مع انقضاء عام ونصف على اندلاع ثورات الربيع العربي، اختفت اللحظات البراقة للثورات الخاطفة في مصر وتونس، وحلت محلها فوضي كبيرة بتعبير بيتر هارلينج مدير مجموعة الأزمات الدولية بمصر وسوريا، وبرزت إحباطات قدر الآمال في بناء دولة ديمقراطية جديدة، كما ظهر جلياً عجز النخب السياسية المعارضة عن بلورة خطاب سياسي يعبر عن الحراك الثوري على الأرض ويصوغ صورة الدولة الديمقراطية المستقبلية، في سوريا وكذا في مصر. عن تلك القضايا والأسئلة كان الحوار التالي مع الكاتب والمعارض السوري سمير العيطة، رئيس تحرير النشرة العربية من صحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية، الذي التقته "بوابة الأهرام" علي هامش المؤتمر الذي عقده المنبر الديمقراطي السوري بالقاهرة الأسبوع الماضي، في محاولة لتوحيد صفوف المعارضة السورية، ويري في حواره أن الربيع العربي سيستغرق سنوات للوصول للتوازن المطلوب، إذ أن الربيع العربي كما يراه، ليس قصة شهر أو عام بل دخول علي التاريخ من جديد.