كتب - جهاد عبد المنعم فى أمسية وطنية من صالون المحور الثقافى والتى أقيمت تحت عنوان «فى حب مصر.. المياه حياة بين الإرشاد والترشيد»، وبحضور د. محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، ضيف الشرف بصالون المحور الثقافى بدعوة كريمة من د. حسن راتب والذى أدار صالون المحور الثقافى، وأيضاً قيادات وزارة الري والشخصيات العامة ونخبة من العلماء والمثقفين والفنانين والمهتمين بالشأن العام. وجاءت الأمسية الوطنية من صالون المحور الثقافى لتتناول قضية هامة وهى المياه حياة بين الإرشاد والترشيد من خلال طرح منهج علمى لإدارة شئون المياه. وقام د. حسن راتب بإهداء قلادة جامعة سيناء إلى وزير الرى والموارد المائية د. محمد عبدالعاطى تقديراً لمكانته العلمية ودوره فى مواجهة أزمة المياه باعتباره عالماً من أبرز العلماء فى تلك القضية. واستهل د. حسن راتب كلمته بأن صالون المحور فى هذه الليلة يطرح قضية هامة بل هى قضية حياة لأن «الماء حياة»، قائلاً حينما ننظر إلى كتاب الله وهو يُحدد أهمية هذا العنصر الحيوى «وجعلنا من الماء كل شيء حى» وهناك آية أخرى استوقفتنى «وكان عرشه على الماء» وأن القرآن نزل مرة واحدة فى ليلة القدر ولكن التنزيل يختلف فهناك نفحات ومعانٍ قرآنية تتنزل على من يختصهم الله بفهم معانى القرآن. وأشار «راتب» إلى قوله تعالى {وكان عرشه على الماء} يوضح لنا أننا نعيش على هذا العنصر الحيوى وهو المياه وأهميته كعنصر حياة للبشر ولباقى المخلوقات. وأعرب «راتب» عن سعادته بتواجد عالم من العلماء وهو وزير الرى والموارد المائية د. محمد عبدالعاطى وهو شخص مثقف وعالم ويتصدى للعديد من التحديات فى فترة صعبة، وأراد الله أن يكون فى هذه الفترة الصعبة لمواجهة تحديات المياه. وأضاف «راتب»: القضية هنا فى صالون المحور ليس حجم المياه فقط ولكن ما يشغلنا وندعو الى التأكيد على أهميته وخطورته هو «ندرة المياه» وأيضاً قضية المياه يتحمل مسئوليتها كل منا على قدر طاقته وكلنا مشاركون فى هذه القضية ونحن فقدنا «ثقافة الإرشاد والترشيد» وأن نضع هذا العنوان للصالون وهناك فرق شاسع بين الإرشاد والترشيد، حيث إن الترشيد لا يأتى إلا بعد أن ننشر ثقافة الإرشاد متسائلاً: كيف نقوم بنشر تلك الثقافة وكيف نعيد صياغة هذه الثقافة مستشهداً بأحاديث للرسول الكريم بأهمية الاقتصاد فى موارد المياه وأعظم ما فى النعمة أن نصون هذه النعمة ونشكر الله عليها. ودعا «راتب» إلى أهمية تواجد ثقافة الحفاظ على المياه بعد أن أهدرنا خلال فترات طويلة نعمة المياه والحفاظ عليها، وهناك رى الحياض والغمر وثقافة تعظيم الموارد المائية واستخدامه فيما هو نافع وعلى الرغم من أهمية الحفاظ على المياه والتى جاءت منذ عهد محمد على باشا. وأشار «راتب» إلى أننى كنت فى زيارة إلى معالى وزير الرى منذ فترة قليلة وتأملت فى لوحة موجود فيها وزراء الرى فى مصر من قبل محمد على باشا وما بعدها وكان اسمها وزارة الإرشاد وكانت هذه إحدى الوزارات السيادية والتى تتبع الصدر الأعظم فى وقتها لأهميتها، ونحن نعلم ما قام به محمد على باشا فى هذه القضية ودوره المهم فيها وهو أعطى لمصر الكثير فى أهمية الحفاظ على المياه ودوره المهم فى بناء مصر فى كافة المجالات. وأكد «راتب» أننى لست مع مقولة مصر هبة النيل ولكن مصر هبة المصريين وتلك الحضارة المصرية هي من أوجدها الإنسان المصرى. وأشاد «راتب» بوزير الرى والموارد المائية د. محمد عبدالعاطى، وأنه يؤمن بثقافة العمل الجماعى وهو من قام بدعوة مجموعة العمل التى تتعاون معه وأسعدنى تواجد النخبة من الشباب وأهل الخبرة ومن الرجال والسيدات. وفى الختام، قال «راتب»: إننا نثق فى رؤية وإدارة الرئيس عبدالفتاح السيسى والقيادة العسكرية وقدرته على الحفاظ على مقدرات مصر وأن الماء قضية أمن قومى، ونحن نستخدم كافة مواردنا وقدرتنا لمواجهة تلك التحديات. وأشار «راتب» إلى أن الشعب المصرى يريد أن يطمئن على تلك القضية المهمة وهى المياه فى ظل الكثافة السكانية العالية، وثقافة كيف نرشد ثقافة المياه وضرب مثلاً بإسرائيل والتى لديها ندرة فى المياه، مؤكداً أن ما يحدث فى نهر النيل فى إثيوبيا ليس ببعيد عن إسرائيل وأيضاً دجلة والفرات بالعراق. وأوضح «راتب» أن إسرائيل الموارد المالية لديها مليار و500 مليون متر مكعب ومنها 350 مليون متر مكعب من مواردهم وكان لديهم 35 ألف فدان برتقال ومتميز جداً وفجأة قامت إسرائيل بإزالة 35 ألف فدان وقامت بزراعتها فى المغرب حتى يعاد تدوير الموارد المائية لديهم ونحن بحاجة إلى طرح تلك القضايا ومن هنا جاءت فكرة الصالون. وفى الختام، أكد «راتب» أننى أتشرف باستضافة معالى وزير الرى والموارد المائية وأنا أتشرف بتواجد هذه الكوكبة من العلماء وقيادات الوزارة لنطرح قضايا تشغل بال المجتمع وفى أمس الحاجة إلى الاستماع إلى أهل القرار والعلماء فى قضية المياه، وأن مصر «أرض طيبة ورب غفور ونيل سيظل ينبض من مصر». وزير الرى والموارد المائية د. محمد عبدالعاطى وجاءت كلمة د. محمد عبدالعاطى، وزير الرى والموارد المائية، بتوجيه الشكر إلى د. حسن راتب على دعوته الكريمة، معرباً عن سعادته بالتواجد وسط هذه الكوكبة من العلماء والمهتمين بشأن المياه ومشيداً بدور صالون المحور الثقافى والذى يديره د. حسن راتب فى إثراء الحركة الثقافية فى مصر والارتقاء بأهل وشعب مصر. وأضاف وزير الرى أننى محظوظ بتواجد كوكبة من المتميزين معى بالوزارة ومنهم علماء الحاضر وعلى رأسهم «د. خالد»، رئيس مجلس بحوث المياه، وعلماء المستقبل ونخبة من الشباب المتميزين والمتواجدين معى بالصالون، بالإضافة إلى قيادات الوزارة، والحمد لله نجحنا فى تواجد نخبة من العلماء والمتميزين من الحاضر والمستقبل ومن الرجال والسيدات فى منظومة عمل ناجحة بوزارة الرى والموارد المائية ومصر مليئة وغنية بالكفاءات والعقول ولدينا صف أول وثانٍ فى وزارة الرى والموارد المائية. وأكد وزير الرى والموارد المائية فى حديثه عن المياه أن خريطة مصر بها 95% صحراء وشريطاً مائياً فى الدلتا ونهر النيل والذى يسير وسط صحراء، ولذلك لابد من الاهتمام ومراعاة نهر النيل كمورد مائى وسط الصحراء. وأضاف وزير الرى أن هناك العديد من التحديات التى تواجهنا فى مجال المياه فى مصر وعلى رأسها التغييرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة مما يؤدى إلى استهلاك أكبر للمياه فى الصيف، وأيضاً للزيادة السكانية ونتوقع أننا فى 2050 وزيادة سكانية متوقعة لذلك فضرورة أن نحافظ على الموارد المائية، وأيضاً ارتفاع منسوب سطح البحر ونعمل على حل تلك الأزمة من خلال هيئة حماية الشواطئ، وأيضاً السيول وهذه الموجات تضخ كميات أمطار كثيرة فى وقت قصير. وأوضح وزير الرى أن 97% من الموارد المائية لمصر تأتى من خارج مصر ومياه سطحية وجوفية وأى تأثر خارجى بالتأكيد له أثر علينا، وأن المصريين يجب أن يقدروا حجم تلك التحديات، والمهم هنا أن نعرف المشكلة ونضع الحلول لها، وأشاد وزير الرى بشباب المستقبل ورؤيتهم للموارد المائية فى مصر. وقال وزير الرى إن الميزانية المالية للموارد المائية محدودة وكيف يحدث اكتفاء مع العلم أننا نستورد قمحاً وزيوت وجميع المنتجات الأخرى، وأنا أحتاج إلى 114 مليار متر مكعب مياه حتى أحقق الاكتفاء الذاتى ولا أستورد بهذا الشكل، والرقم قابل للزيادة بناء على الزيادة السكانية، ونحن ندير هذا الملف بأن المتاح لنا هو 60 كيلو متر مكعب من المياه لنهر النيل ومياه جوفية ومياه الأمطار، من هذه الأرقام يتضح لنا أن لدينا عجزاً 54 مليار متر مكعب مياه بما يفوق 90%، ولو قمنا بزراعة ما نستورده من المحاصيل نحتاج إلى 34 مليار متر مكعب من المياه. وأشار وزير الرى إلى أننا نحاول بإعادة تدوير المياه واستخدامها إلى التقليل من خطورة العجز المائى وبما يؤدى إلى زيادة الكفاءة. وأوضح وزير الرى أن ما تقوم به الدولة خلال ال 3 سنوات المقبلة سنكون به أكبر دولة فى العالم تقوم بإعادة استخدام الموارد المائية ونحن الأعلى فى إفريقيا فى مجال استخدام المياه وكفاءتها ولكن كل تلك الحلول ليست كافية ونقوم بالعمل على توفير الموارد المائية خلال الخمسين سنة المقبلة بالعديد من الطرق والاساليب. وأكد الوزير أن استراتيجية «4 ت» والتى وضعتها الدولة هى استراتيجية الدولة ل2050 من 4 نقاط تبدأ بالحرف «ت» وهى أولاً: تحسين نوعية المياه «تنقية» الدولة تشارك بكافة أجهزتها لمواجهة تلك القضبة ومواجهة التلوث، ثانياً: الترشيد بالعديد من الوسائل، وثالثاً: تنمية الموارد المائية ستقوم على تحلية مياه البحر «البحر الاحمر والمتوسط وسواحل سيناء» وأيضاً فوائض البخر من خلال التعاون مع دول حوض النيل والمشاركة معنا من الدول الافريقية المعنية بنهر النيل وهذا نهج التعاون مع الشركاء من إفريقيا وحوض النيل. وأضاف وزير الرى أن هناك «ممر التنمية ببحيرة فيكتوريا» وأن هناك 5 دول حبيسة أى ليس لها منفذ على البحر وهذه الدول لديها موارد مائية غزيرة ولكنها لا تعرف تسويقها من خلال العديد من التحديات وبالتالى نتعاون معهم فى إيجاد الحلول ومنها الملاحة النهرية وأن نقوم «بربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط» ومن هنا سيصبح النيل من ناقل الى المياه الى ناقل للتنمية. وأشار وزير الرى والموارد المائية إلى أنه من التحديات الأخرى فى مجال المياه «الفواقد» ونفقد العديد من الموارد المائية ومن هنا استراتيجية «4 ت» هى تنقية، ترشيد، تنمية الموارد المائية، والنقطة الرابعة هى التوعية من خلال وسائل الإعلام والتوعية المجتمعية من خلال كافة أجهزة الدولة ومن الشعب بأكمله بهذه القضية وهناك خطة إعلامية شاملة بالتعاون مع كافة الوزارات، وهناك التدريب أيضاً ووزارة الرى تعمل على إعادة استخدام الندرة من المياه. وفى الختام، أشار وزير الرى والموارد المائية إلى أهمية التشريعات لمواجهة المخالفين وعددهم قليل فى الدولة والقانون هو من يردعهم. واختتم وزير الرى كلمته بأن خطة الدولة فى مجال الموارد المائية من 2017 إلى 2037 وهى 20 سنة وبها العديد من المشاريع وتكلفتها يتعدى 900 مليار جنيه، وهذا تحدٍ قوى ونعمل على حل تلك القضية من خلال توفير الموارد المالية ومواجهة التحديات ووجود أجيال جديدة ومشاريع تدريب حتى يكون هناك خبرات وكفاءات لأجيال جديدة. ويذاع «صالون المحور الثقافي» في العاشرة مساء الجمعة المقبلة عبر شاشة قناة «المحور».