كثيرا من الناس تجدهم يرددون جملة"اللهم اجعله خيرا" فور ضحكهم كثيرا، والبعض تجده متشائما لدرجة أنه قد ينتظر خبرا سيئا وخاصة بعد نوبة ضحك غير معتاد عليها، ولا يعلم مثل هؤلاء أنهم بهذا الاعتقاد والتشاؤم، يضعون صحتهم النفسية والجسدية على المحك، وأنهم يجعلون أنفسهم عرضة لزيارة أطباء ومتخصصين فى الصحة والإرشاد النفسى. تقول الدكتورة بسنت فاروق ميهوب، استشارية الصحة النفسية والإرشاد وتعديل السلوك ل"بوابة الأهرام"، إن تعرض بعض الأشخاص صدفة لمواقف سيئة فور نوبة ضحك غير عادية، جعل مثل هؤلاء يرددون"اللهم اجعله خيرا" فى كل مرة تنتابهم مشاعر السعادة والضحك كثيرا، مشيرة إلى أن اعتياد قول مثل هؤلاء لهذه الجملة مؤشر خطير، وينذر بتعرض أصحابها لمشاكل نفسية وجسدية. وأضافت الدكتورة بسنت: كثيرا من الناس يخشون المستقبل، وتجدهم يخافون من المجهول، وتنتاب من يضحكون كثيرا حالة من التشاؤم، وهم من النوع الذى يفكر كثيرا فى المستقبل ويخشاه لدرجة أن القلق والتوتر أصبحت علامات واضحة فى كل سلوكياتهم وأمور حياتهم، موضحة أن قول" اللهم اجعله خيرا" أو "لعله خير" بشكل معتاد وكثيرا، يعد مؤشرا للقلق والتوتر، ما ينذر بسوء حالة أصحاب هذه الحملة وخاصة فى حال إهمال العلاج. ونوهت استشارية الصحة النفسية إلى أن علاج مثل هؤلاء الناس يتم من خلال العلاجات المعرفية السلوكية لهم، بما يسمح ويضمن التحكم في مستوى القلق والتوتر، مشيرة إلى أنه يجب على هؤلاء معالجة أنفسهم من خلال الابتعاد عن قول هذه الجملة، وعدم ربط الضحك الكثير بحدث سيئ قد يحدث، حتى ولو كانت الصدفة لعبت دورا فى مواجهتهم لهذا من قبل، وعليهم الوعى بأن حدوث شيئ سيئ لهم فور ضحكهم ما هو إلا صدفة ليس أكثر. وأضافت "ليعلموا أيضا أن الضحك هو أفضل علاج للضغوط النفسية، والاضطرابات المترتبة عليها، وهو العلاج الأقوى للتغلب على التشاؤم والإحباط، لافتة إلى أن الضحك يروح علن النفس، ويقضى على الملل، ويمنح أصحابه دفعة نفسية ومعنوية هائلة فى مواجهة وتحمل أعباء الحياة، مؤكدة أن فشل من يرددون فى علاج أنفسهم يتطلب عليهم زيارة المتخصصين لعلاجهم من التوتر قبل أن يصبح سببا فى حرمانهم من الراحة، والسكينة، ويقلق راحتهم وكل من حولهم طوال حياتهم".