للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن، تمتلك إيران وزير دفاع لا يرتبط ارتباطا وثيقا بالحرس الثوري الإسلامي، وهذا التعيين لوزير الدفاع الإيراني الجديد، فإن هذا لا يشير إلى أن طهران تتجه نحو الاعتدال سواء في الداخل أو في الخارج. يوم الأحد الماضي، وافق البرلمان الإيرانى بأغلبية ساحقة على تعيين العميد، الجنرال أمير حاتمى، مرشح الرئيس حسن روحانى لوزير الدفاع. حاتمي هو ضابط كبير في القوات المسلحة النظامية في البلاد، والمعروفة باسم "ارتش"، على الرغم من كونه من قدامى المحاربين في الجيش الإيراني بدلا من الحرس، فإن حاتمي ليس لديه على الأرجح السلطة المؤسسية ولا الاستعداد الكاف لاتخاذ البلاد في اتجاه مختلف. تأسس الجيش الإيراني في العشرينيات الماضية، وهي قوة عسكرية تقليدية مكلفة بالدفاع عن السلامة الإقليمية لإيران، وعلى العكس من ذلك، تم تشكيل الحرس الثوري بعد سقوط الشاه في عام 1979، ويكلف بحماية الثورة الإسلامية وتصديرها. منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 التي شنتها كلتا القوتين، تم إهمال الجيش الإيراني إلى حد كبير لصالح الحرس والفيالق الأصغر. ويتمتغ حاتمي، وهو جنرال يبلغ من العمر 51 عاما من مقاطعة زنجان بسجل حافل من الخدمة في المؤسسات الأمنية في أيران. ووفقا للحسابات باللغة الفارسية، وبعد الثورة، ذكر أن حاتمي انضم إلى كل من الجيش الإيراني والباسيج، وهو أحد أهم أعضاء الحرس الثوري. وحارب حاتمي في الحرب الإيرانية العراقية، ولكن لم يذكر شيء آخر عن علاقاته المزعومة في الباسيج، وخلال خدمته في الجيش، كان من أكبر المدافعين عن الثورة الإيرانية، ووقف ضد الجماعات المعارضة والحركات الانفصالية العرقية الطائفية، كما عمل نائبا في الاستخبارات بالجيش الإيراني. في الولاياتالمتحدة، وحسبما أبرزت وسائل إعلام أمريكية، أنه لا يزال هناك افتراض عفا عليه الزمن بأن الجيش الإيراني أصبح ليس له فائدة، وقد يولد ذلك أملا كاذبا في أن حاتمي يمكن أن يسعى لتهدئة ما تقوم به إيران. هذا الاعتقاد غير صحيح حسبما ذكرت قناة "يو أس أيه توداي" فإن حاتمي سوف يركز على على تجهيز القوات المسلحة في البلاد من خلال شبكة واسعة من الكيانات التابعة التي تتألف من المجمع الصناعي العسكري الإيراني. وفي نظام سياسي يقوم فيه المرشد الأعلى باتخاذ القرارات الأكثر أهمية، فإن رئيس وزارة الدفاع يرفع تقاريره إلى الرئيس الإيراني، وعندما يتعلق الأمر بالمناطق التي يمكن أن يؤثر فيها وزير الدفاع، مثل إنتاج أو شراء الأسلحة، فقد أعرب عن نيته مواصلة سياسات سلفه. ثانيا، حاتمي ليس معتدلا، فهو متشدد يميل للسياسات المحافظة لإيران، فهو يتبنى نظريات المؤامرة النظامية، على سبيل المثال، أن أمريكا استخدمت "داعش" لدعم طموحات إسرائيل الإقليمية. كما وعد حاتمي بدعم الحرس الثوري فضلا عن مختلف الشبكات الإرهابية والوكالة التي تشكل "محور المقاومة" الإيراني. ويبدو أن قرار روحاني بتسمية حاتمى كان مصمما بشكل صريح لانتقاد في فيلق الحرس، الذي اشتبك روحاني في الأونة الأخيرة. إن روحاني كان يقصد من تعيين حاتمي هو التقليل من الحرس الثوري الإيراني وإبعاد منصب مثل هذا عنه، بسبب إن الحرس الثوري، الذي ارتفعت سلطته المادية والاقتصادية والسياسية بشكل كبير على مدى العقود الثلاثة الماضية يهيمن الآن على المؤسسات التي توجد في إيران. وقد عمل روحاني على الحد من انتشار الحرس الثوري، بعد أشهر من انتخابه في عام 2013، وفي حملته الرئاسية الأخيرة، استخدم روحاني الحرس كحقبة لحشد الدعم الإصلاحي. في نهاية المطاف، فإن تعزيز روحاني لحاتمي للإشراف للإشراف على وزارة الدفاع سوف يسفر عن دور الحرس الثوري والصراع مع روحاني خلال الأيام القادمة.