فيما يشبه الكابوس المزعج لمزارع الدواجن فى مصر، والتى تتجاوز استثماراتها 22 مليار جنيه، وحجم عمالتها نحو 1,5 مليون عامل ، سجلت بورصة الدواجن اليوم انخفاضا جديدا فى أسعار الدواجن الحية، حيث لم تتجاوز منذ الصباح الباكر8 جنيهات للكيلو جرام للدواجن البيضاء و 9,5 جنيه للبلدية. وبحسب الدكتور محمد الشافعى، نائب رئيس الاتحاد العام للدواجن، فإن الانخفاض يتراوح بين 2,5 و 3 جنيهات فى الكيلو جرام الواحد، بعكس ما يتردد عن ارتفاعها مجددا.. مشيرا إلى أن سعرها بلغ فى شهر رمضان الماضى 11 جنيها، وظل متماسكا حتى أوائل شهر نوفمبر الماضى، كما شهدت البورصة وفق تأكيداته أدنى مستويات التداول للدواجن الحية، منذ ما قبل عيد الأضحى المبارك. وفى محاولة للتهوين من شأن الخسائر، التى تكبدتها مزارع الدواجن منذ بدء انخفاض أسعار الدواجن الحية بصورة ملحوظة، قال الشافعى إن الأمر برمته يخضع لمعادلة العرض والطلب، وكما ربحنا بالأمس الكثير، علينا أن نتحمل اليوم القليل من الخسائر و هكذا السوق دائما! وأكد أن مزارع الدواجن استعادت إلى حد كبير عافيته، خاصة الكيانات العملاقة وذلك مع الانحسار الملحوظ لمرض إنفلونزا الطيور، وبالتالى زاد المعروض من الدواجن فى الأسواق، ومع انخفاض الطلب عليها خلال هذه الفترة. وكان متوقعا حدوث انخفاض وخسائر، خاصة أن الإنتاج المعروض حاليا من الدواجن، هو ما كان قبل نحو شهر ونصف كتاكيت تسمين عمر يوم واحد، وتم شراؤها بنحو 5,5 جنيه للكتكوت الواحد وبالتالى بيعها بسعر 8 جنيهات، يعنى تحمل المزرعة خسائر تصل إلى 3 جنيهات فى الدجاجة الواحدة. وأرجع ذلك إلى اتجاه المستهلكين حاليا إلى اللحوم الحمراء، والمتوافرة فى منازلهم بعد عيد الأضحى المبارك، وهو الأمر الذى يستمر صداه حتى أوائل شهر يناير، بخلاف محدودية السعة التخزينية للدواجن المذبوحة المجمدة فى مصر، وبالتالى يصعب ذبح كل هذه الكميات المنتجه يوميا من الدواجن وتخزينها، إلى جانب أعياد الصيام الحالية للإخوة المسيحيين، وتستمر حتى 7 يناير المقبل أيضا. وتوقع الشافعى ارتفاع الأسعار مرة أخرى بصورة معقولة، مع عودة الطلب الحقيقى والمعتاد على الدواجن فى الأسواق المحلية، خلال منتصف يناير المقبل، مشيرا إلى أن الزيادة فى السعر لن تتجاوز جنيها واحدا، حيث سيصل سعر الدواجن المحلية المذبوحة إلى 17 جنيها للكيلو، والمستوردة إلى 16 جنيها.