د. وحيد عبدالمجيد اجتهادات تزداد سخونة الأجواء فى الولاياتالمتحدة هذه الأيام على المستويين الصحى والسياسى. مازال انتشار فيروس «كورونا» خارج السيطرة، ومابرحت أمريكا فى صدارة الدول من حيث المصابين به والمتوفين بسببه، رغم تحسن الوضع فى بعض الولايات. وبتصاعد الصراع الانتخابى بين الرئيس دونالد ترامب وأنصار منافسه المرجح جو بايدن. وتتداخل الأزمتان الصحية والسياسية فى عام الانتخابات الرئاسية، التى ستُجرى فى 3 نوفمبر المقبل. ولكن الملاحظ أن الرئيس السابق باراك أوباما أصبح محور المعركة مع ترامب فى الأسابيع الأخيرة، أى بعد أن أعلن دعمه نائبه السابق جو بايدن. طغى حضور أوباما على بايدن الذى لم يستطع حتى الآن وضع حد للفتور الذى تتسم به شخصيته، أو إثبات جدارته بالبيت الأبيض الذى لا يُستبعد أن يدخله بعد أن أضعفت تداعيات «كورونا» مركز ترامب الانتخابى. وقد بدأ آخر فصل فى معركة ترامب -أوباما بتسريب اتصال أجراه الرئيس السابق مع عدد من موظفى إدارته السابقين، وهوجم فيه الرئيس الحالى بسبب قرار العفو عن مستشاره الأسبق للأمن القومى مايكل فلين فى قضية التدخل الروسى فى انتخابات 2016 الرئاسية. وشمل رد ترامب إعادة فتح الملف الخاص باتهام أوباما وبعض موظفى إدارته بالعمل ضد الإدارة الجديدة مستغلين وجودهم فى البيت الأبيض لمدة شهرين ونصف الشهر بعد إعلان نتيجة الانتخابات (يُنتخب الرئيس فى أوائل نوفمبر، ولكن لا يتولى منصبه إلا فى يناير التالى). ووصف ترامب هذا السلوك بأنه الجريمة السياسية الأكبر فى التاريخ الأمريكى ، على أساس أن أوباما هو الرئيس الأول الذى يعمل ضد خلفه طول هذا التاريخ. ولكن ترامب بالغ كثيرا فى هذا الوصف، كما فى حجم الجريمة إذا ثبت أن أوباما وبعض موظفى إدارته ارتكبوها، مثلما تجاوز الرئيس السابق كثيرا أيضا فى هجومه على قرار العفو عن مايكل فلين، وزعم أن مثل هذه الممارسات تهدد المؤسسات وحكم القانون. غير أن الذهاب بعيدا فى مثل هذه المعارك أمر مفهوم. ما لا يبدو مفهوما بعد هو مغزى أن يخوض رئيس سابق المعركة ضد ترامب بالنيابة عمن يسعى لأن يكون الرئيس القادم. نقلا عن صحيفة الأهرام