السفيرة نائلة جبر ل"بوابة الأهرام": - القاهرةوالجيزة والإسكندرية أهم المحافظات التي تنتشر بها جريمة الاتجار بالبشر - الجهات الأمنية أصبحت يقظة تجاه خطورة الهجرة غير الشرعية - مصر تتميز بمجتمع مدني نشيط منذ سنوات طويلة - توجيهات رئاسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية وحماية الضحايا والمجني عليهم - المنظمات الدولية تحترم جهود مصر في ملفات الهجرة وتتعاون معنا - مشروع عقد اختياري لعاملات المنازل المصريات - نرفع القبعة لوزارة التضامن لجهودها في ملف "أطفال بلا مأوى" قالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، إن الجهات الأمنية في الدولة أصبحت مدركة لخطورة الهجرة غير الشرعية، ويقظة تجاه أي محاولات مخالفة للقانون، مؤكدة أنه منذ 3 سنوات لم تتحرك مركب من الموانئ المصرية بهجرة غير شرعية، وهذا يؤكد قوة الجهات الأمنية وفرض السيطرة. جاء ذلك خلال حوارها ل"بوابة الأهرام"، حيث أكدت خلال أن مصر تتحرك في ملف الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر بصورة كاملة بدأت بالجانب التشريعي الذي يعد الأول في منطقة الشرق الأوسط، ثم جهات إنفاذ القانون المدربة على كيفية تطبيقه، فضلا عن حملات التوعية التي تنفذها اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية. وإلى نص الحوار.. - هناك من يرى أن قضايا الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر متركزة في مصر فقط؟ من الخطأ أن نقول ذلك.. لأن مصر لم تكن إطلاقا من الدول المصدرة للهجرة بنسبة كبيرة، وإن حدث ذلك فكان في مرحلة معينة انتشرت فيها الهجرة غير الشرعية لكن سرعان ما انخفضت بسبب الجهود التي قامت بها الدولة. وأوضحت أن مصر وضعت أيضا تشريعات وطنية منها قانون 64 لسنة 2010 لمكافحة الاتجار في البشر وقانون 82 لسنة 2016 لمنع تهريب المهاجرين والهجرة غير الشرعية. - إلى أي مدى ساهم المجتمع المدني في رفع الوعي تجاه الهجرة غير الشرعية؟ المجتمع المدني شريك أساسي في عمل اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، ومصر تتميز بمجتمع مدني نشيط منذ سنوات طويلة يعمل في إطار اجتماعي بجانب الدولة، ونحن سعداء بالقانون الجديد الذي صدر للجمعيات الأهلية، حيث أنه يساعد على توفير مزيد من حرية الحركة والمرونة،حيث تقوم اللجنة الوطنية بتقديم التوعية اللازمة للجمعيات الأهلية، وعلى سبيل المثال يتم حاليا عمل ندوات توعوية للجمعيات الأهلية في محافظة الجيزة وضواحيها نتيجة لانتشار ظاهرة الاتجار بالبشر، مشيرة إلى أن الدولة لا تستطيع أن تقوم بعملية التوعية ل 100 مليون مواطن وحدها، ولكن لابد من مشاركة المجتمع المدني. - ماذا عن التوجيهات الرئاسية تجاه مكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر؟ بالطبع هناك توجيهات قوية من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومنع تهريب المهاجرين ومكافحة الاتجار في البشر وحماية الضحايا والمجني عليهم، مشيرة إلى أنه يتم التركيز على توفير الحماية للحالات التي تتعرض للاستغلال، وبالتالي نقدم التوعية للشباب من خلال عرض البدائل المتاحة، حيث نعمل بشكل ميداني ونصل للقرى الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية لتوفير الحماية المطلوبة. - التنمية هي الحل السحري للقضاء على الهجرة غير الشرعية.. كيف ساهمت مشروعات الدولة في ذلك؟ بالفعل المشروعات التنموية التي نفذتها الدولة ساهمت في توفير فرص عمل كثيرة، فضلا عن أن الدولة المصرية لديها إستراتيجية وخطة للتنمية لإيجاد بدائل وفرص عمل للشباب، حيث تقدم الدولة من خلال صندوق دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر العديد من الأفكار الممولة لتساعد الشباب وتدفعه للعمل. أيضا الدولة تقدم رؤية جديدة من خلال الاهتمام بالعمل الفني وتطويره، وتشجيع الشباب للالتحاق به، واللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية تشجع هذه الفكرة بشدة، مستشهدة ببدائل فرص العمل بحسب وصفها مثل "عربيات الأكل" وغيرها. وأكدت أن الدولة لا تعتمد على المشروعات التنموية الكبرى فقط، ولكنها حريصة على وجود البدائل للشباب لتكون حلول جزئية ومؤقتة لأزمة البطالة. - كيف يتم التنسيق مع المجلس القومي للمرأة لتعزيز حملات التوعية بشأن قضايا المرأة؟ المجلس القومي للمرأة عضو في اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، ونتعاون معه في ملفات استغلال المرأة وخاصة عاملات المنازل، وفي هذا الصدد نفذنا مشروع عقد اختياري بالنسبة لعاملات المنازل المصريات، يمنحهن الثقة كي يعملن ويحافظن على حقوقهن. وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة أيضا نواجه زواج الصفقة المنتشر في قرى محافظة الجيزة، وأيضا تحديث الخط الساخن لتلقي الشكاوى الخاصة باستغلال المرأة والاتجار فيها. - ما هي أهم المحافظات التي تنتشر فيها جريمة الاتجار بالبشر الآن؟ ولماذا؟ القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، أهم المحافظات التي تنتشر بها جريمة الاتجار بالبشر، وذلك لأنها محافظات مزدحمة بالسكان، وتعد منطقة خصبة لحالات استغلال البشر، والعصابات منتشرة بكثرة فيها. - ماذا عن التعاون الدولي بين اللجنة ومنظمات الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية؟ المنظمات الدولية تحترم جهود مصر في ملفات الهجرة، وتتعاون معنا في حملات التوعية بشكل كبير، وظهر ذلك في حملة توعية الإخوة الفارقة، حيث قامت المنظمة الدولية للهجرة بترجمة الحملة إلى لغات أخرى محلية لتنشرها في الدول الإفريقية. أيضا هناك تعاون دولي كبير في مجالات التدريب، عناك تعاون كبير بيننا وبين المنظمات الدولية، لأنها مقتنعة بجدية مصر في عملها في ملفات الهجرة وأشارت إلى أن التشريعات القانونية الخاصة بملف الهجرة غير الشرعية وأيضا الاتجار بالبشر، والإستراتيجية الوطنية موجودة على موقع اللجنة الوطنية ومترجمة والمنظمات الدولية اطلعت عليها وأشادوا بها، ومصر تعد نموذج يحتذي به بالنسبة للدول النامية بصفة عامة وإفريقيا بشكل خاص. - مصر الآن أصبحت دولة مستقبلة للمهاجرين .. كيف تفسري ذلك؟ للأسف مصر فعلا أصبحت من الدول التي تستقبل المهاجرين، ولكن لابد وأن نفرق بين المهاجرين إلينا لظروف تتعلق بالحروب مثل أشقائنا في اليمن وسوريا وفلسطين والسودان، وبين المهاجرين إلينا بشكل غير شرعي، موضحة أن النوع الأول ظروفه مؤقته لكن النوع الثاني يهاجر بشكل دائم. وأكدت أن مصر هي الشقيقة الكبرى في المنطقة العربية وترحب دائما بأشقائها من العرب في بلدهم الثاني مصر، مشيرة إلى أنه يتم توعية القارة الإفريقية بخطورة الهجرة غير الشرعية، موضحة أن منظمة الأممالمتحدة هي المسئولة عن المهاجرين إلى مصر وليس اللجنة الوطنية. - أخيرا ما هي جهود اللجنة الوطني في ملف "أطفال بلا مأوى"؟ حذرنا من سنوات طويلة من خطورة هذا الملف، منذ أن كان يطلق عليهم "أطفال الشوارع"، حيث كان يتم استغلالهم في نواحي سياسية وأخرى إجرامية مثل القضايا المنافية للأداب، وتجارة المخدرات، وبيع الأعضاء. وأشادت بدور وزارة التضامن الاجتماعي كعضو في اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة، حيث تبذل جهود كبيرة جدا في ملف أطفال "بلا مأوى"، قائلة "نرفع القبعة لوزارة التضامن على مجهودها في هذا الملف"، حيث لديها حملة خاصة بأطفال بلا مأوى وتتعاون فيها مع صندوق تحيا مصر. السفيرة نائلة جبر مع محرر بوابه الاهرام