"شعرت بصغر نفسي رهيب، وضعف فظيع، وخوف كأني أمثل لأول مرة في حياتي"، بهذه الكلمات تحدث الفنان ماجد الكدواني عن المشهد الأهم في مسلسل "تحت السيطرة"، بعد ما طلب منه المخرج تامر محسن تقديم المشهد الأخير في عمل كان يحقق نجاحًا كبيرًا وقتها. هذا المشهد تذكره الفنان سمير صبري على خشبة مسرح الأوبرا خلال فعاليات افتتاح مهرجان "القاهرة السينمائي الدولي" بعد تقديم ماجد الكدواني له، والذي رد عليه بعبارة تختصر طريقة تفكير واختيار "ماجد" للأدوار، وهي "ما يخرج للقلب، يصل للقلب". ماجد الكدواني الذي نحتفل بعيد ميلاده اليوم الإثنين، والذي يوافق 10 ديسمبر من كل عام، له مرادفات خاصة في اختيار أدواره اختزلها أيضا في هذه الكلمات "أن تقدم مشهدًا واحدًا.. تصدقه.. وتقدمه من قلبك، ويحدث تأثيرًا كبيرًا لدى الجمهور، أفضل من مئة مشهد ولا يشعر بك أحد". الحضور الطاغي. ماجد الكدواني من نوعية الممثلين الذين يملكون حضورًا طاغيًا وكاريزما مطعمة بخفة ظل تنتزع منك الابتسامة رغمًا عنك، ولو كنت محملاً بهموم الدنيا، وهي الملكات التي قدمها في فيلم "الرهينة" بشخصية "كلاوي" مع أحمد عز والذي كان أحد عوامل تخفيف آلام الغربة عن "مصطفى" الباحث عن حلم رسمه له صديقه "عماد" محمد شرف، ورغم قلة مساحة الدور مقارنة بالبطلين عز وياسمين عبد العزيز، إلا أن ماجد وكعادته يترك بصمة في أي دور يجسده. وفي آخر أعماله "تراب الماس" توحد الجمهور في صالة العرض مع شخصية الضابط "وليد سلطان"، والذي قال عنه "ماجد": "تأثرت به حتى أني انخرطت في بكاء هيستيري، فهذه الشخصية لمستني من جوه، وحركت مشاعري وقعدت فترة أتعالج منها". المتابع لأعمال الكدواني ستجده يختار الأعمال التي يمكن من خلالها الوصول بأقصر الطرق إلى قلب المشاهد قبل عينيه، ومثلما ترك بصمته في "الرهينة" كان ماجد أحد عوامل نجاج فيلمي كريم عبد العزيز "حرامية في كي جي 2" و"حرامية في تايلاند". هيبتا عن الكاريزما والحضور الطاغي الذي يملكهما الكدواني تحدث السيناريست وائل حمدي كاتب سيناريو فيلم "هيبتا"، قائلًا: «لم يكن في ذهني كل الممثلين منذ البداية أثناء كتابتي السيناريو، ولكن بعد انتهائي من التصور النهائي للمعالجة كان الأساس بالنسبة لي هو دور المحاضر وأخبرت وقتها هادي الباجوري وهاني أسامة أن المعالجة قائمة على أن الممثل الذي سيجسد دور المحاضر يجب أن يكون ممثلًا ذو طبيعة خاصة، إذ يجب أن يملك صفات الحكاء أو الحكاواتي، خصوصًا وأنه سيتحدث منفردًا كثيرًا أمام الناس. هذه الصفات ليست درامية ولكنها تندرج تحت بند الكاريزما، والتي تحتاج ممثلاً قادرًا على تلوين صوته وبلمحات بسيطة في تعبيرات وجهه يستطيع جذب الجمهور طوال الوقت، كي يعطي قيمة للكلام الذي يتحدث به، وأذكر أني قلت لهم هناك ممثل أعلم صعوبة التعاقد معه وهو الفنان الكبير يحيى الفخراني وأن من نحتاجه يجب أن يكون من نفس القماشة وعلى نفس مستوى القدرة في الأداء، لأن هذه النوعية من الممثلين هم فقط القادرين على إنجاح الدور، وتم طرح اسم ماجد الكدواني منذ أول جلسة عمل وتم الاتفاق عليه بالإجماع، وقلنا بصوت واحد (هو دا) لأنه الوحيد الذي يسير على نفس طريقة الفخراني ويملك نفس القدرة على الأداء والتلوين والتجسيد". ماجد الكدواني الذي دخل مجال التمثيل بالصدفة، قال عن التحاقه بالعمل في الفن: "لم يخطر ببالي أبدًا أن أصبح ممثلاً أو أن أدخل مجال التمثيل فبعد عودتي من الكويت التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور المسرحي، وشاءت الظروف أن نشترك كطلبة في إعداد ديكور أحد الأعمال المسرحية داخل الكلية وكانت البداية، فقد تعلقت بكل ما له علاقة بالعمل المسرحي من ديكور وإضاءة، وكنت أجلس في المسرح بالساعات كي أرى البروفات كل يوم.. ويومًا بعد يوم زاد تعلقي وحبي للمسرح، والتحقت بفريق التمثيل، وواظبت على المشاركة في جميع الأعمال المسرحية التي قدمتها الكلية". شبرا ولد ماجد الكدواني في حي شبرا العريق في 10 ديسمبر 1967، وانتقل في طفولته مع عائلته إلى الكويت حيث قضي فيها 18 عاما، وبعد حصوله على الثانوية العامة، عاد إلى مصر ودرس في كلية الفنون الجميلة، قسم ديكور مسرحي، حيث تخرج بها عام 1985. تزوج من زميلة له في كلية الفنون الجميلة وأنجب منها طفلان هما يوسف وساندرا. بدايته في عالم الفن خارج الدراسة الأكاديمية كانت بترشيح الفنان كرم مطاوع له للمشاركة في مسرحية "727" مع الفنان محمود عبد العزيز ثم رشحه للمشاركة في مسلسل "أرابيسك أيام حسن النعماني" عام 1994 وهما العملان اللذان شكلا انطلاقته الفنية. ضرب حميدة في عام 1996 شهد تسليط الأضواء على موهبته عندما قام بدور "حلزونة" في فيلم "عفاريت الأسفلت" مع محمود حميدة ومن إخراج أسامة فوزي، ولعب دور رجل ذي احتياجات خاصة معاق ذهنيا، وتطلب أحد المشاهد أن يضربه "حميدة"، وكان التصوير في حلوان، وما إن بدأ في الضرب حتى تجمهر الناس وحاولوا أن يضربوا "الكدواني"، خصوصا أنه لم يكن معروفا وقتها، ظنا منهم أنه سرق شيئا من "حميدة" الذي كان في قمة تألقه الفني ونجوميته، ويقول "الكدواني" إن هذه العلقة الساخنة لن ينساها مدى الحياة. وشارك عام 1997 في مسلسل "الشارع الجديد"، ومسلسل "القنفذ"، ومسلسل "زيزينيا" الجزء الأول. اشترك عام 1998 في مسلسل "سر الأرض"، ومسلسل "نحن لا نزرع الشوك" أمام خالد النبوي وآثار الحكيم، الذي يقول عنه "الكدواني" إنه كان فرصة عمره لأنه عمل مع المخرج حسين كمال، وأنه هو بنفسه الذي وضع له ماكياج الشخصية وكانت مبيض نحاس، حيث استخدم الفحم وطحنه بيده وخلطه بالماء، وأضاف أن دوره لم يزد في هذا المسلسل عن 7 مشاهد فقط إلا أن أول مشهد في أول حلقة كان هو صاحبه ويومها راهن عليه حسين كمال وعلى نجاحه وتحقق ما تنبأ به حيث انهالت عليه فرص العمل بعد هذا المسلسل. لتتوالى الأعمال بعد ذلك منها، فوازير "أبيض وأسود.. تاني"، مسلسلات "الفرار من الحب"، "آوان الورد"، "القرموطي في مهمة رسمية"، "جسر الخطر"، وأفلام عديدة منها "جنة الشياطين"، "كوكب الشرق"، "عمر 2000"، "فرقة بنات وبس"، "حد سامع حاجة"، "طير إنت"، "عزبة آدم"، "جاي في السريع". الإسكافي ملكًا الكدواني لم يتوقف عند التليفزيون والسينما وقدم عددا من الأعمال المسرحية وعاد إلى الخشبة التي انطلق منها، ويحكي أن أجمل أيام حياته كان افتتاح مسرحية "الإسكافي ملكًا" عام 2008، حيث كان قد مضي عليه 10 أعوام دون أن يعمل في المسرح، ما أصابه بالقلق والخوف إلا أنه فور فتح الستارة انتهي الخوف، خصوصا بعد أن سمع تصفيق الجماهير، وقدم بعدها مسرحية "الأيدي الناعمة"، وبعد الثورة قدم مسرحية "في بيتنا شبح" من إنتاج المسرح القومي. حصد النجم ماجد الكدواني على جائزة "فاتن حمامة" للتميز من مهرجان "القاهرة السينمائي" عام 2017، كما حصل على عدد كبير من الجوائز منها جائزة أفضل ممثل من مهرجان "أبو ظبي" عن دوره في فيلم "أسماء" وحصل على نفس الجائزة من مهرجان "أفلام السلام بهوليوود" عام 2012، وحاز على جائزة التمثيل من مهرجان "جمعية الفيلم" في 2013، وجائزة مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن نفس الفيلم "أسماء". ماجد الكدواني ماجد الكدواني ماجد الكدواني ماجد الكدواني