قال الدكتور حسن راتب، نائب رئيس المجلس العربي للمياه، إن المولى عز وجل قال في كتابه العزيز: "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، ومعاني القرآن الكريم، أوسع من المفردات، ومدلول الكلمات، وعندما ننظر إلى الماء، نجد وقفة عظيمة أمام المياه في أكثر من موضع بالقرآن الكريم. وأضاف خلال فعاليات الجلسة - التي يرعاها راتب - بعنوان دور الإعلام في التوعية بالحفاظ على المياه، خلال أسبوع القاهرة للمياه، أن المياه قضية حياة علمية وعملية، وجزء حاكم في الحركة الحياتية لكل كائن حي، موجهًا الشكر لوزير الري، الدكتور محمد عبدالعاطي، على جهوده في إدارة وزارة الري. وأشار إلى أن ندرة المياه، هي أكبر مشكلات العالم الآن، لافتا إلى احتمالية نشوب حروب، بسبب المياه، مؤكدًا أن الدول المتقدمة، تنظر بعين المستقبل، وبنظرة علمية لمشكلات المياه، مشيرًا إلى أن المشكلة لست في ندرة المياه وحدها، ولكن في إدارة هذه المياه، مما يتفاقم معه الوضع سوءًا. مشكلة المياه في مصر أكثر تعقيدا، وهو أمر يستدعي جمع العلماء من كل أنحاء العالم، لحسن إدارتها والتعامل معها، لافتا إلى أن أخطر مشكلة قضية المياه، هو معدل الزيادة السكانية الكبير في مصر، لافتا إلى أن نصيب الفرد من المياه سنويا في مصر، كان 5 آلاف م3، عام 1880، إلا أنه بعد 120 عاما، انخفض نصيب الفرد بمقدار 10 مرات ليصل إلى 500 م3 سنويا. وشدد على ضرورة التعلم مناخيًا وجغرافيًا، الواقع الذي نعيش فيه، بأن أغلب أرض مياه مصر صحراء، وأن النيل يشق طريقه في عمق الصحراء، مشيرًا إلى أنواع المياه في مصر، "الخضراء" ويبلغ معدلها 1.2 مليار م3 في أحسن الأحوال، وهناك المياه الزرقاء "السطحية"، والمياه الرمادية "العادمة"، مياه الصرف، وهي من أقل معدلات هطول الأمطار في دول حوض النيل خاصة، ودول العالم عامة. وأشار إلى أن البنية التحتية للمياه في مصر منذ عهد محمد علي، تخطت ما يقرب من 2 تريليون جنيه، لافتا إلى أن الحدود الجغرافية للدول يتم تحديدها الآن، بالحدود المائية، لافتا إلى أهمية الجلسة، في توعية المواطنين، بأهمية حركة المياه في الحياة، والمدلات التي يتم استهلاكها، وخطورة ما يحدث، وما سيتعرض له الأجيال القادمة، فهي القضية ليست لوزارة الري وحدها، أو الحكومة وحدها، ولكنها قضية مجتمعية. وأشار إلى أن قضية الترشيد، تعنى بالسلوك، والذي يجب تعديلها، في بلد تتعرض لزيادة سكانية، وزيادة استهلاك، وتغيرات مناخية، وتصحر يهاجمها، لافتًا إلى تعقيد القضايا الخاصة بالمياه، وضرورة تضافر جميع الجهود، لحلها. قائلا: إن قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبلاد، قيادة رشيدة، رزقنا الله بها، لتخطي المشكلات التي تواجهنا معا. وأشار إلى أن الحركة التعاونية، هي ما تحقق التوازن بين اقتصاديات السوق الحرة، والتعاون، لافتا إلى أن الاتحاد التعاوني الزراعي، أحد أهم الاتحادات الحاكمة لإدارة المياه، من خلال استخدام أساليب الري الحديثة، لافتا إلى أن مفاهيم الحرية، الآن، ليست حرية التعبير فحسب، بل حرية توافر المياه النظيفة للشرب والصرف الصحي الجيد، مشددًا على دور التعاونيات، لتحقيق مصالح الجميع، بالتحفيز على استثمار مصادر المشروعات في الدولة، ومنها مشروعات المياه. 12 ألف جمعية، و18 مليون مشترك، واستخدام هذه الأعداد وتحفيزها في الحفاظ على المياه.