يواصل الناخبون السوريون اليوم الاثنين الإدلاء بأصواتهم في انتخاب أعضاء مجلس الشعب في سوريا وسط إقبال ضعيف وأعمال عنف متفرقة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 14 شخصًا. وتجرى الانتخابات وسط إضراب عام ودعوات مقاطعة من قوى معارضة في الداخل والخارج وإجراءات أمنية مشددة. وبينما عرض التليفزيون الرسمي لقطات توضح اصطفاف الناخبين أمام اللجان، وأكد مراقبون مستقلون في دمشق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الإقبال ليس كما كانت تتوقعه الحكومة. وتحدثت (د.ب.أ) مع عدد من الناخبين الذين تباينت آراؤهم ، فبينما رأت نورا أن مقاطعة الانتخابات واجب على كل سوري يريد التغيير، أكدت الموظفة الحكومية فاطمة أنها ستختار حزب البعث، وأوضحت :"أود دعم السلطات السورية لأنهم يمثلونني. أعترف بأن هناك بعض الأخطاء والفساد، ولكن في وجهة نظري هذه أمور لا تكفي لتغيير موقفي". وأكدت وزارة الداخلية السورية أن "الانتخابات تسير بشكل طبيعي ومراكز الاقتراع تشهد إقبالاً ملحوظاً" ، بينما وصفت وزارة الإعلام الانتخابات بأنها "يوم استثنائي". وتؤكد السلطات السورية أنها وضعت كل المستلزمات التي تحقق سير العملية الانتخابية "بشفافية وديمقراطية"، وتضيف أن لجنة الانتخابات لجنة قضائية مستقلة. وكانت بعض أطياف المعارضة في الداخل أعلنت مقاطعتها للانتخابات على خلفية الأزمة الراهنة فيما شاركت قوى من معارضة الداخل بمرشحين عنها في هذه الانتخابات خاصة الأحزاب السياسية المرخصة حديثا وهي تسعة أحزاب. ويرى قدري جميل الأمين العام الحزب الإرادة الشعبية السوري إنه من "الممكن أن نصل إلى نظام تعددي خطوة خطوة وليس من الضرورة أن نصل له بشكل فوري"، مشددًا على أن "النظام الانتخابي الحالي غير عادل ولا يعطي المتنافسون في الانتخابات النيابية الحظوظ نفسها". وأشار جميل إلى أن هذا القانون "يعطي الأفضلية إلى المدعومين من الدولة"، معتبرًا أن "غير المدعوم من جهات الدولة حظوظه قليلة في النجاح"، حسب تصريحه لوسائل إعلامية. وأكد شهود عيان وجود انتشار أمني كبير من الجيش والشرطة، وأوضح شاهد من دمشق أنه تم نشر أكثر من مئة نقطة تفتيش في مناطق داخل العاصمة وبالقرب من مراكز الاقتراع، وكان انفجاران قد هزا العاصمة وريف دمشق أمس الأول السبت. ووفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا" ، يحق لأكثر من 14 مليونًا الإدلاء بأصواتهم لاختيار 250 نائبًا من بين 7195 مرشحًا بينهم 710 سيدات، في 12152 مركزًا انتخابيًا في مختلف أنحاء سوريا. وأضافت أن 200 وسيلة إعلامية تقوم بتغطية الانتخابات التي تجري في ظل الدستور الجديد للبلاد الذي أقر في فبراير الماضي. وينتخب مجلس الشعب كل أربع سنوات بشكل مباشر ويبلغ عدد أعضائه 250 عضوًا بينهم 127 عضوًا يمثلون العمال والفلاحين و123 يمثلون باقي فئات الشعب في 15 دائرة انتخابية. وأضافت سانا :"وتشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحًا واقتراعًا في الانتخاب بقوائم وتحالفات حزبية وسياسية ومستقلة وبشكل فردي تحت إشراف قضائي مستقل يضمن النزاهة والحرية والديمقراطية للناخبين في اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم وفقًا لقانون الانتخابات العامة في وقت تشهد فيه البلاد إصلاحات حقيقية وجوهرية شملت مختلف مناحي حياة المجتمع السوري توجت بإقرار دستور جديد للبلاد". في غضون ذلك ، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن تسعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم في اشتباكات بين قوات نظامية ومسلحين منشقين في حماة بوسط البلاد ، فيما قتل آخران في قصف استهدف مناطق بمحافظة إدلب شمالي البلاد. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ثلاثة قتلوا في دير الزور في كمين نصبته لهم القوات النظامية فجر اليوم بالتعاون مع موالين للنظام ، فيما سمعت أصوات خمسة انفجارات صباح اليوم في مدينة إدلب.