أظهرت دراسة مستقلة للجنة الميزانية الفيدرالية الأمريكية، وهي لجنة غير حزبية، أن إصلاح الاقتصاد الأمريكي لن يكون سهلا، وأن سياسات المرشحين الجمهوريين ستزيد الدين. وقال عضو الكونجرس الجمهوري السابق بيل فرنزل، الذى يعمل بمشروع اللجنة لمراقبة الميزانية الأمريكية، إن السياسات الاقتصادية التي يؤيدها مرشحو الرئاسة الجمهوريون الأربعة بحاجة إلى مزيد من العمل، مشيرا إلى أن أي من المرشحين الجمهوريين لم يتوصل إلى ميزانية متوازنة على مدى عشر سنوات حتى وفقا لأكثر التقديرات تفاؤلا. وتشير اللجنة إلى أنه بدون تغيير سياسة الولاياتالمتحدة بحلول عام 2021، فإن الدين القومي الأمريكي الذي يبلغ الآن نحو 15 تريليون دولار، سوف يمثل 85 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. وأوضحت أنه على سبيل المقارنة فإن نسبة ديون اليونان من الناتج المحلي الإجمالي، قبل عملية الدعم الثانية لتمكينها من سداد ديونها، بلغت 160 في المائة. وقالت رئيسة اللجنة مايا ماكجوينيس: بدلا من تثبيت مستويات الدين، فإن البرامج الانتخابية للمرشحين الجمهوريين من شأنها أن تزيد الدين بشكل متفاوت، موضحة أنه برغم أن المرشح الرئاسي الجمهوري وعضو مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش، قال إنه يريد نقطة انطلاق يحصل بموجبها الفقراء على التعليم والوظائف والتدريب على العمل والحصول على وظائف أفضل بما يجعلهم يتولون رئاسة الشركات التي يعملون فيها في يوم من الأيام، إلا أن إطار مقترحات جينجريتش، سيزيد الدين الأمريكي بنحو 7 تريليونات دولار، مما سيزيد إجمالي الدين الأمريكي إلى 114 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ووفق الدراسة دراسة مستقلة للجنة الميزانية الفيدرالية الأمريكية، التي نشرت نتائجها شبكة صوت أمريكا، فإن سياسات المرشح وعضو الكونجرس رون بول ستقلل الدين بحوالي 2.2 تريليون دولار، إلا أن الدراسة أشارت إلى أن خطة بول ستدفع مقابل التخفيضات الضريبية المقترحة من خلال إلغاء وكالات حكومية بارزة، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي. من ناحية أخرى، ستعمل خطة المرشح ميت رومني على زيادة الديون بمبلغ 250 مليار دولار، بينما ستزيد التخفيضات الضريبية التي اقترحها المرشح ريك سانتوروم من الديون بمبلغ 4.5 تريليون دولار. ويقول المحللون: إن المشكلة المحاسبية تنشأ من نفور الجمهوريين من فرض ضرائب جديدة، وتقول مديرة مكتب الميزانية السابقة بالكونجرس أليس ريفلين إن التحليل يوضح الحاجة إلى نهج أكثر توازنا.. أضافت: "أعتقد أنه من غير الواقعي تماما أن نتمكن من تثبيت الدين على المدى الطويل دون زيادة الإيرادات وتخفيض الاستحقاقات". وتتوقع لجنة مراقبة الميزانية أن يختلف المرشحون الجمهوريون مع النتائج التي توصل إليها فريق الدراسة، إلا أنها أكدت ترحيبها بالحوار تحقيقا لمزيد من الشفافية والتوصل إلى حل وسط. وأشار فريق العمل إلى أنه يعتزم نشر تحليل مستقل عن الخطة الاقتصادية للرئيس باراك أوباما.