يتظاهر محتجو السترات الصفر الذين كانوا بدأوا تحركاتهم قبل أكثر من شهرين، اليوم السبت، الأسبوع العاشر على التوالي، وسط مخاوف متجددة من حدوث أعمال عنف، ورغم بدء إيمانويل ماكرون، "النقاش الكبير"، الذي لا يبدو أنه هدأ غضب المحتجين. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا في جادة الشانزليزيه نقطة التجمع الرئيسية في باريس "ماكرون استقل"، وسيشكل عدد المتظاهرين السبت مؤشرا إلى فاعلية "النقاش الوطني الكبير" الذي أطلقه ماكرون لتطويق أسوأ أزمة اجتماعية منذ انتخابه في 2017. وقال مصدر أمني، لوكالة "فرانس برس"، إنه "من المتوقع حدوث تعبئة تعادل في حجمها على الأقل تعبئة الأسبوع الماضي". وأضاف المصدر الأمني، أنه أطلقت دعوات للمتظاهرين باستهداف قوات الأمن وشهدت التجمعات السابقة بعض الصدامات العنيفة. ومن جانبه، قال لوران نونيز، وزير الدولة للداخلية، إن السلطات أعدت "انتشارا أمنيا شبيها بنهاية الأسبوع السابق". وكان تم نشر نحو ثمانين ألف شرطي في فرنسا أي ما يساوي عدد المتظاهرين الأسبوع الماضي، منهم خمسة آلاف في باريس، بحسب إدارة الشرطة. ودعا منظمو احتجاجات العاصمة المشاركين، إلى جلب "زهرة أو شمعة تكريما" لمن مات أو أصيب "من أجل القضية" منذ بداية حركة الاحتجاج في 17 نوفمبر 2018. وجاءت هذه الدعوة الجديدة في نوعها في باريس، بعد أسبوع شهد جدلا كبيرا حول استخدام الشرطة بنادق الكرات الوامضة التي تتفتت عند ارتطامها بالهدف، علما أن فرنسا هي من الدول الأوروبية القليلة جدا التي تستخدم هذا السلاح الذي سبب إصابات خطرة بين المتظاهرين وقد دافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير، عن استخدام ذلك السلاح الذي قال إنه بدونه لا يعود هناك من خيار لقوات الأمن إلا "الالتحام الجسدي" مع المحتجين. تجدر الإشارة إلى أن استطلاعا نشر أول أمس، قال إن 94% من الفرنسيين سمعوا عن "النقاش الوطني الكبير"، لكن 64% شككوا في جدواه وأقل من الثلث قالوا أنهم ينوون المشاركة فيه.