على مدار عشرة أيام، تعقد فعاليات البرنامج المكثف ل"منتدى شباب صناع السلام"، الذي يعقد في الفترة من 8 حتى 18 يوليو الجاري في لندن، تحت رعاية الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وكنيسة كانتربري البريطانية، بمشاركة 50 شابًا من مختلف الجنسيات. وتهدف هذه الورش إلى تعزيز تأثير الشباب الفعال في مجتمعاتهم، ورفع قدرتهم على المساهمة في صُنع السلام حول العالم، وتعميق رؤيتهم حول مفاهيم التعايش السلمي والاندماج الإيجابي وقبول الآخر. تعد مبادرة حوار الشرق والغرب، التي أطلقها مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بحسب الدكتور محمد عبدالفضيل، مدير مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكتروينة، "إحدى أهم المشروعات الحوارية التي يرعاها المجلس بالتعاون مع الأزهر الشريف، وهي مبادرة تهدف إلى جلوس القيادات الدينية والمفكرين من الشرق والغرب على مائدة الحوار الديني، للحديث عن المشتركات الدينية، وبحث كيفية نشر السلام ومفاهيم الوسطية للأديان". يضيف عبد الفضيل ل"بوابة الأهرام": شهدت المبادرة حتى الآن خمس جولات مهمة في عدد من الدول العربية والأوروبية، في الجولة الرابعة من حوار حكماء الشرق والغرب التي استضافتها أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة تحت شعار "نحو عالم متفاهم متكامل"، اتفق ممثلو مجلس حكماء المسلمين والكنيسة الأنجيليكانية على تخصيص جولة الحوار الأوروبية القادمة للشباب المسلم والمسيحي. ويكشف مدير مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكتروينة، كيف تم الإعداد للمنتدي، قائلا إنه "على مدار شهور طويلة تم الإعداد في كلتا المؤسستين الدينيتين لتنفيذ هذا المقترح الذي يهدف إلى تنظيم ملتقى شباب صناع السلام، وتم اختيار خمسين شابًا نصفهم من الشرق ونصفهم من الغرب، حيث قام الأزهر الشريف باختيار 25 طالبًا من مصر والدول العربية راعى في اختيارهم التنوع الديني وإجادتهم للغة الانجليزية وفي فئة عمرية بين 18 و25 سنة، وقد تم عقد جلسات اختبارية شفهية عديدة للتأكد من تمتع الفريق بمهارات التواصل اللازمة لمشاركة فعَّالة في المنتدى، واختيار من لهم أنشطة مجتمعية أو ثقافية أو دينية". ويتابع: انطلقت فعاليات الملتقى الشبابي في الأسبوع الماضي من شهر يوليو ويستمر لمدة عشرة أيام في مدينة لندن بالمملكة البريطانية، حيث التقى الشباب العرب أقرانهم من الغرب ممن قامت أسقفية كانتربري باختيارهم، ليتلقوا دورة تدريبية في جامعة كامبردج، تهدف إلى صقل قدراتهم الحوارية، وتدريبهم على تبادل الآراء والمعرفة ووجهات النظر حول القضايا المعاصرة التي تهم الأمتين الإسلامية والمسيحية، ويتضمن التدريب، كذلك عقد عددا من المحاضرات وورش العمل التي تناقش قضايا التعايش السلمي ومحاربة الفكر الشاذ ونشر العنف، كما تهتم فعاليات ورش العمل بتدريب المجموعة الشبابية على المشاركة الفاعلة في العمل الاجتماعي. ومن المنتظر، بحسب الدكتور محمد عبدالفضيل، مدير مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكتروينة، أن يكون للشباب عدد من اللقاءات في آخر الدورة التدريبية مع القيادات الدينية من الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري لعرض آرائهم ومقترحاتهم وإجراء حوار مفتوح بين القيادات والشباب، حيث تهدف المؤسسات الدينية المؤسسة لمبادرة حوار الشرق والغرب لتكوين فريق شبابي عالمي يصنع عالمًا أفضل يغمره الخير والسلام. يذكر أن الأزهر الشريف عقد للمجموعة الشبابية العربية ندوة استمرت يومين واستضافها مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، تخللها عدد من ورش عمل لإعداد الفريق وتدريبه على قراءة محتويات دينية تمثل خبرة الأزهر الشريف في الحوار الإسلامي المسيحي، خاصة تلك الجولات التي استضافتها مشيخة الأزهر في السنوات القليلة الماضية، حيث ناقش الطلاب مع المحاضرين مفاهيم دينية مهمة تتعلق بإنسانية الأديان، وقيم السلام والحوار والتسامح. . . . .