عقد تيار الثقافة الوطنية ندوته الأسبوعية لمناقشة ديوان "هزيمتين وأوصل" للشاعر إبراهيم رفاعي، بحضور الناقد د. يسري عبد الله والروائي خالد إسماعيل، الذي بدأ الندوة قائلاً بأننا أمام شاعرٍ له أسلوبه الخاص الذي يختلف عمّا قدمّه جيل الرواد وهو الجيل الذي اعتمد بشكل أساسي على التراث الشعبي، في إطار مرحلة زمنية عاشتها مصر في ظل "صيغة التحالف بين الطبقة الوسطى والعمال والفلاحين في العهد الناصري". لكن هذا الشاعر يأتي في ظل الكوكبة التي تفرض عليه تعامل مع العامية بنظرة تخلو من التعالي الذي تعاني منه في مواجهة حراس التراث العربي القديم. ثم قام الشاعر إبراهيم رفاعي بقراءة مقاطع من الديوان: "صاحبي../ اللي ملك الحارات/ برفّه/ وحبّة بلي/ وورق كبريت/ عمره ما حب المدرسه/ وعمره ما حضر الطابور/ ولا حصص المزيكا/ عشان ما يرددش النشيد/... لإنه ببساطه/ كان بيكره/ كل حاجه تساومه ع القلب./... إمبارح شفته../ لابس الكاب والبدله الميري/ وشنطته فوق ضهره/ مليانه أناشيد!" ثم بدأ الناقد يسري عبد الله كلمته قائلاً: "أهم ما يلفت الانتباه في ديوان الشاعر إبراهيم رفاعي "هزيمتين وأوصل" هو محاولته الدءوب للاستفادة من المنجز الشعري لقصيدة نثر العامية، دون أن يُحدث انقطاعاً جمالياً عن مسار القصيدة الإيقاعية، وبدا الديوان محتفياً بالهامشي والمعيش، منحازاً له عابراً به من حيّز الخاص إلى العام، صانعاً – وهذا هو الأهم – جدلاً خلاقاً ما بين الذاتي والموضوعي، معيداً الاعتبار إلى العناصر الأكثر فنية في القصيدة، حيث نرى لعباً فنياً يغلف النص ويشكّله بدءاً من العنوان المُراوغ للديوان "هزيمتين وأوصل"، والذي تُصبح فيه الهزيمة معبراً للوصول. فالمرارات النفسية التي تحسها الذات الشاعرة كفيلة بتنقية الروح، وحَفزِها على الفعل والمقاومة. "غير أنه لم تكن ثمة هزيمة واحدة، ولا حتى هزيمتان، بل إنها هزائم متعددة في الحياة والحب ولكن أقساها هزيمة الروح". ثم قال الناقد يسري عبد الله عن قصيدة "يا رب مايكونش ولد" بأننا أمام كشفٍ عن حصار الروح وسط دوامات من القسوة والعتامة، حيث ثمّة روح مستلبة ومحاصرة تعاني ألمها الخاص وتجابه الواقع عبر السخرية منه والتندر عليه". ثم اختتم يسري عبد الله كلامه قائلاً بأننا أمام شاعر يمكن الرهان عليه، له القدرة على خلق عالم يخصّه لا يستعير فيه أحداً وإنما يتبع صوته الخاص.