أحييت سفارة أوكرانيا بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، الذكرى الخامسة والثمانين للمجاعة الكبرى التي اجتاحت البلاد خلال عامي 1932 و1933. وقال هينادي لاتي سفير أوكرانيا بالقاهرة، إن المجاعة التي أطلق عليها لقب (هولودومور) تسبب فيها قرارات الحكومة المركزية السوفيتية بقيادة جوزيف ستالين، بسحب المحاصيل الزراعية من الفلاحين بالقوة وتصديرها إلى الخارج على الموانى البحرية على البحر الأسود. وأضاف أن ما حدث كان عبارة عن عملية قتل متعمد للأوكرانيين، خصوصًا أن الحكومة لم ترسل ما يسد جوع المواطنين، واصفًا إياها بأنها إحدى الكوارث التاريخية التي عاشها الشعب الأوكراني. وأكد، أن هذه المأساة أدت إلى مقتل من 4 إلى 7 ملايين أوكراني، وفقًا لتقديرات مختلفة أثناء عامين فقط نتيجة المجاعة بالرغم من أنه فى هذه الفترة المحصول الإنتاجى للبضائع الزراعية فى الأراضى الأوكرانية كان كافيًا لدرء تلك المجاعة. وأوضح السفير الأوكراني أن بلاده كانت سلة غذاء أوروبا، حيث إن ستين بالمائة من أراضيها تزرع مختلف المحاصيل الزراعية، وأوكرانيا تصدر قمحًا لمصر يقدر سنويًا بقرابة 900 مليون دولار، مضيفًا أن 26 دولة اعترفت بتلك الكارثة كجريمة للإبادة الجماعية ضد الإنسانية، فضلاً عن الأممالمتحدة والبرلمان الأوروبي. وأشار السفير هينادي لاتي، إلى أن الهجوم على الفلاحين الأوكرانيين كان مصحوبًا بتدمير واسع النطاق للحياة الثقافية والحياة الدينية لدى أوكرانيا. ولفت إلى أن هناك متحفًا كبيرًا في كييف عاصمة أوكرانيا يجسد المجاعة من خلال لوحات فنية ونصب تذكاري لفتاة صغيرة من الفلاحين وجهها شاحب اللون وتحمل سنابل القمح، مشيرًا إلى أن ذلك التمثال موجود في عدد من عواصم العالم. واستعرض السفير كتابًا غربيين وثقوا أحداث المجاعة، مثل الكاتب الأمريكي وليام شامبرلين، الذي وصف الحادث في كتابه "العصر الحديدي الروسي"، بأنه نتيجة لسياسة المبادئ الجماعية فى الاتحاد السوفيتي، لأن الحكومة المركزية قامت بتأمين الأراضي ومصادرتها من الفلاحين. وفى عام 1944 نشر نفس الكاتب كتابًا آخر بعنوان (أوكرانيا دولة مغمورة)، ورصد الكتاب قصص الأرامل والأيتام والناجين بعد مصادرة آخر مخزونها من المحاصيل الزراعية، وكتابًا آخر بعنوان (المبادئ الجماعية)، وتحدث عن مأساة الفلاحين الأغنياء تحت الحكم السوفيتى، وأعمال السخرة التى طالت جميع الطبقات، وأن الإجراءات التي أدت إلى المجاعة سياسية في المقام الأول، خصوصًا أن الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لم يكن في وقت حرب. ورصد السفير الأوكراني بالقاهرة، حكاية الكاتب البريطاني مالكوم موغريدج الذي قام بتدريس الأدب الإنجليزي في مصر عام 1927، وكان يميل إلى اليسار ومعجبًا بالتجربة السوفيتية، ولكنه عندما كان في موسكو وأراد أن يتحقق من أحداث المجاعة الأوكرانية، منعته السلطات وفرضت عليه رقابة ولكنه تمكن من الهرب إلى شمال القوقاز ومنها إلى أوكرانيا، وعندما اكتشف ما حدث هرب من الاتحاد السوفيتي ووثق ما شاهده ور0ه في كتابات عديدة، أوضح فيها أن حكومة ستالين كانت تمنع المواطنين من الهرب خارج حدود جمهورية أوكرانيا السوفيتية، وكانت تقيم متاريس ونقاط تفتيش لمنع الفلاحين من البحث عن عمل، وأوقفت حركة التجارة والبيع والشراء.