بعد مرور عقد علي خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما في جامعة القاهرة يونيو 2009، اختار وزير الخارجية الأمريكي، الجامعة الأمريكيةبالقاهرة لإلقاء خطابه الذي ناقض فيه رؤية أوباما للشرق الأوسط وانتقد تعامل إدارته مع الأزمات في مصر والعراقوسوريا بعد قيام الربيع العربي. ركز بومبيو، في الخطاب الذي ألقاه اليوم الخميس، ونقده لأوباما على سياسته الانسحابية من الشرق من الأوسط، وعدم إدراكه للحظة التاريخية التي مر بها الإقليم عبر السنوات الماضية ورفضه لاستخدام مصطلح "الإسلام الراديكالي" بحسب بومبيو. وأكد بومبيو أن الولاياتالمتحدة لن تنسحب من الإقليم حتي "تنتهي معركة الإرهاب والقضاء علي الجهاديين الذين يهددون أمننا وأمنكم." ورأي بومبيو أن قول أوباما إن الولاياتالمتحدة أساءت استخدام قوتها بعد 11 سبتمبر وتسببت في بعض أمراض هذا الإقليم، قوض من قدرتها علي التدخل حتي "حين طلب منها حلفاؤها ذلك." وقال بومبيو "أمريكا هي قوة للخير في الشرق الأوسط علينا أن نقر بهذه الحقيقة، لأن اختياراتنا التي نقوم بها اليوم لها تبعات على مستقبلنا وحرياتنا وحريات أولادنا وأمننا ومستقبل أولادنا. مصر كانت دومًا أرضًا للازدهار ولكنها رأت أيامًا صعب فيها تحقيق الأماني، ورأي الأقليم انقباضات وانهيار أنظمة حكم وصعود أخري وقد حدث هذا هنا أيضًا وفي هذه اللحظة المفصلية، أمريكا صديقكم القديم كان غائبًا جدًا، لأن قادتنا أساءوا قراءة تاريخنا وتاريخ تلك اللحظة. سوء الفهم هذا بدأ من هذه المدينة في عام 2009 حين وقف أمريكي آخر هنا ليقول لكم إن الإرهاب لا ينبع من أيديولجية معينة، وأن ما حدث بعد 11 سبتمبر جعل أمريكا تتخلي عن قيمها ومثلها، وأخبركم أن الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي، كانا يحتاجان لبداية جديدة. نتائج سوء التقدير هذا كانت فادحة. وقال بومبيو "القول الخطأ إن الولاياتالمتحدة كانت وراء أسباب اعتلال هذا الإقليم، جعلنا مترددين في التدخل حين طلب منا شركاؤنا هذا. وجعلنا هذا نسيء تقدير وأن نقلل من وحشية الإرهاب. ووصلت داعش إلي أطراف بغداد بينما أمريكا مهتزة ومترددة وأعلنوا خلافتهم بين العراقوسوريا وقتلوا وروعوا الكثيرين". وانتقد سياسته فيما يخص إيران قائلاً "وبينما انتفض الإيرانيون ضد حكم الملالي في طهران نشرت إيران سرطانها في اليمن وسورياوالعراق، وعززت نفوذها في لبنان أكثر." وجه بومبيو نقدًا عنيفًا للاتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما مع إيران، وقال إن الاتفاق "نتيجة للرغبة في تحقيق السلام تحت أي كلفة". وانتقد إيران متعهدًا بإخراج "آخر جندي إيراني" من سوريا وشدد على ضرورة مواجهة أجندة الحرس الثوري الإيراني ونظام الملالي. وأكد أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا لا يعني تغيرًا في مهمة الولاياتالمتحدةبسوريا، وإنما الطلب من حلفاء أمريكا بالمنطقة بذلك المزيد من الجهد لمحاربة داعش و"الإرهاب الإسلامي الراديكالي". وقال "إن إيران تعتقد أنها تملك لبنان وتسعى إلى تحويل سوريا إلى لبنان آخر ولكن هذا لن يحدث". وتابع أن الولاياتالمتحدة لن تتهاون في حملتها ضد إيران، وأن العقوبات علي إيران حاليًا هي الأشد في تاريخها وأنها ستزداد سوءًا حتى تعود إيران إلى رشدها وتعمل كدولة طبيعية. وأضاف أن الشركات الأوروبية بدأت في إيقاف التعاون معها لأنها أيقنت أن إثراء نفسها عبر العمل مع إيران لن يكون في مصلحتها ومصلحة شعوبها. كما وجه سهامه لحزب الله أيضًا، قائلاً إن حزب الله له وجود كبير في الداخلي اللبناني وأن الولاياتالمتحدة لن تسمح باستمرار الوضع الحالي، ولن تسمح لحزب الله بالاستمرار في امتلاك ترسانته الصاروخية الموجهة إلي إسرائيل، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الولاياتالمتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال إن التاريخ يعلمنا أنه "حين تتوقف أمريكا عن التدخل تسود الفوضي. وعندما تعقد شراكات مع أعدائها فإنهم يتقدمون عليها." وأشار إلى أن أمريكا ترددت في السنوات السابقة في استغلال نفوذها حتي حين أرهب بشار الأسد شعبه واستخدم الأسلحة الكيماوية ضده". واستكمل أن أمريكا أخطأت حين وجهت حديثها إلي مسلمي الشرق الأوسط وحدهم مقوضة فكرة الأمة الدولة، موضحا أنه علي مدار العامين الماضيين عززت الولاياتالمتحدة دورها كقوة للخير في هذا الإقليم وأعادت تأكيد شراكاتها وواجهت الإسلام المتشدد والراديكالي في المنطقة. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة مستمرة في مهمتها في الشرق الأوسط حتي ينتهي رعب الإرهاب تماما ". وأكد أن الولاياتالمتحدة ستظل قوة تحريرية وليست قوة احتلال ولكن هل يمكن القول بالمثل عّن الصينيين أو الروس؟ هل يأتون لإنقاذهم كما نفعل؟ وقال: "نحن نأتي بدعوة من الدولة نفسها وبعد انتهاء المهمة نغادر" وقال إن الولاياتالمتحدة كان لها عشرات الآلاف من الجنود في الشرق الأوسط." وتابع بومبيو، إن هذا الوقت للتوحد وإنهاء الخلافات لأجل مواجهة أعدائنا وتقوية تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي. وأنهي خطابه قائلاً: "عملنا معًا لم ينته ونحن لا نعمل وحدنا وهدفنا دومًا عقد شراكات مع حلفائنا لضمان أمننا المشترك."