التلقائية والبساطة كانت المفتاح الذي أدخل به الراحل فؤاد خليل البهجة في قلوب جماهيره، الفنان الذي ترك الثراء الذي كان من الممكن تحقيقه من عمله كطبيب أسنان وذهب للبحث عن موهبته في العمل كممثل صنف كوميديانا بالدرجة الأولى برغم من تجسيده لعدد من الأدوار الأخرى التي تنوعت مغزاها الدرامي. فؤاد خليل وضع فؤاد خليل الذي يتزامن ذكرى ميلاده اليوم 19 يوليو، بصمته الفنية الأولى من خلال عالم المسرح حيث بدأ رحلته مع المسرح منذ طفولته مع فريق تمثيل مع بعض أصدقائه ليبدأ انطلاقته مع مسرحية "سوق العصر" عام 1968 ليدخل في مرحلة مهمة بحياته ذاع في صيته في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. من هنا انطلق فؤاد خليل وتصدرت موهبته أفلام حقبة الثمانينيات الشهيرة والتي منحت الفرصة لصناع الكوميديا لفرض أنفسهم على الساحة باعتبارها المرحلة التي مثلت موجة الأفلام الخفيفة، ولعل أبرز ما قدمه الراحل خلال هذه الفترة فيلم "الكيف" مع الراحل محمود عبد العزيز حيث كان نقطة تحول في مشواره من خلال شخصية الشاعر "الريس ستموني" وحقق خلالها شهرة ونجاحا واسعًا. فؤاد خليل وتوالت أعمال الراحل السينمائية الكوميدية بعد ذلك ليقدم أفلامًا مثل البيضة والحجر، ونصف دستة مجانين، احترس من الخط، بخلاف عدد من الأفلام السينمائية منها الطائرة المفقودة، شوارع من نار، نص الليل، حواء السقوط، المضيفات الثلاثة، ليل وغوازي، نقولك ولا تزعلش، المحضر، المطربون في الأرض، بخلاف العديد من المسرحيات منها: واختم بالعشرة، افرض، دربكة همبكة، يا أنا يا أنت، الدنيا مقلوبة وأخرى. فؤاد خليل واشتهر الراحل بطريقة أداء خاصة في لغة الجسد من أبرزها رفع شعر رأسه إلى أعلى وحركات يديه ورقصه بجسده وظل بكامل طاقته وحيويته هذه حتى السنوات الأولى من العقد الأول في الألفية الجديدة حيث شارك في العديد من الأفلام الشبابية الجديدة منها حبك نار، جاءنا البيان التالي، صايع بحر. فؤاد خليل داهم المرض الراحل في سنوات عمره الأخيرة حيث أصيب بجلطة في القلب وشلل رباعي لازمه لسنوات طويلة إلى أن وافته المنية في إبريل 2012 بعد صراع طويل مع المرض تاركًا خلفه بصمات تبقى دائمة ومستمرة بالرغم من كونه ظل طوال حياته من أصحاب الأدوار الثانية.