نجحت قوات الحماية المدنية بالقاهرة، صباح اليوم، من السيطرة على حريق بمنطقة الموسكي، دون وقوع إصابات، لكن تكرار مثل هذه الحوادث في المكان ذاته يستوجب بحثًا عميقًا عن الأسباب وسبل تفادي تكرارها مستقبلا.. كانت غرفة النجدة بالقاهرة قد تلقت إخطارا بوقوع الحريق، وعلى الفور توجهت سيارات الإطفاء، وتمت السيطرة على النيران وإخمادها قبل امتدادها، وتبين أنها في شارع سوق الخضار من شارع محمد علي بالموسكي. منطقة الموسكي، تعرضت لكوارث سابقة؛ أسفرت عن تدمير عدد من المحال، ووصلت في بعض الأحيان إلى خسارة في الأرواح البشرية وتفحم الجثث. وسبق أن تعرضت منطقة الموسكي لكوارث مماثلة وذلك بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف. ففي 3 مايو الماضي، اندلع حريق بمحال ملابس ومفروشات وعطور في حارة اليهود بالموسكي، وتم الدفع بنحو 50 سيارة إطفاء، و40 سيارة إسعاف لنقل المصابين. وبعد 9 ساعات متواصلة، من العمل الشاق، تمكنت قوات الحماية المدنية، من السيطرة على الحريق الذي التهم 18 محلا تجاريا. وفي يوليو 2018، شب حريق هائل في مول تجاري بحارة اليهود بسبب ماس كهربائي، والتهمت النيران 6 طوابق كاملة، وأسفر الحادث عن إصابة أحد الباعة بحالة اختناق جراء تصاعد الأدخنة وألسنة اللهب، بل تم العثور على جثة طفل متفحمة بعد الواقعة بأيام، وتبين أنه كان يعمل في منطقة الحريق. وفي أبريل من العام الماضي، التهمت النيران مصنع أحذية بالموسكي، بسبب إلقاء عامل "عقب سيجارة"، وسط مخلفات المصنع، فأضرمت النيران في المصنع كله، ولم ينتج عن الحريق أي إصابات أو خسائر بشرية. وفي مايو 2017، تسببت الخلافات الشخصية بين عامل وصاحب محل ملابس في حريق هائل بالموسكي، حيث أقدم الأول على إشعال النيران في المحل مرتكبا جريمته باستخدام البنزين دون أن يراه أحد، ثم عاد ليساعد في إطفاء الحريق مع زملائه لإبعاد الشبهة عنه، قبل أن بفتضح أمره. وفي مايو 2016، اندلعت النيران في فندق صغير بالموسكي، وامتدت منه إلى 3 عقارات مجاورة، وأسفر الحادث عن فاجعة كبرى انتهت إلى وفاة 3 أشخاص، وإصابة 90 آخرين، بالإضافة إلى احتراق 225 مخزنًا. وفي الشهر نفسه أيضًا، نشب حريق في متعلقات الباعة الجائلين بمنطقة الرويعي، وتمت السيطرة على النيران قبل تمكنها من المحال التجارية المجاورة، ما نجم عنه إصابة 5 أفراد. وفي سبتمبر 2015، شب حريق هائل في مخزن للألعاب النارية في شارع جوهر الصقلي، أسفر عن حدوث دوي انفجار ضخم، كما التهمت النار عقارا مجاورا للمخزن قبل السيطرة عليها وإخماد الحريق. من جانبه، قال اللواء جمال حلاوة، مساعد وزير الداخلية، مدير إدارة الحماية المدنية بالقاهرة سابقا، إن منطقة العتبة والموسكي مليئة بمحال ومخازن تفتقد لإجراءات التأمين اللازمة. وأضاف "حلاوة" في حديثه إلى "بوابة الأهرام" أن الأمر لا يتوقف على غياب إجراءات التأمين فقط، بل إن تلك المحال والمخازن معظمها في شقق سكنية لذا فإن إطفاء حريق داخل منطقة العتبة والموسكي يأخذ وقتا طويلا قد يمتد إلى يوم كامل. وأوضح أن هناك أسبابا أخرى لاشتعال الحرائق في منطقة الموسكي من بينها توصيلات كهربائية عشوائية، والسلوكيات السيئة للعاملين فيها بإشعال السجائر ورميها على الأرض وتشغيل سخانات لإعداد المشروبات، وترك قطع خشبية وبلاستيكية فوف الأسطح ومن ثم تتفاعل مع أي محفز للنيران. وأكد "حلاوة" أن العاملين بالموسكي يفتقدون لثقافة الحماية المدنية، ولإجراءات السلامة المتمثلة في إنشاء محال ومخازن تتضمن مواد غير مساعدة على الاشتعال، واتباع قواعد التخزين السليمة، وتدريب العمال على كيفية مواجهة الحرائق، وصيانة دورية لأجهزة الإطفاء، وسلامة التوصيلات الكهربائية ومطابقتها للمواصفات الفنية، وسلامة أجهزة إنذار الحرائق، والتخلص من المخلفات أولا بأول في مكان فضاء بدلا من تراكمها في منطقة المحال. وأشار إلى أن الحل يتمثل في إجراء تعديل تشريعي على قانون الحماية المدنية لتغليظ العقوبات ضد مخالفة إجراءات التأمين المطلوبة، كأن يتم رفع الغرامة المالية لمبلغ كبير، وأن يتم التعاون بين قوات الشرطة ومسئولي الحي بمحافظة القاهرو؛ للمرور على المخازن والتأكد من سلامة إجراءات التأمين مع مصادرة مضبوطات المخازن المخالفة.