قبل اندلاع ثورة 25 يناير تردد اسم عمرو موسى على الساحة المصرية بقوة كمرشح للرئاسة فى مواجهة الرئيس السابق حسنى مبارك باعتباره الشخصية المصرية الأكثر قبولا لدى الشارع المصرى والقادر على مواجهة مبارك ومنازعته كرسى الرئاسة، وعزز من هذا الطرح آنذاك اقتراب نهاية ولاية موسى الثانية كأمين عام للأمم المتحدة مكتفيًا كما أعلن بالسنوات العشر التى قضاها على رأس الجامعة العربية. إلا أن السياسى المخضرم أعلن أكثر من مرة آنذاك أنه لن يترشح للرئاسة فى مواجهة مبارك قناعة منه أن أى انتخابات ستجرى فى وجود مبارك ستكون مسرحية هزلية الهدف منها هو إلباس نظام الحكم فى مصر رداء الديمقراطية وهو بعيد كل البعد عنها فكرًا ومنهجًا، وأبى موسى أن يشارك فى هذه المسرحية، أو أن يكون مجرد ديكور يجمل به مبارك صورته أمام العالم. وبعد اندلاع ثورة 25 ونجاح شباب مصر فى إزاحة نظام مبارك أعلن عمرو موسى يوم 27 فبراير 2011 أنه سيترشح لرئاسة الجمهورية طارحًا رؤيته فى إعادة بناء الجمهورية الثانية القائمة على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وأعلن موسى برنامجه الانتخابى الخميس الماضى فى عزبة الهجانة أحد أفقر مناطق مصر تأكيدًا لرؤيته بأن العدو الأول لمصر هو الفقر وأن برنامجه الانتخابى يهدف فى المقام الأول لمحاربة الفقر ورفعةالمواطنين واحترام حقوقهم الأساسية، ويعتبر موسى أحد أهم فرسان السباق الرئاسى فى مصر نظرا لما له من رصيد كبير لدى الشارع المصرى وخبرة كبيرة فى مجال العمل الدبلوماسى، ويرى فيه كثير من أنصاره أنه يحمل المواصفات الأساسية التى تحتاجها مصر الآن فى سعيها للوصول إلى جمهورية ثانية، تؤهل مصر لتتبوأ مكانتها الطبيعية التى تليق بها. ولد عمرو محمود أبو زيد موسى فى الثالث أكتوبر 1936 بالقاهرة فى محافظة القليوبية، تلقى تعليمه الأساسى فى القليوبية. تعليمه وانطلاقه لفضاء الدبلوماسية وحصل ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1957 ثم التحق بالعمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية عام 1958، وكان انضمام عموسى للعمل بالخارجية بدايه لمشوار حافل تجول خلاله الرجل بين إدارات مختلفة،، تبوأ خلالها عددا كبيرا من المناصب ، كان أولها عمله مديرا لإدارة الهيئات الدولية عام 1977حتى عام 1981، ثم مندوبًا مناوبًا فى الأممالمتحدة لمدة عامين،وفى عام 1983 تسلم موسى عمله سفيرا لمصر لدى الهند حتى عام 1986، وكان عام 1990 هو بداية الانطلاقة لعمرو موسى فى سماء الدبلوماسية المصرية حين عين مندوبًا دائمًا لمصر فى الأممالمتحدة حتى عام 1991 أثبت خلال العام الذى مضاه فى أروقة الأممالمتحدة كفاءة كبيرة وقدرة على تحمل أعباء الدبلوماسية المصرية فكان الجزاء أن تم تكليفه بحمل حقيبة وزارة الخارجية فى العام 91 وظل فى منصبه وزير للخارجية عقدا كاملا حتى عام 2001 . اشتهر موسى خلال عمله على رأس وزارة الخارجية بالانحياز للقضايا العربية وترسيخ البعد القومى فى سياسة مصر وكان انحيازه واضحا للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى، وكثيرًا ما دخل فى صدام مع مبارك بسبب مواقفه الرافضة للعنجهية الإسرائيلية والتدخلات الأمريكية فى القرار المصرى حتى وصفه كثير من صناع القرار فى أمريكا بالعقبة الكؤود فى سبيل تحقيق المخططات الأمريكية فى المنطقة وتسويق عملية السلام الوهمية التى وقعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمعروفة باسم اتفاق أوسلو. تمت الإطاحة بموسى من وزارة الخارجية عام 2001 بحجة أن مصر لا تتحمل فقدان منصب أمين عام الجامعة العربية وأنه الشخص الأكثر قدرة على تحمل أعباء أمانة الجامعة العربية لما له من قبول لدى الدول العربية وباعتباره شخص توافقى يمكن الاجماع عليه فى وجه أى مرشح تدفع به بعض الدول التى تنادى بضرورة تداول المنصب بين الدول العربية، وفى حقيقة الأمر كان القرا مجرد ستار للإطاحة بعمرو موسى بعد أن وصلت العلاقة بينه وبين مبارك إلى طريق مسدود. موسى عميد بيت العرب واجه موسى خلال عمله بالجامعة العربية صعوبات كبيرة وأزمات كبرى أهمها الانتفاضة الفلسطينية الثانية واقتحام القوات الإسرائيلية مقر السلطة الفلسطينية فى رام الله والحرب الأمريكية على العراق، وانقسام الوطن العربى بين معسكرى الاعتدال والممانعة وأخيرا كانت ثورات الربيع العربى التى قامت على الأنظمة الديكتاتورية فى تونس ومصر واليمن وسوريا وليبيا، وحاول الرجل قدر استطاعته ترتيب البيت العربى فى حدود الامكانات المتاحة ومساحة الحرية الممنوحة للجامعة. حصل موسى خلال مشواره الحافل على عدد كبير من الأوسمة أهما على سبيل المثال لا الحصر وشاح النيل من مصر عام 2001، ووشاح النيلين من السودان فى العام نفسه، كما حصل لى عدة أوسمة رفيعة المستوى من من ألمانيا والبرازيل والأرجنتين والإكوادور، لكن الوسام الأكبر والجائزة الكبرى التى دائما ما يرد موسى أنه حصل عليها هى حب وتقدير الجمهور المصرى وثقته فيه التى يأمل أن تترجم إلى واقع فى الانتخابات الرئاسية القادمة. بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى حظى عمرو موسى باحترام وتقدير قطاع عريض من الشارع المصري والطريف أن هذا الأمر بدا لافتا عبر أغنية شهيرة للمطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم الذي غنى فيها أن بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى.