أقيمت في اليوم الثاني من فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، ندوة مفهوم الإفريقية في السينما، والتي أدارتها عزة الحسيني، مدير المهرجان. وحضر الندوة الرئيس الشرفي للمهرجان الفنان محمود حميدة، ورئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، وكيث شيري، مؤسس ومدير "آفريكا آت ذا بيكتشرز"، والدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وحلمي شعراوي، مدير مركز البحوث والدراسات الإفريقية، وعدد من صناع السينما في إفريقيا ومصر والنقاد والصحفيين. وأكدت مديرة المهرجان عزة الحسيني، أن مفهوم "الأفريكانيزم" بدأ في الأساس كمفهوم سياسي، ولكن سرعان ما وصل للأعمال الفنية التي تقدم في دول قارة إفريقيا، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الندوة لنتعرف على حقيقة هذا المفهوم. وبدأت الدكتورة أماني الطويل، حديثها في الندوة، بالتأكيد بأن هناك الكثير من المبدعين الذين أخذوا على عاتقهم التحدث عن الهوية الإفريقية، والتي تسمى في الفكر السياسي "بالأفريقانية"، ويزيد عمرها عن أكثر من قرن، وتنقسم لشقين أحدهما داخلي والمقصود به ثقافة الاستيطان الأوروبي في إفريقيا، والقسم الآخر هو الخارجي ويقصد به ثقافة العبودية والرق التي مورست ضد الشعب الإفريقي في القرن الثامن عشر. وأشارت إلى أن مع بدايات القرن التاسع عشر انقسمت الهوية الإفريقية لمدرستين، الأولى ساهمت في بلورة الأفريقانية في إطار اللون، والثانية ناهضت الاستعمار من أجل الحفاظ على الهوية، حتى أصبح هناك وعي اليوم بضرورة إدارة أنفسها بأنفسنا، وذلك لا يحدث إلا من خلال الاهتمام بالثروات الفنية والثقافية التي تعكس طبيعة المجتمع، فهناك الكثيرون لا يعلمون أن موسيقى الجاز والرقص بدأوا في الأساس من إفريقيا. بينما تحدث كيث شيري عن أهمية السينما في خلق ذاكرة لحفظ الصورة والمجتمعات، فهي السبيل لعكس واقع الحياة التي نعيشها، وهذا ما استفادت منه هوليوود، وتمكنت من خلاله من خلق صورة جديدة للعالم، فالجميع يبحث عن البطل وفي طفولتنا كانت أسطورة " طرزان" هي المسيطرة علينا على الرغم من كونه ذاك البطل الأبيض الذي يحارب البشرة السمراء؛ لأن تلك الآلة المسماة بهوليوود استفادت تماماً من هذه الصناع في جلب الأموال وعكس الأفكار التي تريدها وترسيخها في الذاكرة. وأضاف، أن الماكينة الجديدة لإنتاج الأعمال المسماه ( نتفليكس) والتي يطلق عليها هو (نسكافيه) تقوم حالياً باستكمال ما قامت به هوليوود من إنتاج سريع ومركز للأعمال وانتقائها للسيطرة على العقول وزرع صورة مغايرة لواقعنا ومجتمعاتنا التي يجب أن نتمسك بها.