أحمد البري يكتب: قضية اليوم هو نوع من السياحة غير متداول بين الناس؛ لكنه معروف في الأجندة السياحية على مستوى العالم، وتسعى مختلف الدول إلى وضع خطط قصيرة وطويلة الأجل لتسويقه، والاستفادة منه.. إنه "السياحة المظلمة" إلى المناطق المرتبطة بالموت والحروب والكوارث والمآسي، وقد استوقفتني دراسة بعنوان "السياحة المظلمة فى تنمية الطلب على المنتج السياحى المصرى" لثلاث باحثات بكلية السياحة والفنادق هن عبير عطية ودلال عبد الهادي وسلمى المنهالي، حيث جاء فيها أن مصر تتمتع بعدد كبير من المعالم السياحية المظلمة، ومنها النصب التذكارية والأضرحة والمقابر، لكنها غير مستغلة، ونشير في هذه القضية إلى ما يلى: فى سيناء توجد أطلال ممرات المطر فى رأس سدر، وقد شهدت كوارث طبيعية، وهناك مزارات "جبل البنات" فى سانت كاترين وقلعة الجندي، حيث ينتمي الموقع الأول إلى "سياحة الرعب" والأشباح، والثاني إلى "سياحة الحروب"، وفي السويس مزارات "مسار ميتلا" ومتحف 24 أكتوبر، ومقابر شهداء حرب أكتوبر، أما الإسماعيلية فتضم متحف ديليسبس، ومتحف الشرطة، والعبارة رقم 6، وفي الشرقية، متحف مجزرة "بحر البقر". فى القاهرة قصر البارون، وباب زويلة، وقلعة بابل، وقلعة صلاح الدين، ومنصة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات والنصب التذكاري للجندي المجهول. فى الأقصر وأسوان، مقابر وادي الملوك والملكات والنبلاء، وضريح الآغاخان، وقبر الجندي المجهول، وعدد من الحصون الحربية كمعبدي "الرامسيوم" و"هابو". ولاشك أن الأمر يتطلب جرد أهم المواقع "السياحية المظلمة"، وتطوير بنيتها التحتية ودعمها بالخدمات اللازمة لاستقبال السائحين، فوفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته الباحثات على نحو 400 وكالة للسفر فإن 97.5% من العينة المشاركة فيه يرون أن السياحة المظلمة مهمة لإثراء خريطة مصر السياحية، ويقتضي ذلك زيادة الوعي بأهمية هذا النوع من السياحة، وأن تكون رحلاته بأسعار منخفضة، فهل آن الأوان لتشكيل لجنة لتنسيق الجهود بين الجهات المعنية بالسياحة لاتخاذ خطوات ملموسة نحو الترويج الدولي لها؟.