سادت حالة من الفوضى امتحانات " أبناؤنا في الخارج" التي تنظمها وزارة التربية والتعليم وتشرف عليها القنصلية المصرية بدبي بدولة الإمارات، في أول أيام الامتحانات التي بدأت اليوم السبت وتستمر حتى الخميس المقبل. أدى أكثر من 500 تلميذ وطالب امتحان اللغة العربية لكل الصفوف الدراسية من الأول الابتدائي حتى الأول الثانوي داخل قاعة واحدة بالنادي المصري بدبي، وسط حالة من الفوضى أدت إلى اشتباك بين عدد من أولياء الأمور والمراقبين من موظفي النادي المصري. وتكدس الطلاب من كل الصفوف داخل القاعة، بدون فصل بين صف دراسي وآخر، وخلت مقاعد الامتحان من أسماء الطلاب وأرقام جلوسهم، وجلس تلاميذ الابتدائي على مقربة من طلاب الإعدادي والثانوي، كما أدى الكثير من الطلاب الامتحان بدون أرقام جلوس لعدم توزيعها عليهم. وتزاحم أولياء الأمور الذين احتشدوا خارج القاعة على نوافذ قاعة الامتحان لمشاهدة ما يجري داخل القاعة، في الوقت الذي تمكن البعض منهم بمساعدة موظفي النادي المصري والذين تولوا دور المراقبين داخل اللجنة من الدخول لمساعدة أبنائهم، والخروج بأسئلة الامتحان إلى خارج اللجنة والاجابة عنها ثم إدخالها مرة أخرى إلى أبنائهم. وتشابك موظفو النادي مع عدد من أولياء الأمور الذين حاولوا اقتحام اللجنة، بعدما لاحظوا حالة الفوضي داخلها وعندما بدأ المراقبون عبر مكبرات الصوت إملاء تلاميذ الابتدائي الفقرة الخاصة بموضوع الإملاء، في الوقت نفسه اشتكى تلاميذ الصفوف الأخرى من عدم التركيز بسبب ارتفاع الصوت. وخرج العديد من الطلاب خصوصا من صفوف الإعدادي والثانوي من لجنة الامتحان بدون الاجابة عن عدد كبير من الأسئلة ليس بسبب صعوبتها، وإنما بسبب عدم القدرة على التركيز بسبب حالة الفوضى التي عمت اللجنة، وعدم السيطرة على التلاميذ الصغار الذين كانوا يخرجون لأولياء أمورهم ثم الدخول ثانية. وقالت داليا عبدالرحمن إسماعيل بالصف الثالث الإعدادي" لم أتمكن من كتابة فقرة الإملاء بسبب عدم سماع صوت المراقب الذين كان يملي الفقرة في وقت كان مراقب آخر يقوم بنفس العمل لصف آخر عبر مكبر الصوت". واضافت" عندما طالبت المراقب، بإعادة القراءة ثانية لعدم تمكني من سماعه، رفض ورد بالقول" هى مرة واحدة وبس". وقال المهندس عمر حسين والد أحد الطلاب بالإعدادي ومنة الله بالابتدائئ" إن القنصلية تقاضت 280 درهما بما يعادل 450 جنيها عن كل تلميذ أو طالب لدخول الامتحان، ورغم ذلك لم توفر القنصلية أجواء مريحة للطلاب لأداء الامتحان، وصلت إلى درجة عدم وجود أرقام الجلوس، إضافة إلى حشد كل الطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسية وأعمارهم من الصغار في الابتدائي إلى الكبار في الثانوي في مكان واحد. وتبادلت القنصلية المصرية بدبي والسفارة المصرية بأبوظبي الاتهامات، وألقت منال عبدالدايم نائب القنصل العام بدبي بالمسئولية على وزارة التربية ممثلة في مستشارها الثقافي بأبوظبي، وقالت في رد على شكاوى أولياء الأمور من حالة الفوضى " اسألوا وزارة التربية والتعليم، هى السبب في حالة الفوضى هذه". وفي اتصال مع القنصل المصري في دبي مهاب نصر قال إن الإشراف على الامتحانات من مهام الملحقية الثقافية في أبوظبي، بعدما انتقلت لها المسئولية، عقب محاولة اقتحام لجنة امتحانات العام الماضي التي أقيمت في القنصلية من قبل أولياء الأمور. وأضاف" مهمة القنصلية هى المساعدة، وأنه سيقوم بالاتصال بنائب القنصل منال عبدالدايم لتدارك الأمر في الامتحانات المقبلة. ورد د.عادل النويشي المستشار الثقافي بالسفارة المصرية في أبوظبي بقوله إن الامتحانات اتسمت بالهدوء والنظام الكامل في كل من أبوظبي والعين، وكان من الطبيعي أن تكون الفوضى ميزة ما جرى في امتحانات دبي، مضيفا أنه حتى الثانية صباحا لم تكن هناك مقاعد للامتحانات داخل اللجنة، وكان من الممكن عدم إجراء الامتحانات. وأضاف أن القنصلية المصرية بدبي لا تقوم بواجبها في الإشراف الكامل على الامتحانات رغم أنها من مهامها حسب تعليمات وزارة الخارجية، مضيفا أنه سيقوم بإعداد مذكرة بما جرى لتقديمها إلى السفير المصري في أبوظبي تامر منصور. وعلى صعيد الامتحان، جاءت أسئلة اللغة العربية سهلة حسب إجماع الطلاب والتلاميذ في كل الصفوف، وإن خلت على غير توقعات الطلاب وأولياء أمورهم من أسئلة تتعلق بثورة يناير، بما في ذلك موضوعات التعبير التي تناولت فقط الحض على النظافة أو أهمية مياه الشرب.