سيظل 9 يناير 1960 يوما خالدا في ذاكرة التاريخ، إذ كان علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، عندما شخصت أبصار العالم أجمع، تتابع وضع حجر أساس السد العالي، معلنا قدرة مصر السياسية على الوصول لمبتغاها، وترويض نهر النيل، واستغلال مياه فيضانه، الذي كان يغرق أراضيها، بلا هوادة. فيضان النيل يصل حتى الأهرامات - أرشيفية تتشابك وتتعقد تفاصيل "لوحة بناء" السد العالي، ك"لعبة بازل" معقدة، لا يمكنك حصر تفاصيلها كاملة بعينك المجردة، مهما بلغت حدة بصرك، فقد تعددت الأدوار، وتشابكت الآمال، لتنفيذ المشروع الذي طالما راود المصريون في أحلامهم، حتى أصبح حقيقة على أرض الواقع، بسواعد أبناء المحروسة. عام تلو آخر، تظهر قطعة - قد تكون منسية- من "بازل لوحة البناء" إلى مقدمة الصورة، تعكف وزارة الري، على إبرازها في ذكرى وضع أساس حصن مصر المائي، في محاولة منها لتكريم قرارات وجهد بُناته الأوائل، في احتفالات لها طابع خاص، يمكن وصفها ب"كلمات شكر لرد الجميل". بناء السد العالي - أرشيفية 59 عاما مضت على وضع أساس حجر السد العالي، وعلمت "بوابة الأهرام" إقامة وزارة الري في 2019 في ذكرى الاحتفال السنوية، متحفا للمقتنيات، بجوار رمز الصداقة المصري السوفيتي في أسوان، تعرض فيه لأول مرة، "قطع بازل منسية" من لوحة بناء السد العالي. متحف مقتنيات السد المهندس حسين جلال، رئيس الهيئة العامة للسد العالي وخزان أسوان، أوضح ل"بوابة الأهرام"، أن متحف المقتنيات سيتم إقامته بتكليف من الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، كنوع من التوثيق لأحداث بناء السد، على أن يتم وضع المقتنيات بجوار رمز الصداقة، مشيرا إلى وضع بيانات على تلك المقتنيات الأثرية، ب3 لغات هي العربية والإنجليزية والروسية، أثناء عرضها. وكشف رئيس هيئة السد العالي، عن ضم متحف المقتنيات، نحو 5 أو 6 قطع أثرية ساهمت بدور في مراحل بناء السد العالي، منها، سيارة استقلها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في زيارته المتكررة لأسوان لمتابعة إنشاءات السد، و"شمندورات"، وماكينة خلط، وماكينة حقن ستارة جسم السد العالي وقت إنشائه، كما كشف عن تكريم بعض قدامى العاملين في السد العالي من البناة خلال الاحتفال، المنتظر إقامته خلال الأيام القليلة القادمة. السد العالي - أرشيفية سيارة استقلها الرئيس جمال عبد الناصر، عند متابعته إنشاءات السد، وخلال زياراته المتكررة لأسوان، ظل صدى الكلمات يتكرر، بعد انتهاء الحديث مع رئيس هيئة السد العالي، والتي يبدو أنها ستكون أبرز ما سيعرض، في متحف المقتنيات الذي سيتم إقامته، فما نوع هذه السيارة؟، وما قدرتها؟ سيارة الرئيس "السيارة موديل 1958، ماركة شيفروليه، موديل بِل إير، بمحرك 8 سلندر، بسعة 3 آلاف سي سي، وقدرة 167 حصان"، كانت هذه إجابة المهندس محمود عنان، رئيس قطاع المحطات بوزارة الموارد المائية والري، عندما طرحت "بوابة الأهرام" عليه الأسئلة السابقة. السيارة الأثرية على سطح مخزن السيارة الأثرية على سطح مخزن وقال: إن السيارة كانت لوزير الري في ستينيات القرن الماضي، واستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال زياراته لمتابعة إنشاءات السد، كما استقلها عند تحويل مجرى النهر أثناء بناء السد العالي. "دار عليها الزمن وألقيت على سطح مخزن"، يتابع المهندس محمود قصة السيارة، لافتا إلى عرضها للبيع بمبلغ 750 جنيها، ولم يرض التاجر بشرائها، معللا ذلك ب"عدم قدرة الصنايعية على إصلاحها"، لافتا إلى أنه بمجرد علم وزير الري، الدكتور محمد عبدالعاطي بالأمر، وجه بإعادة ترميمها وإعادتها إلى صورتها الأولى. حالة السيارة الأثرية قبل تجديدها حالة السيارة الأثرية قبل تجديدها حالة السيارة الأثرية قبل تجديدها حديث مع وزير الري المهندس أشرف سيدهم، مدير الحملة الميكانيكية بديوان وزارة الري، والجندي المجهول وراء إعادة السيارة لصورتها الأولى، قال ل"بوابة الأهرام"، إن تجديد السيارة بالكامل، كان بتكليف من وزير الري، الدكتور محمد عبد العاطي، حيث دار بينهما الحديث التالي بعد فحصها فوق سطح مخزن بالمظلات:- وزير الري: إيه رأيك في العربية؟ أشرف سيدهم: خردة يا معالي الوزير وزير الري: طيب أنا عاوز أحطها في المتحف.. ! أشرف سيدهم: نحطها يا فندم وزير الري: طيب أنا عاوزها تمشي.. ! أشرف سيدهم: نمشيها يا فندم مشكلات التجديد ويتابع، كانت أولى المشكلات التي واجهته، إنزال السيارة من على سطح المخزن، لإعادة تصليحها وصيانتها، حيث كانت متراكمة فوق تل من السيارات الخردة المتهالكة، لافتا إلى أنه لم يجد طريقة لإنزالها، سوى بفكها في مكانها، قطعة تلو الأخرى، ثم إعادة تجميعها بعد صيانتها مرة أخرى. أثناء تفكيك السيارة الأثرية لإنزالها عن سطح المخزن السيارة الأثرية قبل إنزالها عن سطح المخزن السيارة الأثرية بعد إنزالها عن سطح المخزن لصيانتها "حالة العربية كانت سيئة"، يتابع سيدهم حديثه ل"بوابة الأهرام" واصفا حالة السيارة، مشيرا إلى أن "شاسيه العربية" كان مكسورا، وتمت إعادة لحامه ومعالجته، وتركيب دورة فرامل كاملة، وضبط ميكانيكا الموتور، التي بلغت تكلفتها وحدها حوالي 20 ألف جنيه. لم تنته عقبات إصلاح السيارة عند هذا الحد، فقد واجهت "سيدهم" عقبة أخرى، هي تزيين جسم السيارة ب"النيكل" وهو ما يعطي المظهر اللامع لها، ويحدد جوانب وتفاصيل السيارة. أثناء معالجة شاسيه السيارة الأثرية السيارة بعد تجديدها ويبرز فيها أعمال النيكل وأشار إلى أنه بسبب قدم السيارة وندرتها، لم نجد لها "النواكل" اللازمة لجوانبها و"الأُكر" و"نواكل الكشافات"، وللخروج من هذا المأزق، كان يتم تصميم شكل "النواكل" من خلال برامج كمبيوتر، وتنفيذها على "ماكيت" خشبي، ثم يتم تصنيع النيكل في أحد المصانع، حتى ظهرت بالشكل النهائي. لون غريب وعن سبب اللون الغريب، والذي لا يتسق مع الألوان المعروفة لسيارات الوزراء والرؤساء، كشف أن السيارة عند تفكيكها، كانت مطلية باللون الأسود، ولكن مع "تكشيف" القطع، تم الوصول إلى ألوان السيارة الأصلية، التي تم طلاؤها بها عند إنتاجها، وكانت عبارة عن لونين هما (أخضر بترولي وأخضر كرنبي)، لافتا إلى إنتاج هذه الألوان بالكمبيوتر، وإعادة طلاء السيارة بلونها الأصلي. السيارة الأثرية بعد تجديدها ويبرز فيها أعمال النيكل السيارة الأثرية بعد تجديدها ويبرز فيها أعمال النيكل وأوضح مدير الحملة الميكانيكية ل"بوابة الأهرام"، أن تكلفة صيانة السيارة وترميمها بلغ نحو 146 ألف جنيه، واستغرق العمل فيها نحو 10 أشهر، لافتا إلى أن القيمة السعرية للسيارة في حد ذاتها بعد التجديد، قد يصل إلى مليوني جنيه، يضاف إليها قيمتها التاريخية، فهي كانت سيارة وزير الري السابق، عبد العظيم أبو العطا، وكان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عند متابعته أعمال إنشاء السد، كما استقلها عند تحويل مجرى نهر النيل. وعن مواصفات هيكل السيارة، كشف "سيدهم" ل"بوابة الأهرام"، أن السيارة ليست مصفحة، ولكن يبلغ سمك الصاج الذي صُنعت منه، نحو 1.25 ملم، وتبلغ السرعة القصوى للسيارة نحو 120 كم في الساعة، ولكن سرعتها الفعلية تصل إلى 100 كم في الساعة، وهي مزودة بناقل حركة يدوي، مزود ب 4 سرعات (3 أمامي – والرابع خلفي)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (15 × 7.25 بوصة). السيارة الأثرية وزير الري يقود السيارة يذكر أن، الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، قام بقيادة السيارة، برفقته وزير الري السوداني، خلال الأسبوع الماضي، أثناء زيارة الوزير السوداني قطاعات الوزارة المختلفة. وزير الري يقود السيارة الأثرية برفقة نظيره السوداني وزير الري يقود السيارة الأثرية برفقة نظيره السوداني وزير الري يقود السيارة الأثرية برفقة نظيره السوداني كما علمت "بوابة الأهرام" بصدور تعليمات من وزير الري، بنقل السيارة إلى متحف النيل في أسوان، غدا الأربعاء، ليتم وضعها ضمن متحف المقتنيات المقررة إقامته بجوار رمز الصداقة. رمز الصداقة المصري السوفيتي - ويكيبيديا