قال الشاعر أحمد الشهاوي، إن الحصول على جائزة ما عربية كانت أو أجنبية، أو الترشُّح لها من بين بضع مئات أو بضعة آلاف من الكتب التي تتقدَّم بها دور النشر للتنافس، أمر يفرح لا شك، ويبعث على البهجة، ويمنح الطمأنينة القلقة، لأن الشاعر فيَّ سيقلق لو فاز، إذ عليه أن يجوِّد، ويعمِّق، ويوسِّع من التجربة، ويفتح طرقًا أخرى للكتابة، لأن تكرار الشاعر كتابته، هو الجحيم الشخصي، أو الموت المؤكَّد للذات وهي تسعى نحو متنها. وأضاف "الشهاوي" ل"بوابة الأهرام"، حول وصول ديوانه "لا أراني"، للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب، "أفرح إذا جاءت إليَّ تسعى، دون أن أسعى أنا إليها ؛ لأن الهرولة ليست من سمتي، أو أدخل في دوائر التكتُّل والمقايضة والإخوانيات التي أنا في منأى عنها ، وبعيد عن ردهاتها الضيقة والمحدودة. وما على الشاعر سوى الكتابة فقط، وتحسين صورة الحرف، وكذا تحسين صورة ذاته بعفَّته، وعدم تهافته ؛ لأن الشَّاعر الحق هو شاعر سواء فاز بجائزة أو لم يفز". وقال"وسبق أن اختير كتابي الشعري "سماء باسمي" في القائمة الطويلة لجائزة زايد للكتاب سنة 2013 ميلادية، وفي 2018 ميلادية اختير كتابي الشعري " لا أراني" في القائمة ذاتها، والكتابان صادران عن الدار المصرية اللبنانية (ناشرة أعمالي)، لكن الجائزة منذ تأسيسها قبل ثلاثة عشر عاما، وهي تذهب إلى الرواية، وكنت أتمنى أن يكون للشعر فرع وحده، وليس ضمن أسقف أخرى كالرواية وأدب السيرة الذاتية، لأن الشعر يستحق أن نحتفل به وحده، لا أن ينضوي تحت رايات أو لافتات أخرى، فالشعر مركز وليس طرفا، ومتن وليس هامشا، ومنه تشرب الفنون والأجناس جميعا، وبحر لا ينفد، إذا وجد شاعرا يدرك ماهيته وجوهره، عالما بأسراره، وحافظا دقائقه". اختير الكتاب الشعري "لا أراني" للشاعر أحمد الشهاوي، في القائمة الطويلة لجائزة زايد للكتاب من بين 382 كتابا، وذلك في دورتها الثالثة عشرة. و"لا أراني"، هو عنوان الكتاب الشعري الذي صدر للشاعر أحمد الشهاوي من الدار المصرية اللبنانية ناشرة كل كتبه منذ خمسة وعشرين عاما. ويأتي هذا الديوان الشعري بعد كتابين أحدهما في العشق، وهو الموضوع الذي يشتغل عليه أحمد الشهاوي منذ بدء تجربته، وقد أصدر فيه عدد من الكتب منها: كتاب العشق، أحوال العاشق، الوصايا في عشق النساء (جزءان صدرا في 2003 و2006 ميلادية )، أنا من أهوى 600 طريق إلى العشق. والكتاب الثاني هو "نواب الله" والذي صدر في طبعتين ( 2016 و2017 ميلادية )، وهو الموضوع الذي يشتغل عليه الشاعر منذ تكفيره مرتين من قبل الأزهر بسبب صدرور "الوصايا في عشق النساء". ويأتي ديوانه "لا أراني" بعد أربعة أعوام من صدور ديوانه "سماء باسمي " الذي صدر في يناير 2013 ميلادية، وترجمه إلى التركية الدكتور محمد حقي صوتشين وصدر عن دار قرمزي في إسطنبول، وترجمته إلى الإسبانية الدكتورة عبير عبد الحافظ وصدر في كل من كوستاريكا، والإكوادور. ويصدر في مدريد في 2019 مترجما إلى الإسبانية، وفي روما مترجما إلى الإيطالية بترجمة الرداد شراطي، وكان قد وصل إلى القائمة الطويلة في جائزة زايد للكتاب. وخلال الشهر المقبل يصدر لأحمد الشهاوي كتاب جديد من الدار المصرية اللبنانية عنوانه "كن عاشقا" وهو كتاب في فلسفة العشق، وماهية الحب. كتب د. عز الدين إسماعيل، عنه "صوفية أحمد الشهاوي تنقض الصوفية، ونظام ينقض النظام، وشفرة تضاد الشفرات، فهو يحاول صناعة شفرته الخاصة، حيث يبني الكلام بالوجود، ولا يبني الوجود بالكلام، مناقضا لكل الشفرات التي عهدناها في شعر الصوفية، وإذا كانت ( كن ) شفرة الوجود، فالشهاوي يبحث عن (كن ) أخرى، ومن هنا فهو يناقض الصوفية ويهدمها بأسلحتها هي؛ ليقيم عالمه الخاص المعاصر المتفرد، ينقض النظام فيهدمه بوسائله نفسها، بنظام آخر، وتصوف آخر يرجو للعالم أن يدخل فيه التغيير، تغييرا جذريا لا شكليا، ولا لفظيا، فهو انقلاب على نظام الكون، ونظام اللغة". كما كتب محمد سليم شوشة عن الديوان "في ديوانه الجديد (لا أراني) يقارب الشاعر المصري أحمد الشهاوي أحوالا خاصة لذات مشتتة بين الأزمان، ذات مقسمة بين الماضي والحاضر، تسكن الماضي وجدانيا ولا تبارحه أبدا وتظل تتلفت إليه فتبدو كما لو كانت في حركة دائما في الاتجاه المعاكس، تجافي هذه الذات لحظتها الآنية ولا تجد نفسها إلا في هذه الأزمان البعيدة، في الطفولة ومفرداتها الثرية بالحركة والمفعمة بالأمل والرغبة في الكشف والبحث ومغامراتها العديدة".