ألقى النائب طارق الخولى أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، خطابا أمام مؤتمر الدورة الثالثة لأنشطة شباب الصين والدول الأفريقية تحت عنوان "جمع حلم الشباب لفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية الأفريقية" في العاصمة الصينيةبكين. وجاء نص خطاب الخولى كالتالى : "في البداية أتوجه بالتحية للحضور الكريم، وأتوجه بالشكر لدولة الصين الصديقة قيادة وشعبا على دعوتي للمشاركة في مؤتمر الدورة الثالثة لأنشطة شباب الصين والدول الأفريقية تحت عنوان "جمع حلم الشباب لفتح آفاق جديدة للعلاقات الصينية الأفريقية" . وأعتقد أنه من أجل أن نتحدث عن مستقبل أفضل لابد من أن نتعلم من الماضي العظيم و إرث الحضارات العظيمة لكل من إفريقيا والصين، فقد شهدت قارّة أفريقيا حضارات متعددة ومن بينها حضارة مصر القديمة، فكانت حضارة مصر القديمة إحدى أولى الحضارات في تاريخ العالم وأغناها ثقافيّا؛ إذ استوطنَ البشر الأوائل حول نهر النّيل حوالي عام 3500 قبل الميلاد، وبدأ عصر الحضارة المصريّة عند اتحاد مملكتي مصر في النّيل الأدنى والنّيل الأعلى عام 3150 قبل الميلاد، وتركت هذه الحضارة الكثير من الآثار الثقافيّة والمعماريّة، من أشهرها: أهرامات الجيزة الثّلاثة. أما حضارة الصّين القديمة فقد نشأت على ضفاف نهرَين كبيرَين، هُما نهر يانغتسي ثالث أطول الأنهار في العالم، والنّهر الأصفر سادس أطولها في العالم، وظهرت أولى الحضارات المُتمدّنة في هذه المنطقة من العالم قبل الميلاد بحوالي ألفي سنةٍ؛ واشتهِرت حضارتهم بالكثير من المميّزات، مثل: ابتكار وسائل فريدة في الطب والعلاج، واستخدامهم نظاما موحّدا في الكتابة منذ آلاف السنين، رغم اختلاف لغاتهم المحكيَّة،ويُعدّ تاريخ 1766 قبل الميلاد هو تاريخ نشأة الحضارة الصينية. فكما عرفت الحضارات الإفريقية الصينية القديمة الكثير من أوجه التعاون التجاري والثقافي، فقد عملت كل من إفريقيا والصين على تدعيم علاقات الشراكة في العصر الحديث بتدشين "منتدى التعاون الصيني الأفريقي" عام 2000 ، وقد تأسس المنتدى رسميا عقب عقد المؤتمر الوزاري الأول للتعاون بين الصين والدول الأفريقية بالعاصمة الصينيةبكين في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر 2000 ، مما أسهم على مدار 18 عاما في تعزيز علاقات الشراكة وتدعيم المصالح المتبادلة بما يعود بالنفع على كل الأطراف. ومن هذا المنطلق أعتقد أننا في حاجة لاستدامة الحوار بين شباب إفريقيا والصين للإسهام من خلال دورنا في مجتمعاتنا في تعزيز العلاقات في مختلف المجالات وأعتقد أننا نحتاج لتدعيم والتركيز على مجالات التعاون التجاري، والإستثمار، والتعاون المالي ، والتعاون الزراعي، والبنية التحتية، والتعاون في مجال استخراج الموارد الطبيعية، والتعاون السياحي، والتعاون الثقافي والحضاري على أسس تحقيق المصالح المتبادلة والتنسيق في الشئون الدولية. فمع ما تشهده العلاقات الإفريقية الصينية من تطور غير مسبوق في رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، ترتفع آمال وطموحات شباب إفريقيا الذي يقدره البعض على نحو 65 % من عدد سكان القارة، وهو ما بات يشكل مسئولية لدى جيل الشباب في إفريقيا والصين في القدرة على تعظيم الاستفادة من هذه العلاقات وتقديم نموذج جديد في التكامل بين الحضارات، في ظل عالم يموج بالصراعات والدماء ويعزز بعض قوى الشر فيه صراع الحضارات. في النهاية دعونا نجعل من اليوم شعارنا " شباب إفريقيا والصين .. حلم واحد ، مصير واحد " من أجل مستقبل البشرية .. شكرا جزيلا " النائب طارق الخولي النائب طارق الخولي النائب طارق الخولي