أكد اللواء محمد سعيد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربي، أن مصر استطاعت تحقيق إنجازات غير مسبوقة في مقدمتها الإصلاح الاقتصادي وتنمية البنية الأساسية وصدور تشريعات، وكلها تمثل دعوة لإقامة صناعة قوية باعتبار أن هذا المجال هو السبيل لتحقيق تنمية حقيقية. جاء ذلك خلال كلمته في جلسة "فرص الاستثمار في مصر وكيفية تحفيزها"، التي حضرها وزيرة الهجرة، ووزيرة التخطيط. وقال العصار: "إن الصناعة ملهاش سقف" وهي السبيل الأول لتحقيق طفرة تنموية في أي دولة، وأضاف أن مصر قامت بدورها في تحفيز المستثمرين وتهيئة مناخ الاستثمار ويبقى دور القطاع الخاص، لافتا إلى أن وزارته حريصة على إشراك القطاع الخاص في كافة مشروعاتها. وأشاد العصار بما يفعله مؤتمر مصر تستطيع من استقبال ودعوة للمستثمرين المصريين بالخارج لتحقيق طفرة صناعية في مصر كما حدث مع دول نمورآسيا. وفى سياق متصل، أعرب يحيى زكي رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، عن سعادته بزيارة عدد من المستثمرين المصريين للمنطقة الاقتصادية، ورؤية الفرص الحقيقية للاستثمار التي تتوافر لدينا، ولفت إلى أن المنطقة الاقتصادية تبلغ مساحتها 460 كيلو مترا مربعا، وتضم 6 موانٍ و4 مناطق صناعية، مشيرًا إلى أن المنطقة شهدت تطورًا كبيرًا في البنية التحتية، بما يوفر فرص استثمار حقيقية للمستثمرين. وأضاف زكي، أن أنفاق بورسعيد التي تربط المنطقة الاقتصادية شرق القناة بغربها، تمثل نقلة كبيرة وسوف يكون لها تأثير مباشر على المستوى التنافسي للمنطقة الاقتصادية، بجانب ما قدمه قانون الاستثمار الذي صدر عام 2017، كما نقوم الآن بإعداد استراتيجية للخمس سنوات المقبلة وفقا للعوامل المتاحة، وذلك لطرح فرص استثمارية جديدة وتنافسية. من جهته، أكد د. ميشيل نايت، مستثمر مصري، أن مصر تمتلك قدرات كبيرة تؤهلها لأن تكون في صدارة الدول الصناعية بالمنطقة، لافتا إلى أن شركته بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي لديها إمكانيات غير طبيعية، وقال: "صنعنا عربيات مدرعة بالكامل في مصر داخل مصانع الإنتاج الحربي"، مشيدا بما يقدمه اللواء العصار من دعم كبير للمستثمرين. وأضاف نايت أنه من الأولى أن ننتج ما نستورد قبل أن نسعى للتصدير، مشيرا إلى أن حجم الواردات يكلف مصر سنويا نحو 60 مليار دولار، وتابع: "نصنع لودار مصري بالكامل بنفس كفاءة نظيره الأمريكي، وتم الاتفاق مع شركة جيلي لتصنيع سيارة مصرية بنسبة 100٪". من جانبه، طالب محمد عكاشة، مستثمر، بضرورة الابتعاد عن عقدة الخواجة واستخدام المنتج المصري، لافتا إلى أن ذلك هو أكبر ما يميز جنوب إفريقيا. وتابع: "مصر كانت بلد غير مصنع بسبب الأوضاع الاقتصادية السابقة، لكن الآن الوضع اختلف كثيرا وأصبح لدينا بنية تشريعية ومرافق ومناخ كامل مؤهل لاستقبال العديد من المشروعات والمصانع منوها بضرورة الدخول في شراكات مع شركات عالمية" . من جهته، قال هاني سيداروس، مستثمر مصري في أستراليا، إن العنصر البشري هو الأهم في منظومة تنمية الصناعة، ولابد من تأهيله لسوق العمل بشكل جيد، مطالبا بضرورة أن تلتفت الحكومة ورجال الصناعة للتدريب المهني وتهتم بشكل أكبر بالتعليم الفني، لتخريج عمالة قادرة على المنافسة في مصر وخارجها. فيما أكد ماجد فهمي، خبير مالي، أن مصر استطاعت بالفعل وأصبح لديها فرص استثمارية ضخمة، ونحتاج تسويق ما لدينا فقط، فلدينا عمالة رخيصة ومدخلات إنتاج بأسعار تنافسية واستقرار أمني وغيرها تجعل مصر من أفضل 10 دول للاستثمار في العالم، مشيرا إلى أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي طالب المستثمرين المصريين المشاركين في المؤتمر أثناء اللقاء الذي جمعنا به، بأن نكون سفراء لمصر. وأضاف أن الملحقين التجاريين ليسوا على المستوى المطلوب، ولا يقومون بدورهم التسويقي كما يجب. وشهدت الجلسة حضورا كثيفا من المستثمرين ورجال الأعمال والمسئولين المصريين، والذي أثمر عن نقاشات ثرية حول تجارب المستثمرين المصريين بالخارج، وما يطمحون إلى تنفيذه من مشروعات استثمارية في مصر؛ للاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الدولة المصرية. ويناقش مؤتمر "مصر تستطيع بالاستثمار والتنمية"، الذي انطلق مساء أمس الثلاثاء، دعم التواجد المصري على خريطة الاستثمار العالمية بجانب الترويج لخريطة مصر الاستثمارية في القطاعات الواعدة بمختلف المجالات، كما يستعرض المؤتمر التجارب الناجحة للمستثمرين وآلية تطبيقها في مصر، وربط كبار المستثمرين المصريين بالخارج بالوزارات المعنية لتشجيعهم على الاستثمار بالوطن وتحقيقا للمنفعة المشتركة.