أعلن مايكل بوند، المستشار والمحرر العام بمجلة نيوساينتست، الانتهاء من دراسة بحثية حول وضع العلوم والتكنولوجيا والابتكار فى مصر، والذي يأتى ضمن مشروع بحثى أكبر يتمثل في طرح أطلس عن العلوم والابتكار بالعالم الإسلامى بهدف رصد أهم القضايا العلمية والبحثية التى تشغل اهتمام العلماء بالدول الإسلامية وتعزيز سبل التعاون الدولي. وأضاف بوند، على هامش فعاليات مؤتمر بيوفيجين الذى يختتم فعالياته اليوم الأربعاء بمكتبة الإسكندرية، أن الدراسة عن الوضع فى مصر بدأت قبل الثورة مباشرة واستمرت لمدة عام ونصف، رصدت خلالها أهم التحديات والمعوقات بمجال التعليم والبحث العلمى والتي من بينها غياب ثقافة التفكير النقدى بمراحل التعليم المختلفة، والاعتماد على الحفظ والتلقين بما يعوق نشأة أجيال من الباحثين قادرين على الابتكار أو نقد الأفكار المطروحة. وأضاف أن ضعف التمويل للبحث العلمى يعد هاجسًا يشغل العلماء المصريين ويعيقهم على العمل والإنتاج العلمى، مشيرًا إلى انعزال الباحثين عن التعاون بمشاريعهم البحثية مع أقرانهم فى الأقسام العلمية المختلفة، يحد من تلاقح الأفكار وظهور مشروعات ابتكارية، إضافة إلى الهوة الكبيرة بين مؤسسات البحث العلمى والقطاع الصناعى. من ناحيته، علق الدكتور ماجد الشربينى، رئيس أكاديمية البحث العلمى، على الدراسة، قائلاً: إنه رغم ضآلة ميزانية البحث العلمى التى ظلت على مدى سنوات طويلة لاتتعدى 0.2% من الموازنة العامة للدولة، إلا أنه بعد الثورة مباشرة حرصت الدولة على مضاعفتها، وإن كانت تلك النسبة لاترقى لطموحات. وأضاف أن النظرة السلبية للمجتمع المتعلقة بعدم مساهمة أبحاث العلماء بعلاج مشاكل المجتمع أدى إلى انخفاض الدعم المادى والمعنوى، مطالبًا بتغيير تلك الثقافة ودعم البحث العلمى سواء من قبل الدولة أو القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدنى، كما أشار إلى مبادرة "حلولنا بعقولنا" التى طرحتها الأكاديمية بالتعاون مع مؤسسة "مصر الخير" لتشجيع شباب الباحثين على طرح حلول بحثية للمشاكل الملحة مثل المياه والصحة والغذاء. على الجانب الآخر، أشار الدكتور حسن عزازى، أستاذ الكيمياء بالجامعة الأمريكية، إلى أن التمويل ليس مشكلة إذا امتلك الباحث مهارات كتابة المشروع بحثى وعرضه بشكل جيد فجهات عديدة محليًا ودولياً على استعداد للتمويل، والأهم هو أن يحرص الباحثون على توثيق مشاريعهم وحماية حقوق الملكية الفكرية، وأن تكون تهدف تلك المشاريع إلى طرح منتجات ربحية تسهم فى علاج مشاكل المجتمع. يذكر أن مشروع أطلس العلوم والابتكار بالعالم الإسلامى ممول من عدة جهات منها الجمعية الملكية البريطانية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ومكتبة الإسكندرية والمجلس الثقافى البريطانى والعديد من المؤسسات الدولية، وبدأ المشروع منذ عامين، وتم اختيار عدد من الدول الممثلة للحضارة والثقافة الإسلامية بتلك الدراسة منها مصر وماليزيا والأردن والسنغال وإندونيسيا ونيجيريا وكازاخستان وقطر.