كشفت التحقيقات في قضية المتهمين الثلاثة بقتل طالب الهندسة بالسويس أحمد حسين عيد عن أن السبب الرئيسي لتشبع المتهمين بأفكار متطرفة دفعتهم لارتكاب جريمتهم، هي سيطرة من هم ليس لهم علاقة بوزارة الأوقاف أو التعليم الأزهري على المساجد غير التابعة لمديرية الأوقاف بالسويس، التي نشأ المتهمون داخل عدد منها. وأكدت التحقيقات أن "الشيخ وليد" المتهم الأول بقضية مقتل طالب الهندسة إمام زاوية غير تابعة للأوقاف، كما يتولى المتهم الثالث بالقضية "مجدي" مسئولية مسجد غير تابع للأوقاف بمنطقة التعاونيات السكنية بالسويس. مديرية أوقاف السويس اعترفت بالأزمة التي تعاني منها مساجد السويس، ولم تستطع مديرية الأوقاف توفير أئمة أزهريين لأكثر من 500 مسجد، مما تسبب في سيطرة أشخاص ليس لهم علاقة بالأوقاف على مساجد السويس. وأكد الدكتور كمال بربري، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة السويس، أن مديرية الأوقاف لديها عجز في 500 من أئمة المساجد التي تحتاج إليهم المحافظة نظرًا للتوسعات العمرانية التي تم إنشاؤها بالمحافظة. وقال بربري: "إننا في مديرية الأوقاف بالسويس طلبنا من وزراء الأوقاف السابقين -وليس الوزير الحالي- ضرورة توفير 500 من أئمة المساجد والدعاة للعمل بالسويس، خاصة أنه توجد مئات المساجد التي تحتاج إلى أئمة أزهريين، بينما يتولى أمرها أشخاص ليس لهم علاقة بالمديرية". وأضاف "خلال اجتماعنا المتواصل مع 56 من أئمة المساجد بالسويس التابعين لمديرية الأوقاف اتفقنا على عدم التطرق في الخطب للسياسة، وأؤكد أن من قاموا بالحديث في السياسة داخل عدد من الزوايا والمساجد بالمدن الجديدة ليس لهم علاقة بمديرية أوقاف السويس ولا ينتمون إليها". ويقول الشيخ محمد عبده المصري، المقيم في مدينة السلام بالسويس: "أنا شاهد عيان على ما يحدث داخل العديد من المساجد التي أنشئت حديثا بمدينتي "السلام1 والسلام2"، والتي يسيطر عليها أشخاص ليس لهم علاقة بالأزهر أو الأوقاف أو أي جهة رسمية وينتهزون فرصة عدم توفير وزارة الأوقاف لائمة مساجد؛ لينصبوا أنفسهم أئمة على هذه المساجد". وتابع: "أنا متأكد أننا لو بحثنا عن ماضي العديد من أئمة هذه المساجد سنكتشف كوارث حقيقية تؤكد أن سيطرة هؤلا على هذه المساجد التي يتربى داخلها النشئ، ويتلقى منها المواطنون تعاليم الدين سيسبب كارثة تهدد البلاد، وأن حادث الطالب الشهيد أحمد الذي قتله المتهمون الثلاثة ربما يتكرر مرة أخرى". وطالب الشيخ محمد، أن تقوم الدولة ووزارة الأوقاف بفرض سيطرتها على هذه المساجد حماية لأبناء هذا الشعب خاصة الأجيال الجديدة التي تدخل المسجد؛ لكي تتعلم منه وتحفظ من داخله القرآن وعلوم الدين التي يحاول من ليس لهم علاقة بالأزهر ويتحكمون في المساجد الجديدة إدخال أفكار ومعتقدات على هؤلا الشباب ليس لهم علاقة بالإسلام وتعاليم الدين، فتدخل الدولة واجب بشكل عاجل. وتساءل إبراهيم عبدالله، موظف من سكان حي الجناين بالسويس: كيف تصمت الدولة على ما يحدث؟ أنا شخصيا سمعت بأذني من أحد الأشخاص الذي يطلق على نفسه لقب إمام وشيخ بالرغم من أنه ليس له علاقة بالتعليم الأزهري أو غيره يقوم بتكفير خلق الله من فوق منبر مسجد تم بناؤه حديثا، وإلى الآن لم تستطع مديرية الأوقاف توفير إمام لهذا المسجد، ولهذا يسيطر شخص غير مؤهل و يطلق على نفسه لقب شيخ على المسجد بالرغم من أنه لم يحصل على مؤهل الإعدادية بالسيطرة على المسجد الذي نقوم بالصلاة داخله، والذي وصل الأمر بعد كل صلاة بقيامة بتكفير علماء وشيوخ لا يتفقون مع رأيه.