قال وزير الخارجية الصيني، وانج يي، إن مبادرة الحزام والطريق التي تتبناها بلاده تمثل منفعة للجميع وتحقق تبادل مصالح للصين والدول المشتركة معها في ذلك المشروع العملاق، وتخدم أغراض التنمية في البلدان الإفريقية على وجه الخصوص. وأكد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم في بكين، بمناسبة افتتاح الدورة الثانية للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني، والذي يستمر لمدة أسبوعين، أن الكثير من الحقائق أثبتت بأن مبادرة "الحزام والطريق" ليست "فخ ديون"، بل "كعكة اقتصادية" لمختلف الشعوب، وليست "أداة جيوسياسية"، بل فرصة للتنمية المشتركة. وأوضح وانج يي أن الصين تربطها علاقات قوية ومتينة مع دول القارة الإفريقية منذ وقت طويل، كاشفًا عن اتجاه بلاده خلال الخطة المقبلة، إلى زيادة مشروعات التنمية وحجم التبادل التجاري، بما يحقق التنمية المستدامة لدول المنطقة، موضحًا أن القارة السمراء تعتبر شريكًا أصيلا وفاعلا مع بكين، كاشفًا عن أن الصين تعكف على مناقشة عدد من القضايا والموضوعات المشتركة بدول القارة تمهيدًا لطرحها خلال المنتدى الصيني الإفريقي المزمع عقده سبتمبر المقبل في بكين، بمشاركة عدد كبير من رؤساء وممثلي الدول الإفريقية، وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي من أبرز حضور فعاليات المنتدى العام الماضي، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات بحضور المسئولين الصينيين على رأسهم الرئيس شي جين بينج. وأشار إلى أن المنتدى الدولي الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي، المقرر عقده أبريل المقبل، سوف يشهد تفعيل مزيد من الاتفاقيات التي تسرع ببناء الطريق، وإنجاز مشروعات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية في إفريقيا والتي تقوم بها الحكومة الصينية بالتعاون مع شركائها الأفارقة، مضيفًا أن مبادرة "الحزام والطريق" ظلت تلتزم بالمبدأ الذهبي المتمثل في التشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وجلبت العديد من فرص التنمية لكل الأطراف. وقال وانج إن الرئيس الصيني شي جين بينج سيحضر مراسم افتتاح المنتدى أواخر شهر أبريل المقبل، حيث سيلقي خطابا رئيسيا، مضيفًا أنه سيترأس أيضا اجتماع مائدة مستديرة للقادة، على هامش المنتدى سالف الذكر، وأن عدد رؤساء الدول والحكومات الأجنبية المتوقع حضورهم سيكون أكبر بكثير من عدد الرؤساء الذين حضروا المنتدى الأول، وأنه سيكون حدثا أكبر بكثير، ومن المتوقع أن يحضره الآلاف من الممثلين لأكثر من 100 دولة. وتابع وانج أنه سيكون هناك المزيد من الأحداث، بما في ذلك 12 منتدى فرعيا يركز على التعاون العملي، وسيتم تنظيم مؤتمر خصيصا لرجال الأعمال للمرة الأولى. ولفت إلى أن مبادرة "الحزام والطريق"، أصبحت أكبر منصة في العالم للتعاون الدولي وأكثر السلع العامة العالمية رواجا، مشيرا إلى أن 123 دولة و29 منظمة دولية وقعت اتفاقيات للمشاركة في المبادرة مع الصين، وأن هذه الدول والمنظمات الدولية أيدت بصورة واضحة مبادرة الحزام والطريق، التي اتبعت المباديء السليمة في التشاور والتعاون للمصالح المشتركة منذ البداية، ما خلقت فرصا هائلة لجميع المشاركين. وأوضح وانج أنه "بفضل مبادرة الحزام والطريق، أصبح لمنطقة شرقي إفريقيا الآن أول طريق سريع، وبنت دولة جزر المالديف أول جسر لها بين الجزر وتقدر بيلاروسيا على إنتاج سيارات السيدان، وترتبط كازاخستان بالبحر، وتبني جنوب شرق آسيا خط السكك الحديدية فائقة السرعة، وتستفيد أوراسيا من أطول مسافة لخدمات الشحن عبر القطار".