قبل أيام ترك الدكتور زين عبد الهادي منصبه كرئيس لمجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية في مشهد بدا درامياً إلى حد كبير، إذ اندلعت مظاهرات من موظفين نظموا حركة إضراب عن الطعام، مطالبين باستمراره في منصبه، بينما أصر وزير الثقافة الدكتور صابر عرب، على إبعاده بسبب تقارير جهات سيادية لم يسمها، هنا حوار مع زين عبد الهادي كشف فيه الكثير من الأسرار التي رافقت عملية إبعاده وطالب وزير الثقافة بالإعلان فورًا عن الجهات السيادية التي يزعم وقوفها أمام قرار التجديد له. - هل يمكن أن تطلعنا علي أزمة إنهاء انتدابك كرئيس لدار الكتب والمراحل التي مرت بها، خاصة أن هناك مزاعم عن وجود جهات سيادية رفضت تمديد انتدابك؟. *المسألة أكبر بكثير من قرار التجديد لي، المسألة متعلقة بنظام الدولة، فأنا أحد المسئولين في جهاز الدولة وفي فترة صغيرة وضعت يدي علي بعض المواجع في المؤسسات المصرية بلا استثناء، وقبل هذا المنصب عملت في المنظمة العربية للتنمية البشرية نحو 12 سنة في مجال الإدارة، والآن أقول لك مطمئنا إنه ليست هنك إرادة سياسية للتغيير في مصر، والخبرة الوظيفية أكدت لي أيضاً سيطرة للثقافة الأمنية علي كل المؤسسات المصرية، كما أن العاملين في المؤسسات المصرية يعملون وفق نظرية الارتباط الشرطي، بمعني "في شغل في فلوس، مفيش شغل مفيش فلوس" لكن المسألة أنهم لا يعرفون حقوقهم ولا واجباتهم، لأنه لا توجد هناك هياكل إدارية سليمة وليست هناك معايير للتوظيف، وليس هناك نظام للثواب والعقاب إضافة إلي الفجوات في المرتبات داخل المؤسسات الحكومية، وأعتقد جازمًا أن الإدارة الوسطي في مصر هي أخطر أدوات ترسيخ الفساد والمؤسسات أيضاً في أغلبها هشة لا تعمل باستراتيجيات أو أهداف تسعى لتحقيقها، من الآخر كده النظام الإداري "خاو تماما".