صدر أخيرا عن دار "التنوير" اللبنانية كتاب "السلطة في الإسلام السياسي" للمفكر والقاضي المصري السابق عبد الجواد ياسين، وذلك في طبعة شعبية لجزئي الكتاب: "العقل الفقهي السلفي بين النص والتاريخ، ونقد النظرية السياسية". ويقدم الكتاب في الجزء الأول، قراءة للسلطة على ضوء التاريخ، ناقش خلالها جدل النص مع الواقع التاريخي الذي فرضه الصراع السياسي بخلفياته الاجتماعية، وهو الجدل الذي انتهى بطغيان الواقع على النص بحسب الكاتب، ليس فقط إلى درجة انفراد الواقع دون النص بإملاء النظرية السياسية، بل إلى درجة إنشاء النص، أي اختلاقه كي يتوافق مع الواقع كما هو، أو كما تريد أن تقرأه كل فرقة من الفرق السياسية. وهو ما أسماه المؤلف ظاهرة " التنصيص السياسي" التي أدت إلى تديين الحوادث التاريخية اللاحقة على النص. أما في الجزء الثاني "السلطة في الإسلام: نقد النظرية السياسية" فيقدم قراءة للسلطة في التاريخ، أي تاريخ النظرية السياسية، بالتوازي مع تاريخ الصراع السياسي موضوعًا في محيطه الاجتماعي العام. يناقش من خلالها جدل النظرية السياسية مع الواقع السلفي الذي نشأت فيه وصدرت عنه. وكيف كانت تتكون عبر مراحل تطورها كسلسلة من ردود الأفعال لتداعيات العلاقة بين أطراف الثالوث السياسي الأول المكون تقليديًا من حكومة ( سُنيّة) وتيارين معارضين (شيعة وخوارج). باطنيًا يهدف الكاتب من قراءته إلى تحفيز جدل النظرية – الجاري حاليّا- مع الواقع الإسلامي الحاضر، الذي يعكس حالة بؤسٍ سياسي واجتماعي مزمنة من ناحية، ومع مباديء الحداثة السياسية التي صارت جزءًا من ثقافة الواقع الحاضر دون أن تفلح في تغييره. عبد الجواد ياسين قاض مصري سابق من موالد 1954، تخرج فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1976 وتدرج في سلك النيابة العامة، وله عدة مؤلفات في الفكر السياسي في مصر خلال القرن التاسع عشر.