يأتي انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"، اليوم، بالمدينة الساحرة شرم الشيخ، بحضور ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، تحت عنوان "القيادة الجريئة والالتزام الجماعي نحو تعزيز الاستثمارات البينية الإفريقية"، ليؤكد الرؤية المصرية الثاقبة لتعزيز ودعم التعاون مع القارة السمراء في كافة المجالات؛ خاصة المجال الاقتصادي، والذي يعد من أهم محاور التنمية في القارة التي عانت طويلا من التفكك وعدم التكامل. ولذا فإن هذا المنتدى، والذي يضم كبرى الكيانات والتكتلات الاقتصادية والشركات الرئيسية العاملة في القارة سوف يكون نقطة انطلاق أساسية لدعم اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الإفريقية، وتحقيق حلم التكامل الاقتصادي بين الشعوب الإفريقية، والتي طالما سمعت عنه كثيرًا؛ ولكنها لم تشاهد أي بوادر لتحقيقه حتى سعت مصر، وبعض دول القارة في طريق دعم التكتلات الاقتصادية الكبرى بها، وهي الكوميسا والساداك والإيكواس، والتي استضافت مصر مؤتمرًا مهمًا لها منذ عامين في مدينة شرم الشيخ أيضًا، لتؤكد استمرار دعمها لتلك التكتلات، وبالتالي دعم اقتصاد القارة السمراء. والمؤكد أن مشاركة عدد من الرؤساء في المنتدى وفي مقدمتهم الرئيس الرواندي بول كاجامي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إنما يعكس مدى أهمية ودور هذا المنتدى في دعم أجندة إفريقيا للتنمية 2063، ويعزز مسيرة الاتحاد الإفريقي في مواجهة المشكلات والأزمات في دول القارة، خاصة ما يتعلق بالقضاء على البطالة، وخلق فرص عمل لشباب القارة من خلال دعم وتفعيل التعاون بين القطاع الخاص والعام، وإزالة أي عقبات تعترض طريق التنمية؛ سواء ما يتعلق بالازدواج الجمركي أو صعوبات حركة نقل البضائع بين الدول، وأيضًا حركة الأفراد. وأعتقد أن ما يقوم به الرئيس السيسي بين دول القارة الإفريقية وقبل أسابيع قليلة، من تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي العام المقبل، خلال فعاليات القمة الإفريقية القادمة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك وجود رؤية مصرية حقيقية لدعم التعاون بين دول القارة، من خلال خطط واضحة المعالم مع وجود آليات تنفيذ محددة لتلك الخطط؛ حتى يتأكد المواطن الإفريقي من وجود إرادة سياسية إفريقية لتنفيذ خطط التنمية في القارة السمراء من خلال وضع تلك المشروعات على الأرض ورؤية المواطن لها؛ سواء خلال مراحل التنفيذ أو التخطيط الحقيقي والدراسات الجادة لمشروعات تمس مشكلات المواطن الإفريقي. وما يشهده منتدى إفريقيا اليوم وغدًا سوف يكون بداية قوية لرئاسة مصر للاتحاد الإفريقي العام المقبل، وبارقة أمل حقيقية لشعوب القارة السمراء في وجود دعم حقيقي للتكامل الاقتصادي بين أبناء القارة الإفريقية فيما يتعلق بالمشكلات المزمنة التي تعاني منها القارة وتسعى العديد من الدول والجهات الأجنبية – ذات المصالح – لتعميق تلك المشكلات؛ بل وخلق أزمات جديدة بالقارة حتى تستمر تبعية إفريقيا لها سياسيا واقتصاديا أيضًا. والمنتدى على الرغم من أنه يغلب عليه الطابع الاقتصادي، فإنه يحمل رسالة سياسية قوية للعالم بأن إفريقيا قادمة، وأن من يسعى لإعاقة حركة التنمية بها سوف يكون كمن يغرد خارج السرب؛ فالتنسيق بين القادة الأفارقة أصبح السمة الرئيسية لكافة الاجتماعات لمناقشة قضايا القارة المهمة، ووضع الحلول المناسبة لها بما يتواكب مع ظروف دول القارة ومتطلبات شعوبها، وهو الهدف الأسمى الذي تسعى مصر بالتعاون البناء مع الدول الإفريقية لتحقيه، وبالتالي تحقيق حلم أبناء القارة السمراء الذي طال انتظاره. [email protected] انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"، انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"، انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"، انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"، انطلاق أعمال "منتدى إفريقيا 2018"،