روى ابن سعد، عن أبي عثمان النهدي ورواه الكلبي في تفسيره، عن أبي صالح، عن ابن عباس وله طرق أخرى، ورواه ابن عدي من حديث أنس والطبراني من حديث أم هانئ ومن حديث أبي أمامة عن رسول الله : "السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وبلال سابق الحبشة، وسلمان سابق الفرس" سابق الروم إلى الإسلام هو صهيب بن سنان المعروف أيضًا ب صهيب الرومي صحابي ومولى لبني تيم بن مُرّة، وأحد السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين في مكة الذين عُذّبوا ليتركوا دين الإسلام. نسبه وحياته وُلد صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو في الجزيرة الفراتية بالقرب من نينوى، وهو من بني النمر بن قاسط إحدى قبائل ربيعة بن نزار. كان أبوه أو عمه عاملاً لكسرى على الأبلة، وقد تعرض صهيب للسبي صغيرًا عندما أغار الروم على منازل قومه، وحملوه معهم، فأقام بين الروم فترة، ثم اشتراه رجل من كلب، وباعه في مكة إلى عبد الله بن جدعان التيمي الذي أعتقه، وقيل أن صهيبًا هرب من الروم، فأتى مكة وحالف ابن جدعان. أما أمه فكانت من بني تميم، واسمها سلمى بنت قعيد بن مهيض. كان صهيب بن سنان صاحبيًا للنبي محمد قبل أن يوحى إليه، ولما دعى النبي محمد إلى الإسلام، أسلم صهيب مع عمار بن ياسر في ساعة واحدة بعد أن دخل النبي محمد دار الأرقم ليدعو فيها، فكان إسلامهم بعد بضعة وثلاثين رجلاً. وكان من أوائل من أظهروا إسلامهم في مكة، ولما كان صهيب من الموالي، استضعفته قريش فعذّبته، فقال مجاهد بن جبر: «أول من أظهر إسلامه سبعة النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وصهيب وخباب وعمار بن ياسر وسمية أم عمار رضي الله عنهم أجمعين، فأما النبي فمنعه الله، وأما أبو بكر فمنعه قومه، وأما الآخرون فأُخذوا وأُلبسوا أدراع الحديد، ثم أصهروا في الشمس». فكان يُعذب ليترك دين الإسلام حتى يغيب عن الوعي، ولا يدري ما يقول، وفيه وفي المستضعفين الذين عُذّبوا من المسلمين نزلت آية: " ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " سورة النحل - الآية 110 ولما أراد صهيبًا الهجرة إلى يثرب، اعترض أناس من أهل مكة، فنثر كنانته، وكان من الرماة المهرة، وخيّرهم بأن يرميهم بسهامه أو أن يدلهم على ماله أين خبأه على أن يتركوه، فتركوه على أن يخلي بينهم وبين ماله. هاجر صهيب مع علي بن أبي طالب، فكانا آخر من هاجر من مكة، وبلغا يثرب في 15 ربيع الأول سنة 1 ه، والنبي محمد وقتئذ لا زال مقيمًا في قباء. فلما بلغ النبي أمر صهيب وما فعله مع أهل مكة قال: «يا أبا يحيى، ربح البيع، ربح البيع، ربح البيع»، وفي ذلك نزلت آية: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ "سورة البقرة - الآية 207. نزل صهيب في يثرب على سعد بن خيثمة، وقد آخى النبي بينه وبين الحارث بن الصمة. وبعد الهجرة، شهد صهيب مع النبي محمد غزواته كلها. بعد وفاة النبي محمد، أقام صهيب بالمدينةالمنورة، وكان محل إجلال بين المسلمين، وقد اختاره عمر بن الخطاب لمّا طُعن ليُصلّي بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على خليفة جديد. وفاته ولما قُتل عثمان بن عفان، اختار صهيب أن يعتزل الفتنة التي وقعت بين المسلمين، إلى أن توفي في المدينةالمنورة في شوال سنة 38 ه. المصدر: ويكبيديا – قصة الإسلام نبذة عن الصحابي الجليل صهيب بن سنان الرومي