أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الحريق الهائل، الذي شب في جبل الكرمل شمالي إسرائيل ما زال يتسع، مخلفا وراءه 41 قتيلا وعشرات الجرحى الإسرائيليين، وإجلاء 15 ألف إسرائيلي، وما زال الغموض يكتنف مصير عدد من الإسرائيليين، من ضمنهم ضابط بالشرطة، منذ اندلاعه قبيل ظهر أمس وحتى الآن، كما تُجري إسرائيل اتصالات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لإرسال عدة طائرات أخرى لإخماد الحرائق. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن النيران، امتدت وصولا إلى عدة قرى عربية ويهودية في تلك المنطقة، خاصة بلدة عسفيا الدرزية. مشيرًا إلى أن حريقا آخر اندلع في منطقة كريات بيالك القريبة، والذي مازال فى اتساع مستمر هو الآخر. واندلعت بعد ظهر اليوم عدة حرائق في مناطق حرشية قريبة من مناطق شفا عمرو وترشيحا وطبعون، وفي منطقة حيفا أيضا. ووصلت إلى إسرائيل حتى هذه اللحظة 8 طائرات و3 مروحيات أجنبية، إلى جانب 150 رجل إطفاء من تركيا وطواقم إطفاء من روسيا وأذربيجان وإيطاليا وفرنسا، إضافة إلى طواقم فلسطينية وأخرى أردنية تحاول المساعدة فى السيطرة على الحريق. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية تجري اتصالات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية حول احتمال إرسالها عدة طائرات أخرى، لإخماد الحرائق. وفي الوقت الذي يرجح فيه أن يكون الحريق الهائل قد قضى على الكثير من الثروة الحيوانية في أحراش الكرمل، أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق الاسرائيلية أنه يتعذر عليها نقل الحيوانات الموجودة في المحمية الطبيعية الكبيرة في تلك المنطقة. ودعا قائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة الداخلية، بالجيش الإسرائيلي سكان جميع القرى والأحياء الذين تم إجلاؤهم بسبب خطر الحرائق إلى عدم العودة إلى منازلهم، حتى تلقيهم تعليمات واضحة تسمح لهم بذلك. وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن قوات الجيش الإسرائيلى وبالتعاون مع الشرطة عملت بالقوة على إخلاء عديد من الأحياء، التي عاد إليها سكانها ظهر اليوم خشية على حياتهم وبأوامر مباشرة من قادة الجبهة الداخلية. وأشار الموقع الإلكتروني إلى أن المنطقة تحتوي على العديد من المحميات الطبيعية التي توجد بها أصناف مختلفة من الحيوانات، التي قضي معظمها تحت وطأة الحريق.. لافتا إلى أن الحريق يهدد نحو 100 حصان في إحدى الحظائر في هذه الأثناء، والتي ما زال يصعب إخمادها. وبفعل الحريق الأكبر في تلك المنطقة، قطعت خطوط الهواتف والكهرباء عن عدة مناطق وبلدات مجاورة.. فيما خصص مستشفى رمبام في مدينة حيفا ونجمة داود الإسرائيلية غرف طوارئ خاصة لاستقبال الهواتف الضرورية، وتنظيم عملية نقل الجرحى وجثث القتلى. كان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، قد عقد صباح اليوم الجمعة اجتماعا خاصا وطارئا، لبحث أزمة حريق الكرمل الخطيرة. ونقلت القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي عن نتانياهو قوله: "يوم الأحد المقبل سنقدم إلى الكابينيت مخططا شاملا لمعالجة الخراب الذي سيخلفه الحريق، بما في ذلك احتياجات السكان الذين أخلوا من منازلهم، وسيتم شراء طائرات إطفاء خاصة بالحرائق الكبرى. وأضاف: نعيش في هذه اللحظات موقفا من أصعب المواقف التي تعرضنا لها، لدينا 41 قتيلا وهناك جرحى كثيرون.. إننا نشارك ذوي القتلى أحزانهم وكذلك نشارك الذين تم إخلاؤهم، ويبلغ عددهم نحو 15 ألف إسرائيلي. وأوضح أن حكومته ستعمل على إعادة ترميم ما دمرته الحرائق وخربته، من خلال إعادة زرع الأشجار في تلك المنطقة. ووجه نتانياهو شكره العميق إلى رؤساء الدول، الذتى أبدت مساعدتا وتلك التى شاركت في عملية إخماد النيران من خلال إرسال طواقم إطفاء وطائرات خاصة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وقال إن أردوغان عرض علينا المساعدة.. هذه خطوة مميزة من شأنها أن تحسن العلاقات بين البلدين. وأحرقت النيران التي بدأت تنتشر في مناطق مختلفة على تخوم مدينة حيفا القرية التعاونية (بيت ارون) بأكملها، حيث حرق معظم منازل القرية وحدائقها العامة وأخلي سكانها. وأشارت صحيفة يدعوت أحرونوت إلى أنه قد وصلت النيران إلى منطقة (الكرايوت) قرب مدينة حيفا وبدأت تتسع في بلدة كريات طبعون التي تعمل الشرطة الإسرائيلية على إخلاء بعض أحيائها ومصانعها، وأخرى اندلعت بالقرب من بلدة معلوت ترشيحا المختلطة حيث تحاول القوات الإسرائيلي السيطرة عليها بمساعدة قوات أجنبية وعربية. وفي نفس السياق، أعلنت لجنة المتابعة العليا لشئون فلسطينيي عام 1948 (عرب إسرائيل)، عن استعدادها لمد يد المساعدة من خلال استقبال العرب والإسرائيليين، الذين أخلوا من ديارهم.