تخضع جدارية بيكاسو الشهيرة "الجرنيكا" مع اقترابها من إتمام عامها الخامس والسعبين لفحص دقيق عبر آلاف الميكروسكوبات المثبتة علي روبوت متخصص لتصوير أعماق كل نقطة علي الجدارية لبيان مدى حالتها قبل خضوعها لعملية ترميم بمدريد. وقالت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية علي موقعها الإلكتروني إن متحف الملكة صوفيا "رينا صوفيا"، حيث تعرض الجدارية المرسومة باللونين الأبيض والأسود قد كلف شركة اتصالات إسبانية لتطوير تكنولوجيا متقدمة للتصوير بالأشعة فوق الحمراء وفوق البنفسجية لتصوير الجدارية دون تعريضها للأذي. وقد صمم الروبوت "بابليتو" الذي صنع خصيصاً لتصوير الجرنيكا، بحيث يتم إدخالها إلي المتحف بدلاً من المخاطرة بنقل الجرنيكا نفسها إلي أحد المعامل، التي عادة ما يتم داخلها فحص تلك الجداريات. وقال جورج جارثيا جوميز مدير وحدة الحفاظ علي اللوحات بالمتحف أن اللوحة في حالة "ضعف" نظرًا لتعرضها للنقل أكثر من مرة. ورسمت الجرنيكا كرد فعل علي تدمير مدينة الجرنيكا بإقليم الباسك بإسبانيا علي يد الإيطاليين والألمان في السادس والعشرين أبريل عام 1937 خلال الحرب الأسبانية الأهلية التي أتت بالجنرال فرانكو إلى الحكم في إسبانيا، وكلفت الحكومة الإسبانية بيكاسو في وقت لاحق برسم تلك الجدارية الضخمة عن الحرب للعرض في معرض باريس الدولي عام 1937 ويبلغ طول الجدارية 3.5 متر وعرضها 7.8 متر ومرسومة بألوان زيتية علي كانفا. وتظهر الجرنيكا المأساة التي تعرضت لها المدينة وتعتبر رمز فنياً مناهضاً للحرب وتذكيرًا بمآسي الحروب، وقد ساعدت الجدارية في جذب اهتمام العالم للحرب الأهلية الإسبانية. وسيقوم الروبوت "بابليتو" بفحص الجدارية ليلاً بعد إغلاق المتحف لأبوابه لأخذ صور دقيقة لكل نقطة على اللوحة، فيما يشبه فحص "دي إن إيه" فوتوغرافي، ولم يتم الإفصاح عن التكلفة الحقيقة للروبوت ولكن صحيفة "ألباييس" الإسبانية قالت: إن التكلفة قد تصل إلى 400 ألف دولار.