أطلقت منصة إنسان فيلمز فيلماً قصيراً بعنوان (مابعد الاكتئاب) حيث يناقش الفيلم ظاهرة الاكتئاب كمرض العصر، وكيفية التغلب عليه بعد أن أثبتت الإحصائيات أن إعداد المرضى الذين يعانون منه في ازدياد كبير ووصلت إلى أكثر من 300 مليون مصاب حول العالم وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، كما يسلط الفيلم الضوء على أهمية دور الأسرة في دعم ومساعدة مريض الاكتئاب على التعافي منه . يُهدف الفيلم إلى نشررسالة واضحة بأن الاكتئاب ليس نهاية المطاف، وإنما هو تجربة حياتية يمكن الاستفادة منها والخروج منها بنتائج إيجابية بعد التعافي . وقد أجرى فريق عمل الفيلم زيارة مطولة إلى دار "المقطم للصحة النفسية"، ومركز "رؤية للاستشارات النفسية "، حيث تم إجراء عدد من المقابلات مع المتخصصين في مجال الصحة النفسية من أطباء ومعالجين وأخصائيين. وفي إطار ذلك أكد الدكتور محمد يحيي الرخاوي، إخصائي الطب النفسي والمسؤول الأول في دار المقطم للصحة النفسية؛ أهمية انتشار الوعي والمعرفة بالمفهوم الصحيح لمعنى الاكتئاب، وكيفية التعامل معه مع أهمية تغيير المفهوم الخاطئ لدى غالبية الناس عن الدكتور النفسي. وقد لخصت روشتة د . الرخاوي للمريض المصاب بالاكتئاب بكلمة واحدة ( اكتئب!) ، وهو ما فاجأ فريق العمل إلى أن وضح ما يقصده "الاكتئاب ليس مشكلة بلا حل، ولكن يجب التعامل معه على أنه جزء طبيعي من دورة المزاج وأن كل إنسان معرض للإصابة به ومن الممكن الاستفادة منه وفي بعض الأحيان يخرج المريض من الاكتئاب بشكل أفضل من ما دخل فيه ". كما وثقت كاميرا مخرج العمل الأستاذ محمد جميل الحياة اليومية لشخص مصاب بالاكتئاب، كما وثقت أيضاً تجربة فنان حرف يدوية استطاع التغلب على الاكتئاب بعد سنوات من العلاج النفسي وكيف تغلب على المرض والخروج منه حتى تغيرت حياته إلى الأفضل . وقد قام فريق العمل بعمل زيارة أخرى إلى "مركز رؤية للاستشارات النفسية" ، وتحدث فريق العمل مع كريم يوسف مدير مركز رؤية عن مدى خطورة العزلة، وأهمية وجود مكان آمن يلجأ إليه مريض الاكتئاب في حالة إحساسه بالوحدة والحاجة للتحدث مع شخص متخصص ، وأوضح أن الاكتئاب مرض معدٍ، فمن خلال عمله يري أن من كل أربعة أشخاص هناك شخص يعاني الاكتئاب، وأن هذه النسبة في ازدياد مستمر . كما أضاف الأستاذ هاني حسن، معالج ومتخصص في العلاقات الأسرية داخل مركز رؤية : "يجب التعامل مع المشكلة وعدم انكارها وعلى الأسرة المبادرة بطلب المساعدة، مش عيب نروح للدكتور النفسي". وفي النهاية أكد القائمين على مؤسسة رؤية فتح باب المؤسسة لكل من يطلب المشورة أو المساعدة، و قد أبرمت منصة "إنسان فيلمز" اتفاقية تعاون مع مؤسسة رؤية لدعم حاله تستدعي الدعم المادي للعلاج من مرض الاكتئاب تحت إشراف ومتابعة مؤسسة رؤية خلال الأشهر القادمة . جدير بالذكر أن منصة "إنسان فيلمز" تأسست في 2019 على يد كل من الصحفي محمد فهمي، والإعلامي يوسف الحسيني، وضمت لمجلس إدارتها عددا من الشخصيات منهم السيناريست محمد حفظي ، والمخرج حسام الحسيني، والدكتور أحمد كامل، وتقوم بإنتاج الأفلام الوثائقية المعنية بقضايا الإنسانية كما تدعم بعض القضايا مثل الاكتئاب في محاولة لتسليط الضوء على هذه المشكلة والتوعية بشأنها في ضوء تقارير منظمة الصحة العالمية، والتي تفيد بأن 75٪ من مرضى الاكتئاب في البلدان النامية، ومنها مصر؛ لا يتلقون العلاج اللازم .