من منا لا يتذكر أفلام "الحفيد"، "إحنا التلامذة"، "جعلوني مجرمًا"، و"أم العروسة"، التي تميزت بالطابع الاجتماعي، ونالت استحسان الأسرة المصرية، وتعلق بها الصغير والكبير، برغم أن البعض لا يعرف مخرج هذه الروائع التي أسعدتنا، والذي تحل اليوم الإثنين ذكرى ميلاده ال 76. إنه عاطف سالم، الذي ولد في مثل هذا اليوم عام 1921، لأبوين مصريين، وكان مسقط رأسه السودان. وقد عشق سالم الفن، وتميز فى إخراج الروائع السينمائية، ومن الطريف أنه بدأ ممثلًا عام 1943 في فيلم "ماجدة"، وصعد سلم الإخراج من بدايته، فعمل "مساعد مخرج" للعديد من المخرجين، وتعلم من مدارس مختلفة أثرت في مشواره الفني، وجاءته الفرصة ليعبر عن موهبته الفنية، فأخرج أول أفلامه السينمائية "الحرمان" في عام 1953. وتفرد مخرج الروائع في إخراج الأفلام القصيرة، وأخرج منها أفلام "جنود المظلات، العودة إلى القاهرة، وفجر جديد". وقد تزوج سالم من الفنانة نبيلة عبيد فترة من الزمن، وعمل مع معظم نجوم زمن الفن الجميل، ومن بينهم الفنان والمطرب محمد فوزي، الذي أخرج له فيلم "معجزة السماء"، والذي اشتهر بأغنية "ذهب الليل" التي صنعت حالة من المرح داخل البيت المصري ولن تمحى من سجل الإبداع المصري، كما تميز سالم ب"إحنا التلامذة، وجعلوني مجرما"، وهما الفيلمان اللذان كانا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. ومن أحب أعماله السينمائية التي تحدث عنها "ليلة من عمري"، "معجزة السماء"، "والنمرود"، بالإضافة إلى "الحرمان". أخرج سالم 3 أفلام في فترة الستينيات وهي: "يوم من عمري، ثورة اليمن، وخان الخليلي"، وشهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي أزهى أعماله، فأخرج عدة أعمال مميزة، منها: "زمان يا حب، الملكة وأنا، قاهر الظلام، عاصفة من الدموع، أين عقلي، وهكذا الأيام"، واستكمل مسيرته ب:"العرافة، مضى قطار العمر، السلم الخلفي، وتوت توت". تعلم عاطف سالم من الأدب المحلي والعالمي، وقام بتحويل روايات أدبية إلى أفلام سينمائية، منها "الحفيد" لعبد الحميد جودة السحار، ومن الأدب العالمي رواية "البؤساء" للأديب الفرنسي فيكتور هوجو، وعرض هذا الفيلم في أكثر من سينما بدول العالم، منها الأمريكية، والإسبانية، والإنجليزية. ولم تنس الدولة مجهودات المخرج المبدع، فكرمته بجائزتها للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999. وكان 30 يوليو 2002 يومًا حزينًا في تاريخ الدرما المصرية، حيث توفي أحد مبدعيها، حيث كان المشهد الأخير لعاطف سالم بمستشفى الهرم التخصصي، الذي لم يستطع أن يخرجه بنفسه، فقد أصيب بغيبوبة نتيجة ارتفاع مفاجئ في معدل السكر في الدم وجلطة في المخ، ورحل الأب الروحي ل"الحفيد"، و"أم العروسة" في نهاية الشهر الذي ولد فيه عن عمر ناهز ال 81 عامًا. . . .