استعرض الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، خلال اجتماع وزاري ضمن فعاليات القمة الوزارية الرسمية للابتكار التكنولوجى فى مجال التعليم، الخطة الرئيسية لتطوير التعليم في مصر ضمن خطة بناء الإنسان المصرى. وأكد وزير التعليم أن الإصلاح الذى تقوم به الوزارة يرتكز على محورين: الأول يتم تنفيذه فى مرحلة التعليم الأساسى، حيث يتم إحداث تغيير جذرى مثل ما حدث فى الدول التى تقدمت فى مجال التعليم كسنغافورة واليابان وفنلندا، بوضع نظام تعليمي جديد تمامًا، لأنه لم يعد مجديًا إصلاح النموذج القديم، والذى يقدم مهارات لم تعد تصلح لهذا العصر. وقال شوقي إنه تم الانتهاء من إطار جديد تمامًا للمناهج مبنى على فلسفة جديدة ومختلفة، لافتًا إلى أن هذا النظام الجديد سيبدأ تطبيقه بعد أربعة أسابيع من الآن فى الصفين الأول والثانى رياض أطفال والصف الأول الابتدائى، لافتًا إلى أن الوزارة تسابق الزمن لإعداد المناهج وتدريب المعلمين ونظام التقييم. جاء ذلك خلال عقد اجتماع وزاري رفيع المستوى، لمناقشة مسيرة مصر من أجل تحقق التحول فى مجال التعليم، وذلك ضمن فعاليات القمة الوزارية الرسمية للابتكار التكنولوجى فى مجال التعليم والشمول الرقمى "قمة الابتكار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2018"، والمنعقدة لأول مرة فى مصر خلال الفترة من 29 إلى 31 يوليو، بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي. أوضح أن المحور الآخر الذى تعمل عليه الوزارة يتعلق بالتكامل بين التكنولوجيا والتعليم، ويتم تطبيقه على طلاب الصف الأول الثانوى، ويهدف إلى تطوير النظام الحالى، قائلًا: إن نظام امتحان الثانوية العامة الحالى أفسد النظام التعليمى فى مصر، لأنه يهدف فقط إلى تحصيل الدرجات، وليس الفهم والتعلم، كما أنه يعتمد على أسئلة ذات إجابة نموذجية يقوم الطالب بحفظها، وعبر السنوات دمرت هذه العملية الإبداع، والقدرة على التفكير النقدى، وحل المشكلات، ومهارات الاتصال. أضاف الوزير "قررنا تغيير نظام تقييم هذه المرحلة، وهو المشروع الثانى الذى نعمل عليه الآن، بتغيير طبيعة الأسئلة من أسئلة تقيس الحفظ إلى أخرى تقيس الفهم، واقترحنا أيضًا أن تكون الامتحانات (open book) للتأكد من فهم الطالب للمادة التى يدرسها، وهذا يعد تغييرًا ثقافيًا لطلاب هذه المرحلة وأولياء أمورهم، ومن أجل ذلك تم إنشاء مكتبة رقمية هائلة، وهى بنك المعرفة المصرى. تابع : ويضم البنك المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر فى العالم؛ حيث يضم دوريات علمية فى كافة مجالات المعرفة، كتبا ومجلات إلكترونية، ومناهج دراسية للتعليم الأساسى والجامعى، وقواعد بيانات، ومحركات بحث، ومكتبات رقمية للفيديو والصور وكذلك برامج للحاسبات فى مجالات الرياضيات وغيرها، مؤكدًا أن المحتوى متاح لكل مواطن مصرى مجانًا. أشار شوقى إلى أنه تم ضخ محتوى علمى هام للتعليم الأساسى على بنك المعرفة من (ديسكفرى) وذلك باللغة العربية، كما تم شراء المنهج الأمريكى فى العلوم والرياضيات من الصف الأول الابتدائى وحتى الثالث الإعدادى باللغة العربية، بالإضافة إلى الحصول على أفلام علمية شيقة من (يوريكا)، كما قامت (بريتانيكا) بتأليف دروس للصفوف الأولى، وأعدت (ولفران) تطبيقات تفاعلية فى الرياضيات من الصف الأول الإعدادى وحتى الثالث الثانوي، وبذلك يكون لدينا سلة من موضوعات ومواد التعلم الرقمية وكلها متوفرة على بنك المعرفة. ولفت شوقى إلى أن المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى والذى يتم تدريب كوادره على إعداد أسئلة رقمية فى كل المواد تقيس الفهم، وهى أسئلة متنوعة وليست فقط اختيارا من متعدد أو نمط واحد من الأسئلة، ويتم تأمين هذه الأسئلة على الحوسبة السحابية، حيث يتم إجراء امتحانات المرحلة الثانوية على مستوى المدرسة لا على المستوى القومى، وتقوم كل مدرسة بوضع جدول الامتحانات الخاص بها فى المواد المختلفة. وبعد ذلك، يتم إرسال الأسئلة من الحوسبة السحابية للمدرسة ومنها إلى الطالب ثم للحوسبة السحابية مرة أخرى بعد إجابة الطالب عليها، وذلك بدون أى تدخل بشرى، وتتم عملية التصحيح بشفافية وبدون معرفة المصححين لهوية الطالب، ولكى تتم الامتحانات بهذه الآلية، تم توفير (750) ألف تابلت يتم توزيعها على طلاب ومعلمى الصف الأول الثانوي، وكذا إدارة المدرسة، وستختلف الأسئلة من مدرسة لأخرى حيث يتم اختيارها بشكل عشوائى من بنوك الأسئلة الرقمية، ويتم منح الدرجات (أون لاين) مما يسهم فى حل العديد من مشكلات النظام الحالى. أوضح شوقى فى عرض منظومة التعليم المصرى الموقف الحالى من كثافة طلابية، وبنية تحتية، وأحوال المعلمين، ومشكلات مثل مشكلة الجهاز الإدارى، ثم تطرق إلى نظام التعليم الجديد والخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصرى، والتى تتضمن إتاحة محتوى رقمى لكل السنوات الدراسية، وكتب خارجية مجانية، بالإضافة إلى تطوير المناهج، وتقليل الكثافة، وكذا إكساب الطلاب مهارات جديدة، وبناء الشخصية والهوية والانتماء، واتباع أفضل طرق التدريس، والتأكيد على مهارات التعلم. ودعا شوقى للعمل المشترك، مشيرًا إلى ضرورة أن يرتفع تصنيف المنطقة العربية والإفريقية فى مؤشرات التعليم العالمية، ومؤكدًا ضرورة توطين المعرفة ومشاركتها وتبادل الخبرات. وفى ختام الاجتماع، أكد الحضور أن ما يتم الآن يعد خطوة سيكون لها أثر كبير فى أروقة التعليم المصرى، وهى خطوة جريئة ومؤشر انطلاقة وإضافة، آملين انتقالها إلى باقى الدول العربية والإفريقية، ومشيرين إلى أهمية مشاركة هذه الرؤى، والتواصل، والعمل المشترك بين الدولة الأم مصر مع الدول العربية والإفريقية، لتكون هناك آفاق مشتركة فى مجال التربية والتعليم. حضر الاجتماع الوزارى دومينغوس دا سيلفا نيتو وزير التعليم العالي والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بأنجولا، والدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم البحرينى، وكوستاس تشامبيورس وزير التعليم والثقافة بقبرص، وعبدي يوسف سوغه وزير الاتصالات بجيبوتي، ومصطفى محمد محمود وزير التعليم والتدريب المهني بجيبوتي، والدكتور إنج جيتاهون مكوريا وزير العلوم والتكنولوجيا بإثيوبيا، والدكتور ماثيو أوبوكو بريمبيه وزير التعليم الغانى، ونيكوس باباس وزير السياسة الرقمية، والاتصالات والإعلام بالجمهورية الهيلينية. فضلا عن عبد الرزاق العيسى وزير التعليم العالي والبحث العلمي العراقى، ومحمد إقبال السعيدلي وزير التربية والتعليم العراقى، وعادل الطويسي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأردنى، وجمال الجراح وزير الاتصالات اللبنانى، وعثمان عبد الجليل وزير التربية والتعليم الليبي، وصبري سيدم وزير التربية والتعليم العالي الفلسطينى، والدكتور علام موسى وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينى، وجان ديو رورانجيروا وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرواندى. بالإضافة إلى الدكتور أحمد الثنيان نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمملكة العربية السعودية، وعبد الرحمن ضاهر عثمان وزير التعليم والثقافة والتعليم العالي الصومالى، وحسين الحمادي وزير التربية والتعليم بالإمارات العربية المتحدة، وفرانك تومويبازى وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأوغندى، وديفيد مابومبا وزير التعليم العام بزامبيا، وجيفري دونالدسون المبعوث التجارى لرئيس الوزراء البريطاني إلى مصر. ومن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، حضر الدكتور محمد عمر نائب الوزير لشئون المعلمين، وحبيبة عز مستشار الوزير للتعليم الفنى، وأحمد خيرى المتحدث الرسمى باسم الوزارة، ونرمين النعمانى المستشار الفنى للإدارة العامة للعلاقات الدولية. الجدير بالذكر أن قمة 2018 تهدف إلى تسليط الضوء على قدرات مصر لتكون الدولة الرائدة في المنطقة في مجال الابتكار والاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والشمول الرقمى، حيث يتم عقد أكثر من 60 اجتماعًا مُخصصًا لوزارات تكنولوجيا المعلومات، والاتصالات، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والمالية، والعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب الجامعات، والكليات، والاتحادات الخاصة بالمدارس الخاصة من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما يستعرض الوزراء أحدث المشروعات الحالية والمرتقبة والبارزة لمجال التعليم والشمول الرقمى على المستثمرين، دفعًا بأجندة التحول الرقمي فى جميع القطاعات وعلى رأسهم التعليم، وذلك فى ضوء أولويات الحكومة المصرية وأجندة مصر للتنمية المستدامة 2030.