وجهت مستشفيات ومستوصفات في جمهورية الكونغو اليوم الإثنين مناشدة عاجلة من أجل التبرع بالدم بعد سلسلة انفجارات في مستودع ذخيرة بالعاصمة برازافيل أسفرت عن مقتل مائتي شخص على الأقل وإصابة نحو 1500 آخرين. وواجهت الطواقم الطبية عبئا شديدا بسبب كثرة عدد المصابين في أعقاب وقوع خمسة انفجارات أمس الأحد، والتي قال عنها مسئولون بالحكومة إنها ناجمة من ماس كهربائي على الأرجح. وسمع دوي انفجارات صغيرة اليوم الإثنين، حيث يعمل رجال الإطفاء على منع الحرائق من الوصول لمستودع ثان قريب، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية بالبلاد. وناشد وزير الدفاع زاتشاري بواو الأطباء في أنحاء البلاد سرعة التوجه إلى المستشفيات في برازافيل، حيث ذكرت تقارير إعلامية محلية أن بعض المصابين لقوا حتفهم جراء نقص الطواقم والإمكانيات الطبية. وعقد مجلس الوزراء محادثات طارئة ووجه الرئيس دينيس ساسو نجيسو كلمة للأمة قال فيها إن البلاد التي يقطنها 2ر4 مليون نسمة تعرضت "لوضع استثنائي،، لمأساة". وقال إنه سجل رسميا مقتل 146 شخصا وإصابة 1500 آخرين. ونقلت إذاعة "أوكابي" التي تمولها الأممالمتحدة، وتتخذ من جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة مقرا لها، عن مصادر دبلوماسية قولها إن ما لا يقل عن مئتي شخص لقوا حتفهم. كما أشارت المستشفيات إلى أن أعداد القتلى في تزايد. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) أن من بين القتلى عددا من العمال الصينيين بمجموعة بكين لهندسة البناء في الدولة الواقعة بوسط أفريقيا. وأعربت السفارة الأمريكية في برازافيل والحكومة البريطانية عن مواساتهما كما أرسلت عدة دول بينها فرنسا والمغرب مساعدات طارئة اليوم الاثنين. وقدمت المنظمات الدولية غير الحكومية من بينها "مجموعة الاستشارية المعنية بالألغام" يد المساعدة في الحادث والتي تعاملت مع انفجارات مماثلة في مستودعات للذخيرة في أجزاء أخرى من أفريقيا. وقالت المجموعة في بيان لها إن " المعاناة والضرر الذي تسببه تلك الحوادث تؤكدان أهمية تخزين الذخيرة بأمان وأهمية تزويد البلدان بالدعم الفني الذي يمكنها من القيام بذلك". وقال ساسو نجيسو إن عددا كبيرا من السكان "فقدوا منازلهم وأصبحوا بلا مأوى" جراء الانفجارات التي دمرت أيضا متاجر ومكاتب وأجزاء من سوق تجارية. وأضاف أن حكومة البلد المنتج للنفط ستبذل قصارى جهدها لتوفير المساعدة. تم الدفع بقوات لحراسة المباني والمحال المهدمة وقال الرئيس إن هناك تقارير عن حدوث عمليات نهب وسلب. وقال " أود أن ألفت انتباه المنحرفين الذين يحاولون استغلال الموقف... ستكون هناك تبعات لأفعالهم". وهرع مسئولون في كينشاسا إلى تهدئة السكان في أعقاب الانفجارات، حيث اعتقد البعض إنها تقع في المدينة بينا ظن آخرون أن هناك انقلابا في الدولة المجاورة. ويفصل نهر الكونغو الدولتين عن بعضهما. وأظهر تسجيل مصور بكاميرا هواة التقط في كينشاسا لحظة أول انفجار في الجانب الآخر للنهر- وأظهر انفجار ضخم واهتزاز مبان وتهشم زجاج.