أقيمت الليلة الماضية (الثلاثاء) بدار الأوبرا ندوة الفيلم العراقي "حي خيال المآتة" المشارك في المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي استضافت المخرج العراقي حسن علي وأبطال الفيلم، عبدالله شوكت ووليد معروف والمنتج محسن محمد، بحضور مجموعة من المسؤلين والسياسيين العراقيين. منهم السفير العراقي بالقاهرة "نزار الخيرالله" و"ملا ياسين رؤوف" مسئول مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في مصر، وأحمد حسين، الملحق الثقافي في سفارة العراق. بالإضافةإلى عدد من الفنانين والإعلاميين المصريين. منهم سهير المرشدي وأحمد عبدالوارث وسامح يسري والصحفى لويس جريس، وأدارتها الصحفية "باكينام قطامش"نائب رئيس تحرير مجلة الكواكب. بدأت الندوة بالإشادة بالفيلم من قبل باكينام قطامش، وأشارت إلى أنه يحمل شكلاً من أشكال التجريد أكثر منه كروائي. وحول اختيار المخرج لقصة الفيلم أشار المخرج العراقي حسن على إلى أن الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب العراقى المعروف "شير زاد حسن" كتبها في أواخر الثمانينيات إبان الحرب العراقية الإيرانية، عند رؤيته لآلاف الجثث على الحدود تأكلها الغربان مما جعله يكتب قصة الفيلم دون الإشارة إلى ملامح الحرب، ولقد قام بنشرها في إحدى الصحف عام 1990 ثم نشرها كمجموعة قصص وشارك بها في مهرجان القصص القصيرة بفنلندا، وحاز على جائزة أفضل قصة قصيرة وترجمت إلى 12 لغة وأشار إلى أنه كان يتردد دوماً داخله سؤال هو؛ لماذا يتعرض الأبرياء من النساء والأطفال للحروب في كل أنحاء الوطن العربي وللقتل والقهر؟ أكد المخرج أن الفيلم لا يمثل الرئيس السابق صدام حسين فقط وإنما يمثل كل أنواع الديكتاتورية والظلم والقهر الذي تواجهه كل المجتمعات ولا تتخذ موقفاً إيجابياً أمام تلك الأحداث، ولقد تحدث الممثل وليد معروف الذي جسد شخصية الإقطاعي معلقاً، أنه عندما قام المخرج بعرض الدور عليه وعلم أن الرواية للكاتب المعروف شير زاد حسن، والتي تعتبر رواياته لها عمق ثقافي وسياسي وقام بقبول الدور وبتجسيده. وقد فوجئ الحاضرون في الندوة بأن الفيلم ناطق باللغة الكردية، رغم أنه من العراق وهو ما علق عليه المخرج قائلا: إن الفيلم في الأساس فيلم عراقي، إلا أنه ناطق باللغة الكردية وليس بالعربية، لذلك يجب تعريفه بأنه كردي نسبة إلى لغته وليس إلى جنسيته حتى يفرقه الناس عن الأفلام العراقية. أما الممثل عبدالله شوكت فقال إنه يتمنى أن تظل العراق دولة واحدة دون تقسيم، وأن مصر بالنسبة إليه هي أيضاً وطنه الأول، ويتمنى أن تكون مثل مصر لأنها أرض الحضارة في تاريخ الإنسانية ووحدتها مثال يحتذى به بالنسبة لكل شعوب الأرض. وحول مدى براعة التصوير السينمائي للفيلم، أشار ضيف الندوة مخرج الفيلم حسن علي إلى أن مدير التصوير محمد جانو هو أحد الشباب من عشاق السينما وفن التصوير السينمائي، ولقد درس التصوير السينمائي في إحدى الكليات المتخصصة في كوريا الجنوبية، ويعد هذا أول فيلم له بعد عودته. وعن كيفية السيطرة على عدد كبير جداً من الطيور، أشار مخرج الفيلم إلى أن وزارة الثقافة اشترطت توفير عدد كبير جداً من الحمام والغربان للتصوير. وقد لعبت دوراً رئيسياً في الرواية فقام ببناء قفص كبير بمساحة 2500 متر مربع وبارتفاع 15 مترا وبتكلفة 40 ألف دولار، وتربيتهم لمدة ثلاثة أشهر. ورداً على سؤال حول الموسيقى التصويرية في الفيلم، أضاف ضيف الندوة ومخرج الفيلم، أنه قام بتكوين فرقة موسيقية مشتركة في اسطنبول من كردستان وتركيا وأرمينيا وظلت في تركيا مدة شهر كامل لإعداد موسيقى الفيلم، وعن مدة تصوير الفيلم قال المخرج: إنه قد استغرق حوالي 60 يوما، ولكن التحضير للفيلم قبل التصوير استمرت 6 أشهر.