ألقى سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة أمام منتدى "إفريقيا 2018"، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفيما يلي نص الكلمة: فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء ووزراء الدول الإفريقية الشقيقة، الحضور الكريم، يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم في ختام الدورة الثالثة لمنتدى "إفريقيا 2018"، الذي بات بحق علامة مضيئة على أجندة الفعاليات الإفريقية السنوية، يصبو إليه شركاء التنمية الدوليون من القطاعات الحكومية ومتعددة الأطراف والخاصة، وتتطلع إليه كافة الدول الإفريقية الشقيقة، باعتباره أهم ملتقى قاري للقادة والوزراء وكبار المسئولين المعنيين بقطاع الاستثمار، ومنصة واعدة للفرص الاستثمارية والتجارية في إفريقيا. أضاف: ونحن إذ ننتهى من أعمال دورة 2018 من المنتدى، نلمس بفخر ما يمكن أن يتمخض عن التفاعل والحراك الإفريقي المشترك، من تعاون اقتصادي واستثماري إفريقي، بناء يصب في خطط الاندماج الاقتصادي الإفريقي، ويُسهم في تحقيق أهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063. السادة الحضور، لقد شهد العام الحالي خطوة تاريخية على صعيد دعم التجارة والاستثمار البيني الإفريقي، هي إطلاق منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية في قمة الاتحاد الإفريقي الاستثنائية التي عقدت في شهر مارس 2018، والتي نأمل في أن تدخل حيز النفاذ خلال العام 2019. وتابع: كما تشهد مصر خلال هذه الأيام نشاطاً مُكثفاً يستهدف دعم التكامل الاقتصادي الإفريقي القاري، وهو ما ينطبق على منتدى "إفريقيا 2018" الذي نختتمه اليوم، والمعرض الإفريقي الأول للتجارة البينية الذي تستضيفه القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 17 من ديسمبر الجاري، فضلاً عن اجتماعات وزراء التجارة الأفارقة التي تستهدف الإسراع في الانتهاء من المفاوضات المتبقية حول اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية القارية. السادة الحضور، إن العلاقة بين الاستثمار في إفريقيا، وتحقيق التكامل الاقتصادي القاري، ومن ثم الوفاء بأهداف أجندة التنمية الإفريقية 2063، هي علاقة وثيقة، ويتعين هنا أن تتضافر جهودنا الجماعية الإفريقية، سواء على المستوى الحكومي من خلال تدعيم الالتزام السياسي وتوفير القيادة السياسية اللازمة، واضطلاع كافة الفاعلين الآخرين بالأدوار المنوطة بهم. وفي هذا الصدد، أود أن أؤكد على الدور الهام المعقود على القطاع الخاص الإفريقي في تدعيم التجارة البينية الإفريقية، وتعظيم الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي تزخر دول القارة بها. السادة الحضور، وإذ نستمر في تشجيع القطاع الخاص الإفريقي على الاضطلاع بالدور المنوط به بالشكل المطلوب، نستمر كحكومات إفريقية في تقديم الدعم السياسي اللازم من خلال أجهزة صنع القرار بالاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإفريقية الإقليمية الأخرى، بهدف مواجهة التحديات الفعلية التي تعوق الوصول لمعدلات التنمية المنشودة في إفريقيا، وأهمها النزاعات المسلحة والأزمات السياسية وانتشار تواجد الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة، ووضع حد لتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية وارتفاع معدلات اللاجئين والنازحين داخلياً، وتعزيز مقدرات الدولة الوطنية وجيشها النظامي التي تعتبر من دعائم الاستقرار الإقليمي، وهي جميعها أمور ستبذل مصر جهداً حثيثاً خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي في عام 2019 بهدف حشد وتعزيز الجهود الجماعية الإفريقية، وتدعيم الآليات اللازمة للتعامل معها. السادة الحضور، أود أيضاً أن أشير إلي أهمية الاستثمار في البنية التحتية تحديداً، وخصوصاً بنية النقل والانتقال والاتصالات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات، باعتبار أن البنية التحتية القارية المناسبة هي أمر ضروري لجني ثمار اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، ودفع عجلة التبادل التجاري الفعلي بين الدول الإفريقية، وما يرتبط بذلك من فوائد متمثلة في خلق مزيد من فرص العمل الإنتاجية، وجذب الاستثمارات سواء من خارج القارة أو فيما بينها. السادة الحضور، إن مصر وهي على مشارف تولي رئاسة الاتحاد الإفريقي بدءاً من فبراير 2019، تعي بشكل واضح الإمكانيات الكبيرة الكامنة بالقارة الإفريقية، ويأتي على رأسها العنصر البشري، خاصة الشباب، ومن ثم كان اهتمام منتدانا بتخصيص يوم كامل للشباب رواد الأعمال. فخامة الرئيس، أصحاب الفخامة والمعالي، السادة الحضور، إننا وإذ نختتم أعمال الدورة الثالثة من منتدى إفريقيا لعام 2018، لا يسعنا سوى التأكيد على حرص مصر المتواصل على التعاون مع كافة الدول الإفريقية الشقيقة، في إطار من الشراكة، يعترف بتفرد تجربة كل دولة، ويتيح تبادل الخبرات، ويؤكد على الاحترام المتبادل، إرساءً لأهداف التضامن الإفريقي التي أرست أسس المشروع الإفريقي القاري منذ إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963. وشكراً لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.