توقف الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم "بريميرليج" حتى الرابع من أبريل المقبل مع انتظار الجميع لاجتماع طارئ يوم الخميس المقبل لحسم مصير البطولة المهددة بسبب فيروس كورونا المستجد، كوفيد-19. وكان من غير الممكن استكمال البطولة بعد إصابة مدرب أرسنال الإسباني ميكيل آرتيتا ولاعب تشيلسي كالوم هودسون بالفيروس. يتحدث الجميع عن تتويج ليفربول بالدوري وهل من العدل منحه اللقب لو ألغي الموسم أم لا؟ لكن تتويج الريدز باللقب ليس سوى معضلة واحدة من 5 معضلات تواجه الإنجليز قبل تحديد مصير الموسم. تحديد البطل وظلم ليفربول يبعد ليفربول بخمس نقاط عن التتويج ببطولة البريميرليج لأول مرة بنظامها الجديد الذي انطلق في 1992 وسيكون لقب الدوري الأول للريدز منذ 30 عامًا. ويتصدر ليفربول جدول الترتيب بفارق 25 نقطة عن ملاحقه مانشستر سيتي بطل الموسمين السابقين. موقف نادي ليفربول الرسمي كان إنسانيًا في المقام الأول؛ فمدرب الفريق، الألماني يورجن كلوب، أكد حينما سُئل عن إمكانية إلغاء الموسم: "كرة القدم ليست مهمة على الإطلاق في هذا التوقيت. كرة القدم تبدو دائمًا أهم الأشياء الأقل أهمية". موقف كلوب أثنى عليه رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم. كما أيدت مجموعة من روابط مشجعي ليفربول موقف مدربهم رغم اشتياقهم للتتويج بلقب الدوري الذي خسروه الموسم الماضي بفارق نقطة وحيدة بعدما جمعوا 97 نقطة. يبدو مصير اللقب غامضًا حتى الآن فهناك تأكيدات صحافية إنجليزية أن ليفربول سيتوج بالدوري حتى لو ألغيت البطولة لأنه سيكون ظلمًا عدم منحهم اللقب. اقرأ تفاصيل هنا. لكن ليفربول وحده لن يكون الأزمة. التأهل إلى دوري الأبطال عاقب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" نادي مانشستر سيتي بالمنع من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين بسبب قوانين اللعب المالي النظيف. منع السيتي سيفتح الطريق أمام صاحب المركز الخامس للوصول إلى دوري أبطال أوروبا لو أنهى السيتي موسمه في المربع الذهبي. المشكلة هنا أن المراكز لم تحسم؛ فبين مانشستر يونايتد الخامس "45 نقطة" وبيرنلي العاشر"39 نقطة" ست نقاط فقط مع بقاء 9 مباريات بالبطولة. حسم الهبوط كما تشتعل معركة الوصول إلى دوري الأبطال في البريميرليج تشتعل كذلك معركة البقاء في البطولة؛ ففارق الأهداف فقط يفصل صاحبي المركز السادس عشر "ويست هام" والسابع عشر "واتفورد" عن صاحب المركز الثامن عشر "مركز هبوط" فريق بورنموث "27 نقطة". مشكلة الهبوط تعتبر مزدوجة فهي مرتبطة بالبقاء في البطولة من جهة وتحديد مصير 3 فرق أخرى في الصعود من دوري الدرجة الأولى "تشامبيون شيب". من بين الاقتراحات المطروحة في حال إلغاء الموسم عدم هبوط أي فريق وصعود فريقين من التشامبيون شيب ليكون الموسم المقبل مكون من 22 فريقًا. وتتقاتل الفرق على البقاء في الدوري البريميرليج ليس فقط من أجل التواجد بالدوري الذي يراه البعض الأشهر في العالم لكن بسبب المخصصات المالية فالموسم الماضي مُنح هيدرسفيلد صاحب المركز الأخير تقريبًا 97 مليون جنيه إسترليني من حقوق البث التلفزيوني فقط. ماذا سيحل بحقوق البث؟ بيعت حقوق بث الدوري الإنجليزي في الفترة من 2019 وحتى 2022 مقابل 9 مليارات و200 مليون جنيه إسترليني داخل وخارج بريطانيا. كما بيعت حقوق بث جولة لشبكة آمازون عبر الإنترنيت داخل الأراضي البريطانية هذا الموسم. حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي من رابطة البريميرليج أو القنوات المتعاقدة معها عن العقد وهل سيمُد أو يقتطع جزء منه في حالة إيقاف البطولة. كيف ستوزع المخصصات على الفرق؟ مشكلة حقوق البث يترتب عليها أيضًا كيفية توزيع حقوق البث على الفرق فسنويًا يوزع مبلغ 3 مليارات و831 ألف جنيه إسترليني بين الفرق العشرين. نظام التوزيع بين الفرق يقسم لأربع أقسام: "50% توزع بالتساوي على كل الفرق منها نسبة البث التلفزيوني الخارجي، 25% على نسب البث التلفزيوني لمباريات كل فريق داخل بريطانيا، 25% حسب ترتيب النادي في جدول الدوري". توزع النسبة المتساوية على الفرق لكن المشكلة في النسبتين الأخرتين فنسبة 25% على بث المباريات تلفزيونيًا داخل حدود المملكة ستحسب ربما على ما لعب من المباريات لو توقف الموسم. أما المشكلة الأكبر التي ربما ستواجه الرابطة في الاجتماع هي توزيع النسبة على حسب مراكز الفريق فالفارق بين مركز ومركز يكون مليوني جنيه إسترليني تقريبًا وهو مبلغ ليس قليلًا لفرق تعتمد بشكل كبير على تلك الحقوق في ميزانياتها. ففريق ويست هام حصل على 127 مليون جنيه إسترليني من دخله في موسم 2018-19 بحسب شركة ديلوايت وهو مبلغ شكل 67% من إجمالي دخل النادي اللندني. بل شكلت مخصصات البث 71% من إجمالي دخل نادي إيفرتون في الموسم الماضي بحصوله على 134 مليون جنيه إسترليني من بند البث التلفزيوني فقط. جدول توزيع حقوق البث على فرق البريميرليج في موسم 2018-19 من الموقع الرسمي للبطولة موسم استثنائي على الجميع ربما سيحسم مصيره الخميس المقبل. الخسائر المالية هذا الموسم لا مفر منها سواء لفرق الدوري الإنجليزي أو البطولات الأخرى، لكن ربما في تلك الفترة لن يُنظر كثيرًا للخسائر المالية إن كان مقابلها خسائر بشرية.