صدر اليوم الثلاثاء عن مؤسسة بتانة بالقاهرة، كتاب"العناصِرُ المعْمارية الفِرْعَوْنِية المسْتَخْدَمَة في آثار القاهِرَة الإسلامية"؛ للدكتورة رضوى زكي. الدكتورة رضوى زكي قالت إن الكتاب هو المحاولة الأولى لإصدار دراسة عربية وافية عن العناصِر المعْمارية الفِرْعَوْنِية المسْتَخْدَمَة بآثار القاهِرَة الإسلامية من زاوية «العمارة الإسلامية»، تلك العناصر المعمارية التي كانت يومًا جزءًا من الآثار المصرية القديمة، ثم استمرت تؤدي دورًا وظيفيًّا فاعلاً في العديد من العمائر الإسلامية، وكأنها شاهد صامت على تعاقب الحضارات والأديان على أرض مصر. واعتُبرت مصر على مدار تاريخها الممتد وعبر الحضارات المختلفة التي قامت بين ربوعها بمثابة كنز نفيس لمواد البناء التي نُهبت وأعيد توظيفها في بناء العمائر والمنشآت، فلم ير المصريون القدماء بدًا من الاعتداء على آثار أسلافهم بغرض الاستيلاء على ثرواتهم. في المقابل، فوفرة تراثهم الأثري الباذخ صارت أحد روافد بناء الآثار في العصور المتأخرة القديمة وعبر العصور الوسطى. وقد كانت العاصمة المصرية أكثر المدن التي سادت فيها ظاهرة استخدام الآثار الفرعونية في المنشآت الإسلامية على مدى عقود طويلة منذ عصر الدولة الفاطمية وحتى العصر العثماني. نُقلت أغلب الآثار الفرعونية التي اكتُشفت في العمائر الإسلامية أو بمقربة منها إلى العديد من متاحف العالم منذ ظهور علم المصريات في القرن التاسع عشر الميلادي وبداية الاهتمام بالآثار المصرية القديمة، وفي مقدمتها المتحف المصري بالقاهرة، والمتحف البريطاني بلندن، ومتحف اللوفر بباريس. يأخذ الكتاب القارئ في رحلة عبر مسارات للزيارة وبمصاحبة الصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة، لاقتفاء أثر العناصر المعمارية الفرعونية الباقية بالمنشآت الإسلامية بمدينة القاهرة، تلك المدينة العريقة والعتيقة بتاريخها وتراثها الأثري المصري القديم والإسلامي؛ حيث تقع مدينة القاهرة بتراثها المعماري الإسلامي البارز بين الأنقاض الأثرية لمدينتي منف وعين شمس القديمتين. تلك الصورة البليغة للتناغم بين تراث مصر المعماري القديم والإسلامي كفيلة برسم مشهد ساحر في ذهن زائري مدينة الألف مئذنة.. فتطل علينا آثار ملوك مصر القديمة، وتزدان بآثار العصور الإسلامية المختلفة، وهو ما أثار الفضول وحرك الرغبة في نفوس كثير من الرحّالة العرب والأوروبيين لتسجيل تلك الصورة البانورامية للمدينة.