استقبل أهالي منطقة صان الحجر، اليوم السبت، الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برقصات الخيل، والتي تشتهر بها محافظة الشرقية، وذلك أثناء تواجدهما لتفقد أعمال البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة صان الحجر ( تانيس الأثرية) بمحافظة الشرقية، للوقوف على آخر مستجدات الأعمال التي تتم ضمن مشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية، وتحويلها إلى متحف مفتوح، و وضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية. وتعد منطقة صان الحجر هي "طيبة الشمال"، لكنها لا تحظى بزيارة الوفود السياحية، في ظل تهدم معظم أثارها الضخمة وتناثرها بالموقع. رافق وزير الآثار خلال جولته بالمنطقة، الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، وسحر طلعت رئيس لجنة السياحة والطيران، ونائب محافظ الشرقية، وعدد من سفراء الدول الأجنبية بجمهورية مصر العربية، منهم سفير ليتوانيا، وسفير دولة البرازيل، وسفير دولة اليونان، وسفير دولة الكونغو، والمستشار الثقافي الفرنسي، ومدير المعهد الفرنسي، والقائم بأعمال السفير البولندي وعائلته، ونائب سفير دولة البرتغال وعائلته. رحب الدكتور خالد العناني، وزير الآثار بالسادة السفراء والنواب، ووصف هذا التجمع بأنه زخم إعلامي ودبلوماسي وأكبر تجمع من نواب المحافظة، وأكد أن وزارة الآثار مهتمة بآثار المحافظة، حيث قامت بتطوير وافتتاح متحف تل بسطة أوئل عام 2018م. كما بدأت الوزارة بتطوير منطقة صان الحجر منذ عام 2017م، والآن نرى بداية ثمار هذا المشروع، الذي أسفر عن ترميم وإقامة مسلتين وعمودين وتمثالين ضخمين للملك رمسيس الثاني، بالإضافة إلى عمل مصاطب لرفع باقي البلوكات الحجرية الأثرية عليها لحمايتها وإظهارها بصورة أفضل للزائرين. وخلال كلمته، قال الدكتور العناني، أن سفير ليتوانيا بالقاهرة قال له، إن المكان أبهره، وأن المنطقة تستحق أن يأتي إليها الزوار من مختلف أنحاء العالم لزيارتها، والعودة إلى بلادهم بحكايتهم عن المكان. وأضاف وزير الآثار، أن الزيارة التفقدية لمنطقة صان الحجر، هي رساله أمن وأمان للعالم كله، وتعريف للمجتمع المحلي بأحد أهم المناطق الأثرية في مصر، والتي كانت عاصمة مصر خلال الأسرة 21، 22، والتي نظراً لثرائها الأثري أطُلق عليها أقصر الشمال. وأوضح الدكتور وزيري، أن منطقة صان الحجر شهدت عام 2017م، البداية الحقيقية لإنقاذ الموقع الأثري منذ أن تم الكشف عنها، على يد بعثات أثرية أجنبية متوالية، طوال ما يزيد عن قرنين من الزمان، حيث بدأت وزارة الأثار في أعمال المسح و التوثيق الأثري للمنطقة، بعد إعداد مشروع متكامل لتطويرها ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية. وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن أعمال تطوير المنطقة تضمنت رفع أكثر من مائة كتلة حجرية، تزن أكثر من 20 طنا، ووضعها على قطع خشبية وبلوكات حجرية، وعزلها عن الأرض لحمايتها من الرطوبة والأملاح، وعمل مئات من الأمتار من المصاطب المنظمة بالشكل الذي يتناسب مع تكوين المعبد المصري القديم، بصرحه وحدوده القديمة، وذلك برفع القطع الاثرية عليها لحمايتها، حتي يتسنى للزائرين من الاستمتاع برؤيتها بالشكل الأمثل. وكشف الدكتور وزيري، أن من أهم القطع التي قامت البعثة بترميمها وإعادة تركيبها ورفعها، هي التمثال الشمالي الضخم للملك رمسيس الثاني، والذي كان مفكك إلى أربعة أجزاء، ملقاة على الرمال، منذ اكتشافه في القرن التاسع عشر، كحال باقي القطع الموجودة، ليقف ولأول مرة ليزين مدخل المعبد، كما كان في العصور الفرعونية. وأشار د.وزيري، أنه تم أيضا رفع مسلتين البيلون الأول، بالإضافة إلى عمل ست قواعد بصالة الأعمدة لرفع المسلات عليها، ولأول مرة منذ سقوطها خلال القرن الأول الميلادي، ومن بين هذه القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع، مسلتين كبيرتين وعامودين وتمثالين للملك رمسيس الثاني. ويمثل تل صان الحجر أهمية بالغة في التاريخ المصري القديم، بكونه عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرتين 21 و23، ومقر دفن ملوك الأسرتين 21 و22، ويصل إرتفاعه إلى 30م أعلى الأرض، ويمتد حوالي 3 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 1.5 كم من الشرق إلى الغرب. وقد شهد الموقع العديد من الحفائر والاكتشافات الأثرية الهامة منذ القرنين الثامن والتاسع عشر، ومن أهم البعثات الأثرية التي عملت بالموقع، حفائر ماريت في الفترة من 1860- 1864، وبترى 1883-1884، والبعثة الأثرية الفرنسية، كما توالت عليه العديد من البعثات الأثرية، وكان للبعثة المصرية التواجد الدائم بالموقع، وعمل المجسات الأثرية على فترات متباعدة، حتى كان لها التواجد القوي منذ عام 2017. وتحتوي منطقة صان الحجر على عدد كبير من المقابر والمعابد، وأهمها معبد آمون الكبير، والذي يعد أكبر المعابد في شمال مصر، ومعابد أخرى لموت وخونسو وحورس، والمسلات الخاصة بالملك رمسيس الثاني، وغيرها من الأبار والتماثيل العملاقة بأشكالها المتنوعة. . . . . . . . .