وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، إلى الخرطوم، لرئاسة وفد مصر في أعمال اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة، التي تعقد في دورتها الثانية. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السوداني عمر البشير كان على رأس مستقبلي الرئيس لدى وصول مطار الخرطوم، حيث أجريت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين. وعقب ذلك، توجه الرئيس السيسي بصحبة الرئيس البشير إلى القصر الجمهوري السوداني، حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة. وذكر المتحدث الرسمي، أن الرئيس البشير أعرب في بداية المباحثات عن ترحيبه وشعب السودان بزيارة الرئيس السيسي لبلده الثاني، مشيرًا إلى ما يربط الشعبين من مصير مشترك، وما يجمع البلدين من علاقات تاريخية وممتدة، ومشيداً بالتطورات الإيجابية التي شهدتها تلك العلاقات خلال الفترة الأخيرة. كما أكد الرئيس السوداني حرص بلاده على تفعيل مختلف أطر التعاون المشترك مع مصر، واستثمار ما يتوفر لدى البلدين الشقيقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به في الترابط والتعاون. وأكد الرئيس السيسي سعادته بزيارة الخرطوم، موجهاً الشكر للرئيس البشير والشعب السوداني الشقيق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة. كما أوضح الرئيس السيسي، ما يجمع بين الشعبين المصري والسوداني من روابط ثقافية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، مشيراً إلى اعتزاز مصر بعلاقاتها الإستراتيجية والتاريخية بالسودان، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة، لاسيما على الصعيد التنموي، ومثمناً نجاح اجتماعات لجان وآليات التعاون بين الوزارات من الجانبين، والاجتماعات التحضيرية للجنة الرئاسية، في التوصل إلى قرارات واتفاقات تخدم مصالح الدولتين وشعب وادي النيل. وشهدت المباحثات استعراض آخر تطورات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الرئيس السيسي ترحيب مصر بجهود السودان في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان، معرباً عن دعم مصر لتلك الجهود واستعدادها لتوفير مختلف السبل للمساعدة في تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع برعاية الخرطوم. كما أكد الرئيسان الحرص على استمرار التشاور بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية، وفي المحافل الدولية، لاسيما أن مصر ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي خلال عام 2019، مشيرين إلى الحرص على مواصلة التنسيق المكثف بينهما بما يساهم في تحقيق مصالح البلدين المشتركة، فضلاً عن تعزيز التعاون على مختلف المستويات ودفع جهود التعاون بين دول المنطقة والقارة الإفريقية وتحقيق التنمية لما فيه صالح شعوبها. وذكر المتحدث الرسمي، أن اجتماعات اللجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة شهدت استعراض أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وذلك في إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الإستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين البلدين في 2016، حيث رحب الجانبان في هذا الصدد بالخطوات التي تم اتخاذها لتفعيل المشروعات الإستراتيجية الكبرى التي تم الاتفاق عليها بين البلدين، بما فيها مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية، وهي المشروعات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في العلاقات بين مصر والسودان، وتشجع على تنفيذ المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة بين البلدين الشقيقين. كما تشاور الجانبان حول سبل تعزيز التبادل التجاري والمشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة بين البلدين، تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين وتوفير المزيد من فرص العمل. ورحب الجانبان بالاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها خلال أعمال اللجنة الرئاسية، مؤكدين أنها تشكل أرضية صلبة لتعزيز علاقات البلدين في مجالات الرعاية الصحية والزراعة والتعليم والإعلام وغيرها من المجالات، لتمثل بذلك قيمة مضافة جديدة لما سبق وأبرمه البلدان من اتفاقيات في مختلف المجالات، الأمر الذي يمهد الطريق أمام مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، ويشجع الأجيال القادمة نحو مزيد من الترابط والتكاتف سيراً على ذات النهج. وأكد الرئيسان، أن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الرئاسية المصرية السودانية المشتركة يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين، وتأكيدًا للخط الصاعد في العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح شعبي وادي النيل، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر، ويؤكد الثقة الآخذة في التنامي بين البلدين.