استطاع محرم فؤاد، أن يحجز لنفسه مكانة خاصة فى عالم الفن، وهو فى العشرين من عمره، وبالرغم من حداثة سنه، لم يكن دخوله عالم الفن بالأمر اليسير، كان عليه أولًا أن يبدأ من الشارع، جاب الموالد والأفراح باحثًا عن نصف فرصة للظهور، فكافأه الحظ لدأبه، لتأتي بطولته الأولى في السينما أمام السندريلا سعاد حسنى، عندما اكتشفه المخرج الكبير "بركات" وقدمه فى فيلم "حسن ونعيمة" عام 1959، الذى كان بمثابه انطلاقة ثبت بها أقدامه بين أقرانه من أبناء جيل السيتينات من الفنانين. قدم" فؤاد" العديد من الأغانى التى مازالت عالقة فى أذهاننا مثل" رمش عينه" و"الحلوة داير شباكها" "اوعى تكون بتحب يا قلبى" و"غدارين" و"النبى لنكيد العزال" و"أنا عايز صبيه"، يا"وحشنى رد عليا" وبعد مسيرة مليئة بالعطاء لقبه أبناء جيله ب"صوت النيل" و"المغنواتي". نشأته ولد محرم فؤاد فى 24 يونيو عام 1934م بمنطقة ورشة القطن بحي بولاق، وترجع أصول أسرة محرم إلى سوهاج، كان والده مهندسًا بهيئة السكك الحديدية وكان لمحرم تسعة أشقاء خمسة صبيان وأربع بنات هو أصغرهم جميعًا، وقد بدأت موهبة محرم الغنائية تظهر وهو فى الرابعة من عمره وبعد أن انتقلت أسرته من حي بولاق إلى حي شبرا ثم التحق بمدرسة السبتية الابتدائية، وعندما بلغ عمره سبع سنوات غنى فى إحدى حفلات المدرسة نشيدًا يرحب بالوافدين الزائرين، وكان محرم متيمًا منذ طفولته بالغناء وحتى يصقل موهبته بالدراية التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية المعهد العالي للموسيقى العربية حاليًا، وبعد التخرج عمل لفترة فى الملاهي والأفراح ثم التحق بركن الهواة بالإذاعة وغنى من تلحينه "الحلو هداني منديله"، ثم من تلحين عبدالعظيم محمد غنى "أسمر حليوة زين"، و"خيالك فى عيني" ثم غنى فى برنامج ساعة لقلبك واعتمد مطربًا فى الإذاعة وكانت أولى أغنياته الإذاعية "زي نور الشمس حبي وتنكره. رصيده الفني بلغ رصيده السينمائي 13 فيلمًا أولها "حسن ونعيمة" مع سعاد حسني ومحمود السباعي فى العام 1959، وفي العام 1961 قدم فيلم "نصف عذراء" مع زبيدة ثروت ومحسن سرحان وفي العام 1960م فيلم "وداعا يا حب" مع مريم فخر الدين وآمال فريد وفيلم "لحن السعادة" مع إيمان وزكي رستم وفيلم "من غير ميعاد" مع نادية لطفي وسعاد حسني وفي العام 1962م فيلم "حكاية غرام" (لبنان) مع مها صبري وحسن المليجي و"سلاسل من حرير" مع مديحة يسري وزيزي البدراوي وفي العام 1963م "شباب طائش" مع سميرة أحمد ويوسف فخر الدين وفي العام 1964م فيلم "عتاب" (لبنان) مع سميرة توفيق وإبراهيم خان وفي العام 1965م "ولدت من جديد" (لبنان) مع نزهة يونس وفيلم "الصبا والجمال" (لبنان) مع صباح وحسن المليجي وفي العام 1971م "عشاق الحياة" مع نادية لطفي ويوسف وهبي ومحمود المليجي وفي العام 1975م "الملكة وأنا" مع جورجينا رزق ووحيد سيف وبعد هذا الفيلم لم يقدم أى أفلام سينمائية على الإطلاق. قدم للمسرح الغنائي مسرحيتين هما "دنيا البيانولا" و"القشاط"، وللإذاعة قدم مسلسلين "حب ونغم"، و"حياة كامل الخلعي" وبلغ رصيده الغنائي حوالي 900 أغنية منها 500 أغنية بين العاطفية والشعبية و400 أغنية وطنية لمصر والعالم العربي منها 20 أغنية لفلسطين لدرجة أن البعض كان يظن أنه فلسطيني الأصل. جوائز حصل محرم فؤاد على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها وسام الاستقلال من العاهل الأردني الملك حسين عام 1965م وشهادة تقدير من الملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1969م وفي منتصف التسعينات عرف المرض طريقه الى قلب محرم وبدأت رحلته مع المعاناة والعلاج والسفر للخارج بين باريس ولندن بقصد تخفيف الآلام وقام بإجراء العديد من العمليات وتغيير بعض الصمامات فى القلب وكان دائمًا يقول آه من وجع القلب ثم عانى فى سنواته الأخيرة من مرض الكلى وظل يقاوم حتى آخر لحظة فى حياته. حياته الشخصية تزوج الفنان الراحل أكثر من مرة، الأولى كانت الفنانة تحية كاريوكا ثم تزوج من خارج الوسط الفني اللبنانية ماجدة بيضون وأنجب منها ابنه الوحيد طارق ثم الفنانة عايدة رياض وأخيرًا مذيعة التلفزيون منى هلال، وقد توفي فى 27يونيو 2002م بعد عيد ميلاده الثامن والستين بثلاثة أيام فقط.