* د. سحر حلمى أستاذة الوبائيات: يجب توزيع الكحول * على الطلاب ومنع التكدس * أولياء الأمور : لا نرغب فى تأجيل الامتحان ات ونطالب بتخفيض أعداد الطلاب داخل اللجان * بدوى علام: لا داعى للقلق ونستعد بالمطهرات والكمامات لتوزيعها على الطلاب
لا شك فى أن القلق مضاعف الآن، فى كل بيت به طالب بالثانوية العامة البالغ عددهم قرابة 650 ألف طالب على مستوى الجمهورية، تنتظر الأسر بترقب وخوف مصير أبنائهم، فإذا كان القلق الأول بسبب الخوف على مستقبل الأبناء من هذه الامتحان ات المصيرية فإن الخوف الذى يعلو عليه الآن ويسيطر على فكر وقلب كل ولى أمر ومعظم الطلاب، هو انتشار فيروس كورونا، حيث إن عدم الاختلاط والتواجد فى أماكن مزدحمة هو السبيل الوحيد لمواجهته، فكيف تكون الحال والطلاب مضطرين للتواجد باللجان في المدارس فضلا عن التكدس أمام بواباتها من جانب أولياء الأمور ، وكيف يتسنى للطالب التركيز فى حل الامتحان وهو فى حالة قلق، وكيف يمكن للمراقب أن يضبط الرقابة على الطلبة وهو يخشى التواجد داخل اللجنة خوفاً من العدوى؟ أسئلة عديدة حاولنا الإجابة عنها فى التحقيق التالي: بداية نتطرق إلى بعض مخاوف أولياء الأمور والمدرسين ثم نطرحها على المسئولين.. يقول المهندس ماهر حبيب استشارى أغذية وولى أمر أحد الطلاب، إنه إذا كانت المطالبة الآن وفى كل وقت ومكان: التباعد الاجتماعي، لكن ما يحدث فى الامتحان ات هو تقارب اجتماعى وليس ليوم واحد ولكن على مدار أسبوعين كاملين، وتتضح المشكلة الأولى التى يجب أن يوضع لها حل هى تكدس الطلاب عند الدخول أمام أبواب المدارس فجميعهم يندفعون للدخول فى نفس الوقت متلاصقين ولا توجد بينهم مسافة كافية فضلا عن أنهم سيجتمعون قبل الامتحان بنصف ساعة أمام المدرسة مثلا ينتظرون السماح بالدخول، كل هذه التجمعات تمثل فرصا للعدوى، وربما يكون الخروج من الامتحان ليس مقلقاً بنفس الدرجة لأنهم لا يخرجون فى نفس التوقيت. ولذا لابد من بحث كيفية منع التكدس أمام باب المدارس والتزاحم عند الدخول للمدرسة والتزاحم أيضاً عند الصعود على السلالم والتوجه إلى اللجان، وكما تقول الطالب تان يارا أحمد وسلمى حشمت إن تواجد 14 طالبا فى اللجنة يعد عددا كبيرا، بالنسبة لمساحات الفصول التى لا تسمح بترك متر بين كل طالب وآخر فى كل اتجاه ويكفى 10 طلاب فقط فى اللجنة ومن الممكن الاستفادة من أحواش المدارس وعمل لجان مغطاة فيها لتقليل عدد الطلاب فى الفصول وبالتالى تقليل نسبة انتقال العدوى. ويكمل بدوى طه ولى أمر: إننا لسنا مع تأجيل الامتحان ات كما نخشى إذا كان أحد المراقبين حاملاً للفيروس ولا تبدو عليه أى أعراض وظل يمر بين الطلاب فمن الممكن أن ينقل العدوى إليهم جميعاً ويتساءل: هل أجهزة التعقيم تشمل كل ما يحمله الطالب من أدوات ونقود وتليفون محمول أم تعقم ملابسه فقط، وهل سيتم توفيرها فى كل المدارس بجميع المحافظات فلو تمت إصابة مجموعة من الطلاب وهذه المجموعة تتوجه يومياً للجان ستصيب أعدادا كبيرة من المخالطين كل يوم ليعود كل منهم لينقل العدوى لأسرته وهو ما يهدد سلامة المجتمع ولابد من الاستعانة بمراكز بحثية تضع أسسا وحلولا تضمن سلامة الطلاب والمراقبين والمصححين، وكذلك عمال النظافة وعدم انتشار الوباء بينهم. فى حين يقول سعد «م» مدرس: إذا افترضنا أن هناك طالبا مصابا وترك رذاذا على ورقة الامتحان لتذهب إلى المصحح فكيف نحميه من انتقال العدوى له؟ وهل سيتم تعقيم أماكن التصحيح أيضاً ومراعاة التباعد بينهم؟ لو لاحظ المراقب حالة غش وتم التحفظ على الطالب وأخذه لعمل محضر إثبات حالة والتحقيق معه فهذا فيه تعامل مباشر وبالتالى من الممكن أن يتركه يغش تجنبا لاحتمال العدوى. ويقول أحمد ممدوح مدرس بإحدى المدارس الحكومية: أخشى أن تفتقد بعض اللجان جدية المراقبة وتترك للغش لأن هناك بعض المراقبين طرحوا فيما بينهم الوقوف فى الهواء خارج اللجان والمراقبة بجوار الباب وعدم التعامل المباشر مع الطلبة، تجنباً للعدوى مما سيحول اللجان لحالة من التسيب والغش وتخرج المجاميع فى النهاية غير منصفة وغير عادلة. وتشير رانيا علي والدة أحد الطلاب: أننا لا نرغب فى تأجيل الامتحان ات طالما الأمر لم يصل إلى درجة مخيفة، فالعام الدراسى طويل والطلبة أجهدوا جدا ويرغبون فى إنهاء الامتحان ات والالتحاق بالجامعة هذا العام. وتتساءل منى مسعد ولي أمر قائلة: لماذا لا يتم إعفاء طلاب الشهادات الدولية من الامتحان ويقدمون أبحاثا بدلا منها حتى لا يزاحموا طلاب الثانوية العامة ولتقليل العدد فى اللجان خاصة أن عددهم أصبح ليس قليلا وأن الامتحان ات لا تؤثر على المجموع النهائى لهم بل هى مواد نجاح ورسوب فقط لهم، خاصة بعد تخفيض المناهج ل طلاب الثانوية العامة دون تقديم أى تسهيلات للشهادات الأجنبية. إجراءات شديدة الحيطة النائب هانى أباظة، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، يجيب عن هذه الاستفسارات، ويبدأ حديثه قائلا: من حق أولياء الأمور أن يساورهم القلق على أبنائهم ولكن نطمئنهم بأنه تم وضع إجراءات احترازية شديدة الحيطة، حيث إننا نأخذ فى اعتبارنا تأمين سلامة المواطن، بالدرجة الأولى لدينا مشكلتان نتعامل فيهما بسرية شديدة: الأولى مشكلة تسريب الامتحان ات و«تشاومنج» وخلافه ... وهذه تتولاها جهة سيادية لمنع الغش، أما الثانية فتعنى بالجانب الطبى حتى لا يمكن تداول الأوراق أو التسريب وقد تم تحديد إقامة العاملين على طباعة الامتحان ات ومنعهم من الخروج وتم توفير أماكن لإقامتهم تحت السيطرة الأمنية والطبية والصحية وبالنسبة للجان تم تحديد عدد الطلاب فى اللجنة ب14 طالبا فقط، حيث كانت تضم 23 طالبا من قبل، بحيث تكون هناك مسافة متر أو متر ونصف بين كل طالب والآخر من جميع الاتجاهات، وسيتم تعقيم المدارس مرتين يومياً مرة فى الصباح الباكر قبل الامتحان ويتم غلقها حتى يحضر الطلاب والأخرى فى نهاية اليوم ليتم غلقها تماما حتى صباح اليوم التالى وتم التنسيق مع وزارة الداخلية بتواجد رجال الأمن لمنع وقوف أولياء الأمور أمام المدارس بحيث لا يحدث تكدس أو تزاحم. تنظيم الدخول ويضيف النائب هانى أباظة، أنه سوف يتواجد المسئولون والمشرفون فى المدارس من الثامنة صباحاً ويتغير موعد الامتحان ات لتبدأ فى الساعة العاشرة ويمكن للطلبة التوجه للمدرسة خلال هذه الفترة أو قبل الامتحان بساعة حتى يتم الدخول بنظام دون تكدس أو تزاحم و الطالب الذى يحضر يمر من جهاز التعقيم أولاً ويتسلم الكمامة والجوانتى الخاصين به، وقد تم وضع الأسئلة بطريقة مباشرة لمراعاة الوضع الحالى ولكنها تختبر المنتج التعليمى الذى حصل عليه الطالب طوال العام الدراسي، لا مجال للغش ولا يمكن أن يترك مراقب اللجنة خوفاً من العدوى وهذه مسئولية رؤساء اللجان الذين يجب عليهم التأكد من سريان عملية المراقبة، وقد تمت زيادة عدد المصححين الموجودين ومراعاة طرق تداول أوراق الامتحان ات مراعاة شديدة بحيث لا تحدث أى عدوى من خلالها، كل هذا يجرى من خلال التنسيق بين 12 وزارة منها التربية والتعليم والصحة والداخلية والتنمية المحلية وكذلك المحافظات للالتزام ببرنامج محدد ومتابعة تنفيذه بدقة. وأشار أباظة إلى أنه بالنسبة إلى فكرة تأجيل الامتحان ات فقد علمنا برغبة عدد من أولياء الأمور فى هذا الأمر من خلال استطلاع رأي، ولكن هذا لا يمكن لأن كثيرا من الطلبة استذكر دروسه منذ شهور طويلة ويرغب فى دخول الامتحان ، كما يجب ألا تقف الحياة ولكن يجب أن تستمر مثلما يحدث فى جميع دول العالم التى تتعايش الأن مع الفيروس ولكن بأخذ التدابير الاحترازية واتباع سبل الوقاية اللازمة. 194 لجنة بالجيزة ومن جانبه يطمئن خالد حجازى وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة الطلاب المقبلين على أداء امتحانات الثانوية العامة قائلاً: قد اتخذنا التدابير الاحترازية والوقائية لتعقيم وتجهيز اللجان وفقاً لتعليمات وزارة الصحة على مستوى المحافظة، كما تم تجهيز اللجان على أن تحتوى اللجنة على 14طالبا فقط ليصبح عدد اللجان بالمحافظة بعد فردها 194 لجنة أصلية بالإضافة إلى 37 لجنة احتياطية، وذلك وفقاً للتعليمات الواردة من الوزارة بما يسمح بالتباعد بين الطلاب، كما تم تجهيز وإعداد الاستراحات لتكون جاهزة للعمل وتم تعقيمها واتخاذ الإجراءات الاحترازية نحوها، وأكد اتخاذ كل الإجراءات لدخول الطلبة للجان دون تدافع أو تكدس، كما تم الاتفاق مع مجالس الأمناء بكل الإدارات بضرورة تنظيم ومتابعة دخول الطلبة لأداء الامتحان ات. ويضيف حجازى أننا نشدد على جميع مديرى عموم الإدارات بتواجد الطبيب والزائرة داخل اللجان مع المتابعة اليومية، وكذلك تم تجهيز غرفة عمليات الثانوية العامة للمتابعة على مستوى المديرية والإدارات التعليمية التابعة وتقدم وزارة التربية والتعليم كل الدعم والتسهيلات للمرور من الأزمة، ولعلى أشيد بالتجارب الرائدة التى اتخذها بعض إدارات الجيزة التعليمية بتفعيل المشاركة الشعبية لتجهيز بعض اللجان ببوابات تعقيم للطلاب والملاحظين قبل الدخول لأداء الاختبارات. أما بدوى علام رئيس مجلس الأمناء بمحافظة الجيزة ونائب رئيس جمعية أصحاب المدارس الخاصة، فأكد استعدادات المجلس الكامل لاستقبال طلاب الثانوية العامة دون أى مخاوف وأنه تم تجهيز الكمامات والمطهرات اللازمة لتوزيعها على الطلاب قبل دخول اللجان وفقا للتعليمات المحددة. أسس الوقاية الدكتورة سحر حلمى عبدالمقصود أستاذة الوبائيات والطب الوقائى، والأستاذة المشاركة فى كلية الطب بدبى تقول: لابد من اتباع أسس الوقاية بداية من ترك مسافة بين كل طالب وآخر تتراوح ما بين متر ونصف إلى مترين ومنع التقارب بينهم لأن العدوى تتم بالاتصال المباشر، فلا يجب أن يكون أحدهم فى مواجهة الآخر سواء فى اللجنة أو خارجها وبالنسبة لتعقيم اللجان فهو إجراء مهم يمنع انتقال العدوى من على الأسطح للطالب، لكن لا يمنع انتقالها من طالب لآخر، ولذا لضمان سلامة الطلبة من العدوى لابد من اتباع طرق الوقاية مثل توفير الصابون بكثرة فى الحمامات لغسل الأيدى وتوزيع الكحول على الطلاب أوالسماح لهم أن يحضروه معهم تركيز 70% لتطهير الأيدى والمكاتب التى يضعون أيديهم عليها قبل الامتحان ، وإذا وضع الطالب يده على درابزين السلم أو مقبض باب الفصل أو الصنابير أو أى شيء بالمدرسة عليه أن يطهر يديه بالكحول فوراً وألا يلمس وجهه. أكثر من مدخل يجب العمل على منع التكدس عند الدخول من باب المدرسة كما توضح د.سحر حلمى قائلة: يفضل أن يكون هناك أكثر من مدخل وليكن اثنان أو ثلاثة ليتوزع عليهم الطلاب، ليدخل الطلاب فى مجموعات على مراحل كل مجموعة تضم 30 طالبا، ويتم وضع علامات على رصيف المدرسة بين كل علامة والأخرى متر ونصف يقف عليها الطلاب فى طابور، وهذا يستلزم السماح لهم بالدخول مبكرا بوقت كاف لمنع التكدس، ويجب أن يكون هناك جهاز لقياس حرارة الطلاب ومن يتضح ارتفاع درجة حرارته إما يؤدى الامتحان بمعزل عن باقى الطلبة أو يعود إلى منزله حسب تعليمات الوزارة. وعند استخدام الكمامات يجب تعلم كيفية ارتدائها بالطريقة الصحيحة حيث يجب أن تغطى الأنف والفم مع إحكام غلقها جيداً من عند أعلى الأنف وعدم لمسها بالأيدى نهائياً بعد ذلك حتى لا ينتقل إليها أى تلوث فى اليد وبعد الخروج من المدرسة يجب توفير سلة مهملات ليخلع الطلاب الكمامة ويلقوا بها، وإذا كان هناك امتحانان فى يوم واحد بينهما فترة راحة يفضل خروج الطلاب من اللجان والوقوف متباعدين فى الهواء الطلق ويغيروا الكمامات تحت إشراف ممرضات أو أطباء وهذا يستلزم توزيع كمامتين فى هذا اليوم لكل امتحان، وتحديد مكان لإلقاء الكمامات والجوانتيات المستعملة حتى لا تمثل مصدر خطورة، ومن أكبر الأخطاء الظن بأن الكمامات والجوانتيات كافية للوقاية أو الحماية من الفيروس، فهذا غير صحيح ولا يجب الاعتماد عليها، يجب الالتزام بالتباعد وغسيل الأيدى بالمياة والصابون، كما يجب توعية المراقبين جيداً وطمأنتهم. فلو طالب يجلس يؤدى الامتحان فلن يكون ناقلاً للفيروس طالما لم يحدث اختلاط مباشر أو لم يعطس أو يكح ويخرج رذاذاً، فلا داعى لأى أحد يضع يده على مكتب الآخر ولا داعى للسلام بالأيدى ويحظر تبادل الأدوات بين الطلاب ويفضل أن يأتى كل طالب بأدواته كاملة لمنع القلق فى حالة عدم توافر الأدوات، وفى حالة اضطرار أى منهم استعارة شيء من زميله فيجب تطهيره بالكحول قبل وبعد الاستعمال، وكذلك تطهير يديه بالكحول أيضاً، بضرورة تهوية اللجان جيدا وتنظيف الأرض والأسطح بالكلور المخفف بالمياه لكل 9 أكواب مياه كوب كلور، ويجب عدم المبالغة فى الكلور تجنباً للإصابة بالحساسية الصدرية. تطهير الزى المدرسي وبالنسبة للملابس التى يرتديها الطلاب أو الزى المدرسى تقول د.سحر حلمى: عند الرجوع إلى المنزل يجب خلع الحذاء عند باب المنزل، وإذا تأكد الطالب من عدم تعامله مع أحد مريض أو لم يعطس أو يكح بجواره أحد ولم يحتك بأى شخص فيمكنه خلع الملابس بمجرد وصوله لبيته وتركها إما معلقة أو توضع على مقعد مثلاً لليوم التالى أو يتم تعريضها لأشعة الشمس، ولكن فى حالة تعامله المباشر مع أى شخص شك فى أنه مريض أو عطس أو كح بجواره فيجب غسل الملابس بدرجة حرارة عالية ونشرها فى الهواء قبل أن يرتديها فى اليوم التالى للامتحانات، أما عن احتمال نقل العدوى من ورق الامتحان ات للمصححين فهذا ليس محلا للقلق، لأن الفيروس لا يستمر على الورق إلا لعدة ساعات فيفضل تركه لتصحيحه فى اليوم التالي، وكقاعدة عامة طالما تم لمس أى شيء خارج المنزل ومنها أوراق الامتحان ات فيجب غسل الأيدى بالمياه والصابون وتطهيرها أولا بأول، وفى النهاية لابد أن يعى كل طالب أنه يتحمل جزءا كبيرا من حماية نفسه أولاً بالتباعد الاجتماعي، فعليه أن يتوجه إلى الامتحان مباشرة ويخرج فورا عائدا إلى منزله بمجرد الانتهاء منه دون اختلاط بالآخرين وليؤجل التعاملات الاجتماعية بعد مرور الأزمة وكذلك اتباع الإجراءات الوقائية بدقة والتزام دون ملل حتى تمر الامتحان ات بسلام. نقلا عن صحيفة الأهرام