كشفت إيران، اليوم الثلاثاء، عن أول طائرة مقاتلة محلية الصنع، فيما شدد الرئيس حسن روحاني على أن الهدف الوحيد من قوة طهران العسكرية ردع الأعداء وإقامة "سلام دائم". وأظهرت مشاهد التلفزيون الرسمي الرئيس حسن روحاني جالسًا في قمرة قيادة الطائرة الجديدة "كوثر"، خلال معرض "صناعة الدفاع الوطني" في طهران. وقالت وسائل الإعلام الرسمية إن الطائرة مزودة ب"إلكترونيات طيران متطورة" ورادار متعدد الاستخدامات، مضيفة أنها "محلية الصنع مئة في المئة". وبثت وسائل إعلام رسمية مختلفة مشاهد للطائرة وهي تقوم بطلعات تجريبية. لكن تم قطع مشاهد حية للطائرة وهي تستعد للإقلاع من مدرج خلال المعرض الدفاعي. من جهته، أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان شكوكًا حيال أن تكون الطائرة من صنع إيراني بالكامل. وقال بهذا الصدد "إنهم يعانون الضغوط بسبب العقوبات الأميركية فيخترعون الحكايات، إلا أنه من الأفضل عدم الاستخفاف بشكل كامل بما يقومون به". كما قال المتحدث بإسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان في تغريدة "كشف النظام الإيراني عن طائرة كوثر ويدعي بأنها الطائرة القتالية الأولى من صنع محلي مئة بالمئة، إلا أنني سرعان ما تأكدت أنها طائرة عسكرية أميركية قديمة جدًا من نوع أف-5". وقال روحاني في خطاب متلفز بعد وقت قصير إن "جهوزيتنا العسكرية ليست للحرب بل الاستعداد لإقامة سلام دائم والحفاظ عليه". وأضاف "إن عدم الاستعداد" يكون بمثابة تعريض البلاد للحرب. وأضاف أن البعض يتصور خطأً باننا لو زدنا من قدراتنا الدفاعية فإن ذلك يعني الذهاب إلى الحرب، في حين أن هذا الأمر يعني المناداة بالسلام (...) لأننا لا نريد للحرب أن تحصل". وتابع "إذا لم يكن لدينا قوة ردع... سيعطي ذلك ضوءًا أخضر للآخرين لدخول هذا البلد". وكان وزير الدفاع أمير حاتمي أعلن عن الطائرة السبت موضحًا أنه سيزاح الستار عنها الأربعاء. ولم يقدم الوزير الإيراني سوى تفاصيل قليلة عن المشروع، مركزًا تصريحاته على جهود إيران لتطوير دفاعاتها الصاروخية. وقال حاتمي إن ذكرى الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها إيران خلال الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، والتهديدات المتكررة من إسرائيل والولاياتالمتحدة من أن "جميع الخيارات مطروحة" في التعامل مع الجمهورية الإسلامية، حفزت على تطوير البرنامج الدفاعي. وقال في مقابلة متلفزة "تعلمنا في الحرب (الإيرانيةالعراقية) أنه لا يمكننا الاتّكال سوى على أنفسنا. مواردنا محدودة ونحن ملتزمون بإرساء الأمن بأي ثمن". وباعت الولاياتالمتحدة أسلحة بمئات مليارات الدولارات إلى خصوم إيران الإقليميين، لكنها طالبت طهران بوقف برامجها الدفاعية. وبعد وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولاياتالمتحدة عام 2017، قرر في مايو الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد في 7 أغسطس فرض عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية. ويرتقب أن تفرض واشنطن دفعة جديدة من العقوبات في نوفمبر تطال قطاع المحروقات من أجل إبقاء الضغط على إيران. وقال روحاني إن على إيران الآن أن تبدي ضبط النفس وأن تشكل قوة ردع، في هجوم على ما يبدو على معارضيه الذين يسعون لاستفزاز الولاياتالمتحدة بشعارات هجومية. وقال "بعبارتين يمكن بدء اقتتال. بتحركين عسكريين يمكن الدخول في مواجهة. لكن كلفة ذلك ستكون باهظة". وتابع "المهارة هي حماية البلاد بأقل كلفة". وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت السبت أن "مصادرنا محدودة ونحن ملتزمون بإرساء الامن بأقل كلفة". في أعقاب انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي تجنبت إيران التصريحات الهجومية، وسعت لمواصلة علاقاتها الجيدة مع شركاء دوليين آخرين يعارضون القرار الأمريكي. وأكد روحاني أيضًا أن الضغط الأميركي يحفز على التحرك قدمًا. وقال "لماذا تفرض أميركا عقوبات اقتصادية علينا؟ لماذا تفرضها على تركيا؟ لماذا تجر الصين إلى حرب اقتصادية؟ لأنها تشعر بأن كل واحدة منها لديها نقطة ضعف. علينا تقوية نقاط ضعفنا".