى حسنين ومصطفى حجاجى وحازم أبوالمعاطى وغيرهم، لتتجسد بطولات حقيقية تحسم يقين المؤمنين بمهمة الجيش فى تطهير سيناء كما تحسم الأمر إيجابا لدى المتشككين وتدفعهم لإعادة النظر فى موقفهم، وهو الأمر الذى يكشف الدور التوعوى للإعلام الهادف وهو مايختلف تماما عن إعلام تعبر عنه بعض الفضائيات المسائية التى تقدم رسائل زاعقة قد تؤدى إلى نتائج عكسية لا تعبر عن التقدير الواجب لمهام مقدسة وبطولات هائلة لقواتنا الباسلة. (الاختيار) ألقى بحجر ثقيل فى بئر سحيق من الأكاذيب والدعايات الخبيثة نسجتها جماعات الضلال على مدى سنوات فى محاولة لتشويه بطولات القوات المسلحة أو الإيقاع بينها وبين الشعب، لينسف المسلسل عمل منصات إعلامية وقنوات وصحف ومراكز أبحاث وكتائب إلكترونية، جندتها جهات خارجية لإضعاف دور الدولة بالداخل وتأثيرها بالخارج. نقلا عن صحيفة الأهرام